أكد الدكتور عباس شراقى، خبير الجيولوجيا والمياه بجامعة الأزهر، أن سد النهضة الإثيوبى يحتاج إلى دراسات تتعلق بمعرفة تسرب المياه عبر البحيرة، نظرا لوجود شقوق وفوالق بسبب الطبيعة الجيولوجية، موضحا أن تقرير اللجنة الثلاثية لم يتطرق إلى هذه الآثار.
وقال «شراقى» لـ«المصرى اليوم» إن هناك فرقا بين صخور الجرانيت التى تتغطى بها بحيرة ناصر وصخور البازلت التى تغطى منطقة البحيرة والسد الإثيوبى وإن الثانى لن يوفر المياه للإثيوبيين، وأقصى مساحة يمكن زراعتها هى 200 ألف فدان لن تستهلك أكثر من 2 مليار متر مياه، ما يستحيل معه استخدام السد فى الزراعة.
وأضاف أن مصر ستخسر 25 مليار متر مكعب من حصتها المائية فى أول عام من بناء السد، وأن إثيوبيا قد تشغل السد من أول عام، حيث توجد خطة للبداية بتوربينين اثنين من 16 توربينا هى جملة المستهدف، مؤكدا أن الكهرباء المولدة من السد لن تفيد المواطن الإثيوبى، لأن السد يقع فى منطقة منخفضة عن العاصمة أديس أبابا، وصعوبة المناطق الجبلية وطبيعتها الجغرافية وعدم جدواها الاقتصادية تصعب قضية استخدام 6 آلاف ميجاوات داخليا، ما يؤكد أن الحل الوحيد للمشروع هو تصديرها وبيعها لمصر والسودان.
وأوضح أن مستقبل المياه الحقيقى يكمن فى علاقتنا بجنوب السودان، حيث يمكن من خلال المشروعات المشتركة زيادة حصة مصر من المياه التى تضيع فى المستنقعات، مؤكدا أنه لا يمكن الحديث عن البدائل لمشروعات إثيوبيا بالحديث عن نهر الكونغو لصعوبة تنفيذ الفكرة، وأنه دون مساعدة مصر والسودان وشرائهما ونقلهما كهرباء السد لن تكون لسد النهضة أى قيمة اقتصادية، موضحا أن السد سيكون عمره قصيرا نظرا لتراكم الطمى خلفه، ولا يمكن لأى من دول حوض النيل أن تمنع مياه النيل بسبب الطبيعة الجيولوجية، داعيا السودان إلى الاستعداد لما بعد السد وحاجة الأراضى إلى الأسمدة بعد توقف الطمى خلف «النهضة».