x

خالد السرجاني كيف تختار رئيس تحرير؟ خالد السرجاني الإثنين 23-04-2012 21:00


بدأت لجنة الثقافة والإعلام والسياحة فى مجلس الشورى جلسات استماع لوضع معايير اختيار رؤساء تحرير الصحف القومية. وقد استمعت اللجنة فى أول اجتماعاتها لآراء عدد من الخبراء والقيادات الصحفية السابقة منهم رئيسة تحرير سابقة لمجلة ورئيس تحرير لجريدة حزبية وبعض أساتذة الصحافة والإعلام، وهذا الأمر يعنى أن اختيار الخبراء تم بصورة عشوائية، ولم يخضع لمنهج محدد يمكن فى النهاية أن يفضى إلى وضع معايير جيدة لعملية اختيار القيادات الصحفية.

والخطأ الأساسى الذى وقعت فيه اللجنة هو أنها بدأت من الفرع بدلا من أن تبدأ من الأصل. فيكاد تتفق معظم القوى السياسية وخبراء الإعلام على أنه لابد من إعادة هيكلة الإعلام المصرى، وهناك شبه اتفاق عام على ضرورة تأسيس مجلس وطنى للإعلام يشرف على الإعلام، وتخضع المؤسسات الصحفية القومية تحت إشرافه أيضا. وكان الأولى بلجنة مجلس الشورى أن تعقد جلسات الاستماع لغرض البحث فى تأسيس المجلس الوطنى للإعلام، وسلطاته، وكيفية تحقيق استقلاله، وصياغة علاقته بالمؤسسات الصحفية القومية، وفى هذه الحالة فإن أعضاء المجلس الوطنى للإعلام عليهم وضع المعايير المطلوبة لاختيار رؤساء تحرير ومجالس إدارات الصحف والمؤسسات الصحفية القومية، وقد تتضمن هذه المعايير أن يقوم أعضاء المجلس بأنفسهم بالاختيار أو الإشراف على الاختيار فى حال كان الأسلوب هو الانتخاب وفقا لمعايير لا تتجاهل الكفاءة المهنية.

وإذا كان مجلس الشورى يريد إنهاء هذا الموضوع انتظاراً لما سوف يتم التوافق عليه دستوريا حول مستقبل الإعلام، وفى هذه الحالة يتم بحث تأسيس مجلس وطنى للإعلام ينص عليه فى الدستور- فإن التسرع كان سيد الموقف، حيث تم تجاهل القاعدة الصحفية العريضة، أى الصحفيين العاملين فى المؤسسات الصحفية القومية، التى كان يجب أن تعطى لها الأولوية فى جلسات الاستماع، لأنها هى المعنية بما يحدث فى هذه المؤسسات، فضلا عن أن مستقبلها مرتبط بمستقبل هذه المؤسسات، وهى التى تسعى إلى تطوير العمل فى الصحف والمجلات القومية حتى تحافظ على وجودها المهنى، لكن كل ذلك غاب عن اللجنة التى استمعت إلى آراء خبراء معظمهم لا يعرف ما يحدث داخل الصحف القومية باستثناء اثنين فقط، هما الدكتور محمد منصور هيبة وسناء البيسى.

والأمر الذى يجب أن يفكر فيه أعضاء لجنة مجلس الشورى ليس المفاضلة بين التعيين والانتخاب، وإنما إبداع أسلوب يسعى إلى تطوير الإصدارات الصحفية المملوكة للشعب، باعتبار أن مجلس الشورى يمثل الشعب، وبالتالى يجب أن يهدف تعيين رئيس تحرير أو أى مسؤول فى إصدار قومى لتحقيق أمرين الأول: الارتقاء بالإصدار أو المؤسسة الصحفية والثانى: أن يستهدف الجمهور العام والارتقاء بمعارفه وثقافته.

ومن جهتى أقترح أسلوباً لاختيار قيادات المؤسسات والإصدارات القومية أرى أنهما يحققان هذين الهدفين. ويقوم هذا الأسلوب على أن يضع مجلس الشورى شروطا للاختيار تتمثل فى عدد من سنوات العمل فى المؤسسة القومية لا تقل مثلا عن 15 سنة، وألا تتجاوز سن الصحفى 60 عاما عند انتهاء مدته فى المنصب وهى 3 سنوات لرئيس التحرير و4 سنوات لرئيس مجلس الإدارة، وذلك عند اختياره لأول مرة، وأن يجيد لغة أجنبية على الأقل، وأن يقدم الصحفى الذى يريد ترشيح نفسه لأحد المناصب الصحفية إدارية أو تحريرية خطة مفصلة لكيفية ارتقائه بالأداء المهنى أو الإدارى والمالى للمؤسسة أو الإصدار، وأن يكون ذلك مصحوبا بجدول زمنى.

وبعد أن يتقدم طالبو الوظيفة باقتراحاتهم والسير الذاتية لهم تجتمع لجنة خبراء مشكلة من الجهة المنوط بها التعيين، أى مجلس الشورى حاليا والمجلس الوطنى للإعلام مستقبلاً لبحث الملفات، واختيار أفضل المشروعات المقدمة، لإجراء مقابلات مع مقدميها لمناقشتهم فى التفاصيل وفى عملية أو عدم عملية المقترحات المقدمة منهم، وبناء على هذه المقابلات يتم تعيين المسؤول التحريرى أو الإدارى لفترة قصيرة فإن نجح فيها يتم التمديد له للفترة الكاملة، ويكون ذلك حسب نجاحه فى تحقيق الخطة التى تقدم بها.

ويجب أن تتضمن الخطط التى يتقدم بها طالبو المنصب عدة أمور منها كيفية العمل المؤسسى، وسبل اختيار القيادات العاملة معه فى الجريدة أو المجلة، والسياسة التحريرية التى سيتبعها، ومدى ما يساهم به فى زيادة توزيع المطبوعة، ومدى الزيادة المتوقعة فى الإعلانات. وكيف سيتعامل مع المتغيرات التى تطرأ على مهنة الصحافة، من تراجع الصحف الورقية وتقدم الصحف الإلكترونية، واعتماد الصحف على وسائل مختلفة فى زيادة دخلها مثل خدمة الرسائل القصيرة.

وهذا يتطلب من أى صحفى يريد أن يعين فى منصب صحفى أن يلم بجميع العناصر الضرورية لمنصبه، وإعداد الخطة نفسه يتطلب فريق عمل جماعياً، وبالتالى فإن قيم المحسوبية والفهلوة تتراجع، وتتقدم قيم الكفاءة والمهنية والموهبة.

غابت عن أى تحليلات عن جمهور الشيخ وأسباب تمردهم على الموقف السلفى الرافض لتأييده

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية