كلّفت الحكومة وزارة الزراعة، ممثلة فى مركز البحوث الزراعية، بإعداد خطة جديدة للتخلص من المشكلات البيئية الناتجة عن ارتفاع معدلات التلوث بالمخلفات الزراعية والعضوية فى محافظات القاهرة والجيزة والاسكندرية، جراء قرار التخلص من الخنازير أوائل العام الحالى للوقاية من مرض أنفلونزا الخنازير، وحل مشكلة أكثر من 24 ألف طن مخلفات يومياً.
وتقدمت وزارة الزراعة ممثلة فى مركز البحوث الزراعية باقتراح للاستفادة من نوع جديد من الديدان يسمى «ديدان الأرض» تم استيرادها من أستراليا العام الماضى، خاصة أن لها قدرة كبيرة على تدوير المخلفات الزراعية والعضوية وتحويلها إلى مواد عضوية نافعة لزيادة معدلات خصوبة التربة وتحسين خواصها.
وتضمنت مقترحات «الزراعة» وضع برامج لإكثار هذه الديدان والوصول بكمياتها إلى 1000 طن تساهم فى القضاء على معظم مخلفات العاصمة وحل المشكلات البيئية الناتجة عنها، من خلال خطة تنفيذية لمدة 5 أعوام تكون لها القدرة على استيعاب كميات كبيرة من مخلفات مدينة القاهرة تصل إلى ألف طن يومياً.
وقال الدكتور أيمن فريد أبوحديد، رئيس مركز البحوث الزراعية لـ«المصرى اليوم» : «هذه الديدان لها قدرة كبيرة على تحويل المخلفات العضوية مثل القمامة إلى أسمدة، تساهم فى زيادة معدلات خصوبة التربة والحد من آثار التغيرات المناخية، ومن زيادة معدلات التلوث الناتج عن مصانع النسيج والورق، وتخفيض عناصر الحديد والزنك والرصاص والكاديوم الناتج عن هذه المصانع».
وأضاف أبوحديد: «هذه الديدان لها القدرة على فلترة مياه الرى من العناصر الثقيلة والتخلص من عناصر النحاس والزنك والنيكل بنسبة 100%».
وكشف تقرير رسمى صادر عن مركز البحوث الزراعية أعده عدد من الباحثين بمعمل بحوث المناخ برئاسة الدكتور أبوحديد، رئيس المركز، أن المخلفات الزراعية تعد أحد أهم الملوثات البيئية التى تمثل عائقاُ كبيراً للتنمية الزراعية، مشيراً إلى أن كمية المخلفات الزراعية التى تنتج سنويا تقدر بحوالى 26- 28 مليون طن ويمكن تدويرها فى مجالات متعددة مثل إنتاج الأعلاف غير التقليدية، إنتاج الكمبوست، استخدام ديدان الأرض فى إنتاج سماد عضوى عالى القيمة واستخلاص غازات ذات قيمة حرارية من المخلفات الزراعية.
وأوضح التقرير أن المدن المصرية تفرز كل يوم كميات هائلة من المخلفات العضوية التى تمثل 40 – 60 % من حجم المخلفات (المنازل – المطاعم – الأسواق - المصانع الغذائية – المنشآت السياحية)، مشيراً إلى أن القاهرة تنتج ما يقارب 8 الآف طن يومياً من المخلفات العضوية وتمثل القاهرة 32 % من إجمالى المخلفات على مستوى الجمهورية كما تمثل القاهرة والإسكندرية والجيزة 55%، علاوة على مشاكل المخلفات الزراعية الموسمية 34.4 مليون طن سنوياً (قش الأرز أوراق ومخلفات قصب السكر – حطب القطن – تبن القمح – مخلفات الموز – مخلفات التقليم – عرش نباتات الخضر).
وأشار التقرير إلى أن المخلفات الحيوانية تعد مشكلة خطيرة فى تداولها والتعامل معها علاوة على ارتفاع الفاقد الكبير بالنسبة لمخلفات الماشية التى تستخدم 30% فقط منها فى إنتاج أسمدة عضوية (4.13 مليون طن روث جاف) و50% تستخدم للحصول على الطاقة فى الأفران المنزلية (6.89 مليون طن روث جاف) و20% يفقد بالشوارع والطرقات (2.75 مليون طن روث جاف).
وذكر التقرير أنه يتم فى معظم الأحيان دفن المخلفات العضوية للمدن والتخلص من المخلفات الزراعية بالحرق المباشر (16.7 مليون طن جاف/ عام) مسببة مشاكل بيئية ضارة، علاوة على الخسارة الاقتصادية العالية نتيجة حرق المادة العضوية، مما يؤدى إلى ظاهرة الاحتباس الحرارى وتغير المناخ وظهور السحابة السوداء، بالاضافة إلى خسارة العناصر الغذائية المهمة علاوة على فقدان مصدر اقتصادى مهم وفرصة جيدة لتوفير دخل إضافى وفرص عمل جديدة.
وتُستخدم دودة الأرض المعروفة باسم «Earthworm» فى الحصول على السماد العضوى وذلك بتحويل النفايات العضوية إلى سماد عالى الجودة. وتعتبر أفضل طريقة للحصول على سماد عضوى عالى الجودة فى وقت وجيز من نفايات المطبخ وكذلك المخلفات الزراعية ويتم ذلك باستخدام نظم بسيطة للغاية يمكن وضعها داخل المطبخ المصرى أو يمكن وضع نظم أكبر على مستوى الشارع أو المطاعم أو الفنادق أو على مستوى الأحياء المختلفة. بصورة عامة تتغذى دودة الأرض على كل ما هو عضوى لتحويله إلى سماد عضوى للنباتات أو بمعنى أخر تعتبر دودة الأرض إحدى تقنيات الطبيعة المتطورة لإعادة تدوير المخلفات ذات الأصل العضوى.
وأوضح التقرير أنه يمكن وصف عمل دودة الأرض بالنسبة للنبات كعمل استخلاص البنزين من البترول للإنسان. الهدف الأساسى ليس التخلص من المخلفات المنزلية والزراعية ولكن إدارتها كمادة خام يتم استخدامها لانتاج عدد من المنتجات المختلفة. يمكن لدودة الأرض القيام بتدوير معظم المخلفات العضوية. طبقا لما أكده تقرير مركز البحوث الزراعية.
وأشار التقرير إلى أنه يمكن استخدام مزارع دودة الأرض فى معالجة مياه الصرف لإعادة استخدامها مرة أخرى فى الزراعة، مما أدى إلى خفض تركيز العناصر الثقيلة وخفض درجة حموضة المياه. كما تعتبر تلك التقنية اقتصادية وبيئية عند معالجة الأراضى البور للاستصلاح والزراعة. يمكن استخدام فائض دودة الأرض الناتج فى عمل أعلاف مركزات بروتينية لمزارع السمك والدواجن، حيث يحدث ذلك فى الهند.