قبل 10 أيام من المباراة الفاصلة بين مصر والجزائر، واصل «عقلاء الإعلام» التحرك لتهدئة الخواطر، خوفاً من حدوث انزلاقات غير محمودة العواقب، حيث وصل وفد إعلامى مصرى كبير إلى الجزائر، للمشاركة فى ندوة مشتركة مع إعلاميين جزائريين، جرت أمس الأول، تحت إشراف جريدة «الشروق» اليومية الجزائرية،
وفى سياق التهدئة، دعا «منتدى عقلاء الإعلام»، الذى نظمته جريدة «الشروق» اليومية، صحفيى الجزائر ومصر إلى الالتزام بالروح الرياضية وتغليب التسامح على التعصب، ودعا نداء العقلاء إعلاميى البلدين إلى إبعاد التاريخ واللغة والسياسة من المقالات والآراء التى تنشر فى إطار تغطية مقابلة الخضر مع الفراعنة.
وعملياً، وعلى مدى أشهر متواصلة، شهدت وسائل الإعلام فى البلدين حالة من التجييش التى لم يسبق لها مثيل، فى رأى المراقبين، انزلقت فى مرات عديدة إلى توجيه شتائم وإهانة طالت شعبى البلدين. وضم الوفد المصرى ممثلين عن ثمانى مؤسسات إعلامية كبيرة، يقودهم الإعلامى محمد إسماعيل، نائب رئيس تحرير جريدة «الجمهورية».
وخلال الندوة التى حضرها عشرات الإعلاميين، تم تسجيل عدة مقترحات لتلطيف الأجواء قبيل المباراة الحاسمة، منها مثلاً توزيع قمصان مرسوم عليها العلمان الجزائرى والمصرى، واقترح الصحفى محمد الرماح من صحيفة «الأحرار» المصرية تشديد الرقابة على مقالات المحررين الرياضيين، أسوة بمحررى الأخبار السياسية.
ووسط أجواء أخوية، لفت بعض المتداخلين إلى مخاطر الاستغلال السياسى للمباراة المقبلة، لتحقيق مكاسب سياسية. ورداً على الاتهامات التى طالت جريدة «الشروق» اليومية كونها أججت نار الفتنة من الجانب الجزائرى، أوضح مدير الجريدة على فضيل، متحدثاً لـ«العربية نت»، بالقول: «إن الصورة تغيرت بعد تبادل الزيارات بين الإعلاميين فى الجزائر ومصر»،
مؤكداً أن «الإساءات التى لحقت بالجانب المصرى هى من عمل مراهقين ينشطون فى منتديات الإنترنت». وكشف رئيس تحرير «الشروق» محمد يعقوبى، بدوره لـ«العربية نت» عن قرار «انتقال فريق تحرير متكامل من الجريدة إلى القاهرة هذه الأيام، للتقارب أكثر ولشرح الصورة الحقيقية.
وفى مشهد يعبر عن رغبة كبيرة فى تهدئة النفوس، تبادل إعلاميو الجزائر ومصر وروداً حمراء والتقطوا صورة جماعية.