على غرار ما حدث فى أحد أفلام المرحوم نجيب الريحانى الشهيرة، كان ناظر العزبة ذمته واسعة شوية، فاحتسب ضمن المصروفات عشرين جنيهاً ثمناً للخروف، ومائة جنيه مصروفات للخروف.. ثم جاء الريحانى ونصحه كيف تكون «الحسبة»!!
ولم نكن ندرى أن المسؤولين فى قرية البضائع أخذوا بنصيحة الريحانى وإليكم ما حدث معى فى قرية البضائع، مؤيداً بالمستندات الصادرة عنهم: فقد شحنت من كندا بعض الأمتعة عبارة عن ملابسى ومتعلقاتى الشخصية، حيث لم يسعفنى الوزن الجديد المسموح به للحقائب بصحبة الراكب، فاضطررت إلى شحن بعض الأمتعة عن طريق الشحن ووصلت الأمتعة إلى قرية البضائع بمطار القاهرة وتوجهت إلى تسلمها - وفعلاً تحققوا أنها أمتعة شخصية وقدروا لها رسوما جمركية بمبلغ 45 (خمسة وأربعين) جنيهاً فقط!!
وفعلاً توجهت إلى سداد مبلغ الـ45 جنيهاً، وفوجئت أن الخمسة وأربعين جنيهاً عليها مصروفات ثلاثمائة جنيه، وراجعت معهم كشف المصروفات المطالب به فتبينت الآتى 132 جنيهاً مصروفات خروج الأمتعة من الطائرة «حسب قولهم (إنت مش دخلت الأمتعة الطائرة ودفعت عنها رسوم شحن - إحنا بناخد بقه رسوم خروج الأمتعة من الطائرة) هو دخول الحمام زى خروجه؟».. 16 جنيهاً أرضية بقاء الأمتعة يوما واحدا بأرض المطار.. 70 جنيهاً مقابل تحضير وتجهيز الرسوم الجمركية - (ولا تعليق).. 10 جنيهات نوباتجية (ومعرفش على إيه وما القصد من هذا الرسم ولم يعطنى أحد إجابة مفسرة لهذا الرسم).. 12
جنيهاً مصاريف إدارية وسلك - (تعادل نصيحة الريحانى بحبل الخروف وعامل لرعاية الخروف).. 8 جنيهات تأمين (على إيه معرفش).. 46 جنيهاً أجرة الرافعة اللى حملوا عليها البضاعة (تعادل أجرة نقل الخروف فى فيلم الريحانى) مع العلم بأن ثمن هذه الرافعة ألف جنيه، فلو حسبنا مائة شهادة فى اليوم لأصبح الوارد من هذه الرافعة أربعة آلاف جنيه يومياً..
14 جنيهاً ضريبة مبيعات (تصوروا أنا لا اشتريت ولا بعت بل أحضرت هدومى فقط فحسبوا علىّ ضريبة مبيعات).. 10 جنيهات ص. ع، وهذا أعجب ما فى الأمر فلما سألت عن (ص. ع) قال لى المسؤول يعنى «صلى على النبى واسكت».. الله يرحم الريحانى.. ويا كبار المسؤولين هل يرضيكم نهب أموال المواطن على هذا النحو؟
شفيق رزيق - المحامى بالقضاء العالى- القاهرة