ينتظر الأطفال عدة شهور لتلقي الجرعات الأولى من لقاح كوفيد-19، حيث يتصدر المدرسون ومقدمو الرعاية مقدمة الصفوف من أجل توفير الحماية لهم في ظل عدم توافر التجارب السريرية الكافية على الأطفال الأصغر عمرا .
و قالت صحيفة تورنتو ستار الكندية في تقرير لها اليوم الخميس إنه تمت الموافقة على لقاح فايزر- بيونتيك لمن تبدأ أعمارهم من 16 عاما والفئات الأكبر سنا، حيث لم تتوافر بيانات كافية من التجارب السريرية على الأطفال الصغار، ولكن بعض الخبراء يؤكدون على ضرورة وضع من يحيطون بهؤلاء الصغار من المدرسين وعاملي الرعاية على رأس الأولوية بين السكان بشكل عام وذلك لبناء «فقاعة» من الحماية تشمل الأطفال .
و أشار رئيس مسشتفى الأطفال بأونتاريو كندا أليكس مونتر ،إلى إنه يفهم أن كل شيء يتحرك بـ«سرعة كوفيد» ويتفق أن الفئات الأكثر عرضة للمرض مثل موظفي وقاطني الرعاية طويلة الأمد وعاملي الرعاية الصحية، يجب أن يتقدموا الصفوف في لتلقي اللقاح، مضيفا إنه لم يمر عام حتى تم اكتشاف المرض وهناك لقاح بالفعل، وهي معجزة للعلم الحديث ينبغي الاحتفال بها، ولكن وسط كل ذلك لا يمكننا أن ننسى الأطفال والأسر ونحتاج للتفكير في المستقبل، وإلا لن نحرز النجاح .
و نوه التقرير إلى إن معظم الأطفال يميلون إلى الإصابة بحالات كوفيد أقل حدة من تلك التي يصاب بها الكبار، ولكن بعضهم معرض للإصابة بمستوى عال من الخطورة، قائلا على سبيل المثال إن هناك نحو مليون طفل في كندا يعانون من مشاكل طبية اساسية وإعاقات .
في حين نبهت كبير الاستشاريين الطبيين بـ«هيلث كندا» الدكتور سوبريا شارما، إلى إن أساس المسألة ينحصر في تطعيم عدد كاف من المحيطين بالأطفال، خاصة ممن يعانون من مشكلات طبية أساسية، بينما ننتظر مزيدا من البيانات حول الأطفال من الشركات التي تقف وراء إنتاج اللقاحات الرئيسية، مؤكدة أنه ليس من المعتاد التصديق على فئة عمرية لتلقي اللقاحات أولا قبل غيرها .
و توقعت أن يشهد فصل الربيع المقبل مزيدا من الدراسات التي تجرى على الفئات الأقل سنا، قائلة إنه يتعذر التنبو بالوقت الذي يبدأ في الأطفال الصغار تلقي جرعات اللقاح، فهو أمر يعتمد على مدى سرعة تقدم التجارب .
بينما قالت مستشار شركة فايزر تيني لاويث، للصحيفة عبر البريد الإلكتروني إن التجربة السريرية تجرى في الوقت الراهن على الأطفال بدءا من سن الثانية عشر ومن يكبرهم سنا، مشيرة إلى أن اللقاح سوف يخضع للمزيد من الدراسة .
لكن رئيس الرعاية الصحية للأطفال بكندا، إيملي جرونيولدت، رأت إن الاستراتيجية الوطنية لتطعيم الأطفال تفقد الهدف فيما يتعلق بالأطفال، قائلة يبدو أن الأطفال خاصة من من يعانون اضطرابات في النمو أو الإعاقات لا يدخلون في حيز التفكير .
وذكر التقرير أن هناك احتمالا اقل في أن يعاني الأطفال من نتائج خطيرة أو يتعرضون للوفاة جراء الإصابة بكوفيد-19 أكثر من الكبار، مضيفا أن الخطورة تتصاعد مع تقدم السن بوجه عام .
واستدرك بأن هناك قليلا من الأطفال المصابين بمتلازمة الإلتهاب متعددة الأجهزة، وهي حالة خطيرة تتعرض فيها أجزاء مختلفة من الجسم للالتهاب، وقد أظهرت فحوصاتهم نتائج إيجابية بالإصابة بوباء كورونا، لافتا إلى أن هناك دراسة حديثة أثتبت أن الأطفال المصابين بفيروس كورونا يمكن أن يواجهون تلف الأوعية الدموية إذا كان عندهم أعراض خفيفة أو بدون أعراض .