تحول مؤتمر «الدبلوماسية الشعبية»، التى زارت عدة دول أفريقية بعد الثورة لتحسين العلاقات معها، خاصة دول حوض النيل، إلى عاصفة هجوم على الرئيس مرسى ونظامه، بعد الحوار الذى أذيع على الهواء مباشرة لمناقشة تداعيات إنشاء سد النهضة الإثيوبى، مؤكدين أن الحوار أضر بالقضية أكثر ما أفادها، موضحين أن قضية مياه النيل أكبر من أن تترك لمؤسسة الرئاسة والمؤسسات الرسمية وحدها، ووجهوا اعتذارا للشعب الإثيوبى، أكدوا فيه احترام المصريين لحق إثيوبيا فى التنمية، مع الاحتفاظ بحق مصر فى حصتها من مياه النيل.
انتقد حمدين صباحى، المرشح السابق لرئاسة الجمهورية، مؤسس التيار الشعبى، خلال المؤتمر الذى عقد بمركز إعداد القادة بالعجوزة، الأربعاء، حوار الرئاسة لمناقشة أزمة سد النهضة، وقال إن الدبلوماسية الشعبية لا تتعامل مع أزمة السد بنوع من المكايدة السياسية، وإن عدم حضورها لقاء الرئيس مع الأحزاب لا يعد انقساما سياسيا حولها، بقدر ما هو اعتراض على السياسات التى يتبعها النظام فى معالجة الأزمة.
وقال إن «ما بث على الهواء فى لقاء الرئاسة ببعض الأحزاب لمناقشة أزمة سد النهضة الإثيوبى لا يمثلنا، وأثار غضبا فى إثيوبيا بسبب دعوات التدخل فى شؤونها الداخية، ونحن نريد زيادة حصة مصر من النيل لا تناقصها، وضمان ألا يؤثر عليها سد النهضة».
وأضاف صباحى: «إن قضية النيل أخطر من أن تترك للرئاسة والمؤسسات الرسمية وحدها، وإن للدبلوماسية الشعبية دورا أساسيا فيها»، مشددا على أنه يجب التوصل إلى موقف مصرى «رسمى شعبى» واحد، ووجه رسالة للشعب الإثيوبى، أكد فيها احترام حقهم فى التنمية، والارتباط الروحى بين البلدين، خاصة أن إثيوبيا استقبلت أول هجرة للمسلمين.
وأعلن صباحى عن إقامة مؤتمر علمى عالمى عن أزمة مياه النيل مع إثيوبيا، بحيث يتضمن بدائل ومقترحات عديدة لحل الأزمة بين الأشقاء الذين تربطهم علاقات تاريخية طيبة. وتابع: إن المنهج الصحيح لإدارة أزمة مياه النيل وسد النهضة الإثيوبى تحكمه مبادئ عدة، على رأسها حق كل شعوب حوض وادى النيل فى التنمية، مع ربط ذلك بقاعدة بسيطة هى أنه لا ضرر ولا ضرار.
وتابع: «ربنا نجانا من حضور الحوار الوطنى الذى شاهده الملايين على الهواء مباشرة، والذى أشعر بالأسى والأسف من مستوى أدائه الذى لم يرتق لحجم المشكلة وما صدر عن المشاركين فيه من تصريحات عدوانية لا تعبر عن الشعب المصرى».
واختتم كلمته بقوله «إن على مصر أن توجد بدائل ومشروعات لحل أزمة المياه، منها مشروع نهر الكونغو، وسدود جنوب السودان، وتغيير نمط الرى المصرى ليصبح أكثر حداثة».
فيما قال جورج إسحق، الناسط السياسى، إن ما تم فى هذا الاجتماع يلحق ضررا شديدا بالأمن القومى، مؤكدا أن حل الأزمة يكمن فى إقامة مشروعات تنموية فى الدول الأفريقية، وليس فى التدخل السياسى أو العسكرى، مؤكدا أن وفد الدبلوماسية الشعبية لا يزايد على أحد فى مسألة مياه النيل، وعلى استعداد لتنحية الخلافات السياسية جانبا، والتعاون مع جميع الأطياف لحل الأزمة.
وقالت سكينة فؤاد، المستشار السابق لرئيس الجمهورية، إنها تشعر بالأسى والأسف لمستوى الأداء المصرى الرسمى الذى لم يصل إلى مستوى الأزمة، وأشعر إخواننا الإثيوبيين بالغيظ، وبأنهم عرضة لأعمال عدوانية، على حد قولها.
فيما أكد علاء عبدالمنعم، عضو مجلس الشعب السابق، أن الاجتماع الذى رأسه الدكتور محمد مرسى، وأذيع على الهواء، أضر بالقضية أكثر مما فادها.
ووجه مصطفى الجندى، نائب رئيس البرلمان الأفريقى، القيادى بحزب الدستور، كلمة للرئيس والأحزاب المشاركة فى الاجتماع قائلا: «ما فعلتموه على الهواء وأنتم تعلمون خطأ يرتقى للخيانة العظمى من أجل مكاسب سياسية ضيقة، وأنتم لا تمثلون الشعب المصرى، نعتذر للشعب الإثيوبى.
وأضاف: «نقسم بالله أن 30 يونيو سيكون نهاية لنظام قال (طظ فى مصر).