في إطار فعاليات اليوم الثالث على التوالي للدورة التدريبية الأولى المشتركة من الأئمة المصريين والسودانيين بأكاديمية الأوقاف الدولية لتدريب الأئمة والواعظات وإعداد المدربين، التقى الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، بالأئمة السودانيين المتدربين بأكاديمية الأوقاف، خلال محاضرته صباح الأربعاء تحت عنوان «الأدلة المتفق عليها والمختلف فيها».
وأوضح جمعة أن الأمة الإسلامية هي أول من عرفت منهجية البحث وموضوعيته، وعرّفوا علم أصول الفقه بأنه العلم الذي يبحث في دلائل الفقه إجماليا، وفي كيفية الاستفادة منها، وحال المستفيد، مؤكدًا أن الأدلة المتفق عليها تنحصر في القرآن الكريم، والسنة النبوية، والإجماع، والقياس، وهناك ما يزيد على ثلاثين استدلالا مختلف فيه، ممثلا بالعرف، وسد الذريعة، وأن جملة ما في الفقه من جمل تحمل أحكامًا شرعية تبلغ مليون و170 ألف مسألة .
وقال جمعة إن العرف مصدر من مصادر التشريع، وأن المقاصد الشرعية يجب أن تكون ماثلة ومتحققة في كل فتوى، ولابد من إدراك الواقع في تطبيق الأحكام، وأن الإجماع هو هوية هذه الأمة، وأن الفتوى لابد فيها من الاطلاع على النص الشرعي ومعرفة كيفية الوصل بين النص والواقع، وأن فقه المآلات هو فن المجتهد الذي لا يصلح له كل أحد.
وأكد جمعة: «يجب على المفتي عدم الخروج على إجماع الأمة ولا عن مقاصد الشريعة ولا عن مصالح العباد، كما أن مراعاة أحوال الناس ومصالحهم ضرورة شرعية».