فى الذكرى المئوية لفريد شوقى قررت ابنته المنتجة ناهد فريد شوقى أن تبوح بأحد أسرار (الملك) كما كانوا يلقبونه فى الوسط الفنى، السر هو أن بين فريد وهدى سلطان علاقة حب لم يضع الطلاق لها كلمة النهاية، تحولت إلى صداقة، ظلت قائمة حتى رحيل فريد عن الحياة، الذى سبق هدى بنحو ثمانية أعوام.
الشفرة الخاصة بينهما أغنية (إن كنت ناسى أفكرك) التى رددتها هدى فى فيلم (جعلونى مجرمًا) اشتركا فى بطولته عام 1954، قبل رحيل فريد بعامين وتحديدًا 1996 أقام مهرجان القاهرة السينمائى الدولى تظاهرة خاصة احتفالا بمئوية السينما المصرية، عرفت مصر السينما فى توقيت مواز للعالم، يومها غنت هدى سلطان على المسرح (إن كنت ناسى أفكرك) وكانت السيدة سهير ترك زوجة فريد، متعها الله بالصحة والعافية، بين الحاضرين، ورغم ذلك تقدم فريد شوقى بخطوات ثابتة إلى خشبة المسرح، ووضعت هدى يدها على كتفه، وهى تغنى وسط تصفيق الجمهور.
العديد من الأغانى وثّقت العلاقات داخل الوسط الفنى، مثلا غيرة عماد حمدى الزائدة، كانت السبب وراء إصرار شادية على الطلاق، وهكذا غنت (حكايتى كانت وياك حكاية)، والتى تجد فيها هذا المقطع (قضيت حياتك فى نار وغيرة / وقلبى ياما حيرته حيرة)، شادية ظلت وحتى رحيل عماد هى الصديقة الأقرب إليه، فريد الأطرش، كان أيضا بين الذين أحبوا شادية، وبادلته الغرام، والذى من الممكن أن تلمح ومضاته على الشاشة فى فيلم (أنت حبيبى)، كان من المفترض أن يكلّل الحب بعقد القران، حياة فريد الصاخبة دفعت شادية فى اللحظات الأخيرة للانسحاب، وكتب له صديقه الأقرب الشاعر الغنائى مأمون الشناوى (حكاية غرامى حكاية طويلة) التى تروى قصة الحب وأيضا نهاية الحب، شادية هى الفنانة الثانية على خريطة فريد العاطفية، الأولى هى سامية جمال وغنى لها (حبيب العمر) وعندما اختلفا، وجه لها رسالة غاضبة فى أغنية (أنا كنت فاكرك ملاك / أتارى حبك هلاك). ومن أشهر الأغانى التى لعبت دورًا أساسيًا فى الصلح بين الزوجين، كانا على أعتاب الطلاق (قالولى هان الود عليه/ ونسيك وفات قلبك وحدانى)، كانت السيدة نهلة القدسى قد شعرت بالغيرة والغضب بسبب موقف جامل فيه عبد الوهاب إحدى معجباته، على الفور كتب الشاعر أحمد رامى تلك الكلمات، ورق قلب نهلة وسامحته، وهو ما كرره أيضا الشاعر مأمون الشناوى عندما كتب لليلى مراد (العيش والملح وعشرتنا/ ما تهونش علينا محبتنا) وبالفعل عاد إليها زوجها المخرج فطين عبدالوهاب، قبل أن يستفحل بينهما الخلاف مجددًا.
بينما كان زياد رحبانى قد كتب كلمات لحنها وأسمعها إلى عمه منصور رحبانى، فى أعقاب رحيل والده عاصى، أعجب منصور باللحن، وكتب كلمات على الأنغام تعبر عن فقدانه شقيقه (سألونى الناس عنك ياجبيبى/ كتبوا المكاتيب وأخدها الهوا). وننهى اللقاء بحكاية الشاعر الأسمر سمير محبوب والذى كان الضلع الثالث فى بدايات عبد الحليم والموجى، إلا أنه عندما تقدم لخطبة فتاة بيضاء سخروا منه فكتب (أسمر أسمر طيب ماله/ والله سماره سر جماله) ورددتتها بكل قناعة الشقراء الجميلة صباح، ورغم ذلك لم يغير أهل الفتاة موقفهم وكأنهم يقولون له (ماله ونص)!!