رحيل فايتسا.. عانق مع الأهلي الثلاثية وتسبب في زيارة حسني مبارك ‏للقلعة الحمراء ‏

رحل عن عالمنا، اليوم، الألماني دتريخ فايتسا، المدير الفني الأسبق للنادي الأهلي ومنتخب مصر عن عمر يناهز 86 عامًا.

فايتسا كان الحل الأمثل لمجلس إدارة النادي الأهلي، برئاسة صالح سليم، عقب خسارة الفريق لقبي الدوري والكأس لمصلحة غريمه التقليدي الزمالك في موسم 1987-1988، ليقبل النادي الأحمر استقالة المدرب أنور سلامة ويتعاقد مع الثعلب الألماني.

وشهدت تلك الفترة حالة من الإحلال والتجديد في صفوف النادي الأهلي بعد اعتزال عدد كبير من النجوم، يأتي في مقدمتها الأسطورة محمود الخطيب، حيث كان فايتسا من أشد المؤمنين بالمواهب الشابة وضرورة الاعتماد عليها وتقديمها للفريق الأول.

بداية فايتسا كانت رائعة، فحل الأهلي ضيفًا في مباراة ودية أمام نظيره كوينز بارك رينجرز الإنجليزي بمناسبة افتتاح الأخير ملعبه الجديد، وقدم المارد الأحمر مستوى فنيًا مبهرًا خلال تلك المباراة التي حسمها التعادل الإيجابي بهدف لكل فريق، حيث كان الظهير الأيسر ربيع ياسين على موعد مع تسجيل هدف التعادل مع اقتراب صافرة نهاية المواجهة.

الأداء المميز الذي قدمه الأهلي ونقل المباراة مباشرةً على الهواء والحالة المميزة التي أحدثها مستوى الفريق في تلك المباراة، كان حديث الساعة على الرغم من أنها مواجهة ودية، وهو ما دفع الرئيس الراحل، محمد حسني مبارك، لزيارة النادي وتقديم التهنئة على أدائه المميز أمام الفريق الإنجليزي بملعبه.

فايتسا أحدث تغييراً جذرياً في طريقة لعب الأهلي، دعت عددا كبيرا من الأندية، بل والمنتخبات الوطنية لتطبيقها بعده، وهي (3-5-2)، على الرغم من الانتقادات اللاذعة التي تعرض لها مع بداية تطبيقها والحديث عن العودة مجدداً للستينات، إلا أنها الطريقة التي حققت نجاحاً كبيراً في الأهلي ومنتخب مصر على مدار سنوات عديدة.

واستطاع الألماني قيادة الأهلي لثلاثية مميزة من خلال عناق درع الدوري وإعادته من جديد لقلعة التتش في موسم 1988-1989، كذلك لقب كأس مصر، فضلاً عن التتويج بلقب الأفروآسيوي على حساب بطل اليابان.

وتسبب قرار إلغاء مسابقة الدوري المصري موسم 1989-1990 بفرمان من الجنرال محمود الجوهري، المدير الفني لمنتخب مصر، في رحيل فايتسا عن تدريب الأهلي، إلا أنه كان حاضراً لتدريب منتخب الفراعنة بعد إقالة محمود الجوهري من منصبه نهاية عام 1990 عقب خسارة كاسحة ودية أمام المنتخب اليوناني، إلا أن التجربة كانت قصيرة العمر واستمرت لمدة 4 أشهر ورحل بعدها عن تدريب المنتخب المصري.