إذا كنت تبحث عن قطع غيار مستوردة ومستعملة استعمالا بسيطا لسيارتك، فلن تجد إلا مكانا واحدا، يذهب إليه أصحاب السيارات من جميع أنحاء الجمهورية، نظرا لسمعته وتوفر جميع أنواع قطع الغيار بأسعار تناسب الجميع.
سوق «عزبة شلبي» لقطع الغيار المستعملة المستوردة من الخارج، فى منطقة مسطرد بحى المطرية، حينما تتجول فيه تشعر أنك داخل «خلية نحل»، حيث يعمل به ما لا يقل عن 5 آلاف شخص، ما بين صاحب محل وعمالة وصبية وشيالين، وترجع نشأته إلى عام 1997، فيما بدأ التجار موجة توسع به عبر «الفرش» فى الشوارع والأزقة، ما ضاعف حجمه منذ عام 2005.
«المصرى اليوم»، تجولت بالسوق لرصد حركة البيع والشراء، وأكد التجار أن الفترة الانتقالية كانت أزهى عصور السوق، لكن منذ انتخاب الرئيس مرسى، توقف حالهم، بسبب القرارات التى يتخذها، وارتفاع الدولار.
وقال سامح صبحى، تاجر ومستورد قطع غيار كورى، إنه لا توجد رقابة علينا نهائيا من حى المطرية الذى نتبعه، وإنه كثيرا ما طالبنا من رؤساء الحى السابقين نقلنا بمنطقة مجاورة للسوق، لكونها خالية وتصلح لإقامة السوق بها، وتتوافر فيها المساحات لعرض بضائعنا، وحتى الآن لم تتم الاستجابة لنا.
وأشار «صبحى» إلى أنهم يستوردون من البوسنة والهرسك، واليونان، وإيطاليا، وإن أفضل البضائع يتم استيرادها من كوريا وإيطاليا، والسبب فى ذلك أنها قطع غيار غير مستهلكة، إضافة لقلة أجور الأيدى العاملة بإيطاليا، ما يجعل أسعار الاستيراد منها مناسبة، موضحا أن نسبة البيع بالسوق انخفضت لـ60% بعد الانتخابات الرئاسية، وإن الفترة الانتقالية وبعد الثورة كانت نسبة البيع 100%، وذلك بسبب تصريحات وقرارات الرئيس، وارتفاع سعر الدولار المفاجئ، الذى أدى لارتفاع فواتير الاستيراد، مما أدى لحالة الركود التى نعانى منها الآن.
وأضاف «صبحى» أن أهم القطع التى كانوا يبيعونها باستمرار هى«الموتور» أو «الماكينة»، ونظرا لضعف السيولة المادية لدى المشترى حاليا، أصبح يأتى للسوق ويطلب عمل شنبر بـ250 جنيها لـ«موتوره» القديم بدلا من شراء جديد، ونحن هنا نصدر فواتير خاصة بأرقام «المواتير»، بفترة اختبار 20 يوما، وإذا ظهر به عيب خلال فترة يستبدله المشترى يسترجعه ويسترد ثمنه، لافتا إلى أن من أهم المترددين على السوق حاليا ملاك التاكسى الأبيض، لأن جميع قطع الغيار الموجودة به صينى، ولذلك يأتى باستبدالها بقطع غيار أصلى، حتى تعمل معه فترة طويلة دون تلف أو إصلاح.
وشدد على أنهم لا يقبلون العمل فى قطع الغيار «المغشوشة»، مؤكدا أنهم يعانون من معاملة بالجمارك ودفع أرضيات كبيرة منذ وصول «الكونتنر» من الخارج، إضافة إلى ارتفاع أسعار النقل من بورسعيد إلى القاهرة، حيث تتكلف «النقلة» الواحدة 1600 جنيه، بعدما كانت تكلفتها 1000 جنيه العام الماضى، نظرا لعدم توافر السولار، وقطع الطرق، وسرقة البضائع.