قال المستشار عمر عامر، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، إن «حرية التعبير عن الرأي واحتياجاته ومطالبه حرية يكفلها الدستور والقانون طالما جاء التعبير سلميا، ويتفق مع روح القانون والدستور»، مشيرا إلى أن «الدولة تحمي هذا النوع من التعبير»، وذلك ردا على ما أعلنته حملة «تمرد» من جمع 15 مليون توقيع لسحب الثقة من الرئيس.
وحول مظاهرات «30 يونيو» أكد أنه لا توجد أي استعدادات استثنائية لهذا اليوم.
وأضاف «عامر» في مؤتمر صحفي في قصر الاتحادية، الثلاثاء، أن مصر دولة مؤسسات، ويجب النظر إلى كل تلك الفعاليات على أنها حرية للمواطن في التعبير عن نفسه، مشيرا إلى أن الرئاسة تتابع كل التطورات في الشارع المصري، وتأخذها مأخذ الجد، وشدد على أن الرئاسة حريصة على حرية التعبير، كما أكد في الوقت نفسه أن الأمن ضرورة للحفاظ على المنشآت.
وشدد «عامر» على أن دعوة الرئيس محمد مرسي للحوار، الإثنين، تتسق مع المبادرات السابقة حول أهمية الحوار الوطني مع كل التيارات، مشيرا إلى رغبة الرئيس في التحاور مع كل الأطراف، مضيفا أن الرئاسة تتلقى تفاعل التيارات الحزبية والسياسية مع دعوة الرئيس للحوار، كما أعرب عن تأييد الرئاسة أي مبادرة تهدف للحد من العنف في المجتمع المصري، وذلك تعليقا على مبادرة شيخ الأزهر لتلافي العنف في «30 يونيو».
وقال «عامر» إن عدم حضور بعض الأحزاب الحوار مع الرئاسة أمر لا يخصها، مؤكدا أن الرئاسة توجه دعاوى باستمرار لكل الأحزاب ولكن بعض الأحزاب لا تحضر سواء باعتذار أو بعدم الرد، بينما يحضر البعض، رفضا للربط بين الدعوة للحوار ومظاهرات «30 يونيو».
وحول ملف «سد النهضة»، قال «عامر» إن الرئيس عقد اجتماعا لمجلس الوزراء، وكان قرار إنشاء اللجنة القومية لمتابعة ملف مياه النيل وسد النهضة من خبراء مختلفين، من أجل الوصول لصورة كاملة وواضحة للتحرك المصري على المستويين الرسمي والشعبي، مشيرا إلى أن السد الإثيوبي مسألة أمن قومي، لأن مياه النيل هي شريان الحياة لمصر.
وشدد «عامر» على أن هناك تنسيقا دائما مع الجانبين الإثيوبي والسوداني، من أجل الوصول لتفاهمات حول السد، مشيرا إلى أنه من مصلحة إثيوبيا نفسها أن تتفهم مصالح الجانب المصري، لأن موضوع مياه النيل يهم الجانبين، وأضاف أن وزير الخارجية سيذهب إلى إثيوبيا، بالإضافة إلى العديد من التحركات على الجانبين الشعبي والرسمي، للتأكيد على أن هذا الملف مهم جدا لمصر، ويجب التفاهم بشأنه، مشددا على أن هناك خططا مصرية لمواجهة تزايد احتياجات مصر من المياه مع تزايد عدد السكان.
ونفى «عامر» اتجاه مصر للحرب مع إثيوبيا، مشددا على أن الرئيس محمد مرسي أكد في خطابه أننا دعاة سلام، وأننا نحترم كل دول حوض النيل، مشيرا إلى أن هذا لا يتعارض مع الحفاظ على حقوق مصر في المياه، وأشار إلى أن هناك مسارات متعددة تتحرك فيها مصر معتمدة على العلاقات المتميزة مع إثيوبيا تاريخيا، وذلك تعليقا على عناوين بعض الصحف الإسرائيلية، التي أشارت إلى اقتراب الحرب بين مصر وإثيوبيا وإلى رغبة إسرائيل في مساعدة مصر في ملف المياه، مستنكرا الحديث عن وساطة إسرائيلية في هذا الملف.
وأوضح أن مصر تتحدث مباشرة مع دول حوض النيل والجانب الإثيوبي، ولا تحتاج لوساطة من أحد، مؤكدا أن النتائج لم تظهر حتى الآن، لأن العمل الدبلوماسي يأخذ وقتا حتى تظهر نتائجه.
ودعا «عامر» لطمأنة الشعب، لأن مؤسسة الرئاسة والرئيس يقودان هذا الملف بأنفسهم، مشددا على أن مصر درست كل الخيارات بما فيها اللجوء للتحكيم وغيرها، ولكن مصر ترغب في حل الأزمة بخيار المفاوضات أولا، مشيرا إلى أن هذه الأزمة قائمة منذ أعوام، وبالتالي هناك العديد من التقارير القائمة في هذا الصدد.
وتحفظ «عامر» على وصف موقف السودان بأنه «متخاذل»، مشيرًا إلى أن هناك تنسيقا على أعلى مستوى مع السودان في هذا الشأن، كما أكد أن مسألة توقيع جنوب السودان على اتفاقية «عنتيبي» لا يمنع مصر من التنسيق مع مختلف دول حوض النيل.
ونفى «عامر» تأخر أو رفض مؤسسة الرئاسة في العزاء في شهيد الشرطة بسيناء، مشيرا إلى أن الرئيس بدأ خطابه بتعزية أسرة الشهيد، وأضاف أن الشرطة جهاز وطني ومخلص يعمل في ظل ظروف خاصة ودقيقة، مطالبا بعدم ربط موضوع تهنئة الرئيس للمنتخب بعزائه لشهيد الشرطة، لأن الأمرين منفصلان.