قال الدكتور مبروك عطية، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، انه لايوجد أصل في الدين يدل على صحة مقولة (كل انسان رزقه عبارة عن 24 قيراط في الدنيا) ومقسمين ما بين صحة ومال واولاد وزوجة،وغيرهم.
وأكد عطية خلال حواره مع الإعلامى شريف عامر في برنامج (يحدث في مصر) على قناة mbc مصر، ان كل إنسان يعطيه الله رزقه دون شرط أن يتساو الجميع في الارزاق بأإختلاف أشكالها، أن ما جعل الناس يتداولون هذه المقولة هو من باب تسلية النفس، مشددا على أنه لا يوجد في الإسلام أصل لمقولة رزق الإنسان 24 قيراط، ويجب على الناس أن تعلم الدين الصحيح.
وقال عطية، أن الدليل على خطأ مقولة ال24 قيرط قوله تعالى "قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ " وكذلك قوله تعالى "وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ".
وأوضح عطية أنه لا يوجد إنسان خال من نعم الله، إن النعمة قد توجد في الإنسان ولكن بدون وجود أثر لها في حياته، كما أن النعمة قد تتبدل إلى ضدها، مصداقًا لقوله تعالى: "فأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ".
وأضاف مبروك عطية، أن في أكثر من موضع في القرآن لم تنفع النعمة أصحابها، كما في قوله- تعالى: "فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا" وقوله- تعالى- { فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلا قليلا } .
وأكد أن تغيير النعمة للجاحد بها، وارد جدًا، وأشد صور التغيير أن تكون أمام عينيك ولا تستمتع بها، إن الدعاء دون سعي من الإنسان تكون نتيجته لا شيء، كما أن شكر الله على الموجود يأتي بالمفقود.
وأضاف: أن ارتداء الكمامة والتوبة من الذنوب كفيلان بإنهاء أزمة كورونا، فالله أمر بالأخذ بالأسباب أولا ثم التوبة عن الذنوب، خاصة ما يعرف بالذنوب المنسية التي قد لا يظن صاحبها أنها ذنب ومنها الحسد.
وقال ، ن كورونا ابتلاء من الله ليتوب الناس، مضيفا: "كورونا تروح مع التوبة من الحسد والضغينة والسواد، والكمامة، وكورونا ابتلاء عشان يقول للناس فوقوا".
وأشار إلى أن الفرق بيننا وبين غير المسلمين، هو أنهم يأخذون بالأسباب لأنهم غير مطالبين بغير ذلك، أما المسلمين فعليهم الأخذ بالأسباب بجانب التوبة إلى الله والدعاء.
وأوضح أن البلاء من الله يساوى اختبار، والاختبار نتيجته نجاح أو رسوب، والاختبار يكون بالخير والشر، والناجى بالخير عليه أن يشكر، مردفا: "ممكن ربنا يكشف كورونا فجأة ثم يأتي بعدها ألف باب للخير ثم بعد ذلك تأخذنا لَبّة واحدة".