هناك برنامجان موازيان لمهرجان «كان»، وهما «أسبوع النقاد» و«نصف شهر المخرجين»، لكن هذا العام أصبح هناك مهرجان كامل يوازي المهرجان ذاته، وهو «كان للأفلام القصيرة».
تتكون السوق الدولية للأفلام في مهرجان «كان» من عدة مساحات كبيرة، فوق وتحت الأرض وحول قصر المهرجان، ولكن الأصل فيه طابق تحت الأرض يتكون من قطاعات طولية وعرضية، ومنذ سنوات خصص قطاع طولي بالكامل لما سمي بـ«ركن الأفلام القصيرة»، ومع الدورة الـ66 للمهرجان تحول إلى «كان للأفلام القصيرة» الذي تديره الخبيرة الدولية المعروفة أليس خروبي، وعقد من 16 إلى 25 مايو، وصدر له كتالوج من 320 صفحة، مثل كتالوج المهرجان الكبير.
كتالوج «كان للأفلام القصيرة» نموذجي، ومرجع دولي ثمين لا غنى عنه لأي مهتم، ففيه تعريف شامل وكامل ودقيق بالمهرجان الذي عرض 2171 فيلماً من أغلب دول العالم، فهناك رقم لكل فيلم، وفهرس حسب الحروف الهجائية للأفلام، وآخر حسب الدول منشأ الإنتاج، وفيه برنامج العروض باليوم والساعة والدقيقة، وكلها عروض ديجيتال، وبرنامج المؤتمرات وورش العمل ومواعيدها وتعريف بالمشتركين فيها، وفي عبارة واحدة كتالوج يجيب عن أي سؤال وكل سؤال يريد أي متابع معرفة إجابته.
وقد عرض في «كان للأفلام القصيرة» 64 فيلماً من 11 دولة عربية، هي حسب عدد الأفلام: الإمارات العربية المتحدة «20» وقطر «11» ولبنان «6» والجزائر «5» والمغرب «5» وتونس «5» ومصر «3» وفلسطين «3» والعراق «2» والأردن «2» وسوريا «2»، وهو عدد كبير، من أكثر من نصف عدد الدول العربية، ويزيد على ما تعرضه مهرجانات ومسابقات للأفلام القصيرة في الدول العربية ذاتها. ومن اللافت أن العدد الأكبر من الإمارات، وذلك بفضل مؤسسة «تو فور فيفتي فور» في أبوظبى، والعدد الذي يليه من قطر بفضل مؤسسة الدوحة للسينما ومشروعها «صنع في قطر» الذي يتيح الفرصة للسينمائيين الشباب في قطر.
الأفلام الثلاثة التي عرضت من مصر كلها من الإنتاج المستقل، وهي «داير» إخراج وليد سامي و«لعبة البيت» إخراج محمد الوصيفي، و«المكتوب» إخراج أحمد عامر، الذي اشترك في إنتاجه ستديو مصر. والأفلام الثلاثة روائية قصيرة، واشترك في تمثيل «المكتوب» الممثلة الكبيرة سلوى محمد على التي ارتبط اسمها بالإنتاج الطليعي، سواء فى المسرح أو السينما، ومحمود اللوزي أستاذ التمثيل في الجامعة الأمريكية، والذي ارتبط اسمه بدوره بالإنتاج الطليعي.
