x

بالفيديو.. باحثون عن الشفاء في «خيمة فضائية» أمام «الإنتاج الإعلامي» (تحقيق)

الإثنين 03-06-2013 19:24 | كتب: كمال مراد |
تصوير : نمير جلال

داخل خيمة بسيطة رفعت بمجموعة من الألواح الخشبية، نصبت بجوار سور مدينة الإنتاج الإعلامي بمنطقة 6 أكتوبر، تجمع عدد من النساء والأطفال والرجال منذ الصباح الباكر لتلقي العلاج الروحاني على يد أحد مشايخ قناة الفتح الفضائية.

خارج الخيمة وقف مجموعة من الرجال التابعين للقناة لتنظيم عملية الدخول والخروج والحفاظ على النظام داخل الخيمة. جلس الرجال فى المقدمة والنساء فى الخلف يفصل بينهما ممر صغير لا تتعدى مساحته مترا واحدا فى صفوف متوازية، فى انتظار حضور الشيخ لتلقى العلاج والرقية الشرعية.

مرت ساعات طويلة عليهم فى انتظار الشيخ أحمد عبده عوض، الذى ذاع صيته بشدة خلال الفترة الماضية وتحول لنجم إعلامى من خلال برامجه التى يقدمها على قناة الفتح، والتى تدور معظمها حول العلاج الروحانى من المس والسحر والحسد.

فى حوالى الساعة الواحدة ظهراً، فوجئ الحضور فى الخيمة بقدوم سيارة تابعة للقناة نزل منها مجموعة من الرجال حاملين مكبرات صوت، يتقدمهم شاب ثلاثينى يرتدى عباءة فضفاضة وعمامة وجلبابا، ويحمل صندوقا من الكرتون وضعه أسفل إحدى الشجيرات بجوار الخيمة به مجموعة من زجاجات المسك، والكتب العلاجية للشيخ أحمد عبده.

كانت تعليماته صارمة. أمر الجميع بالدخول للخيمة وطلب منهم إغلاق هواتفهم المحمولة ووضع أياديهم على صدورهم والتوجه ناحية القبلة. جلس الرجل، ويدعى وليد، أحد مشايخ القناة، وسط الخيمة فى ممر يفصل بين النساء والرجال.

اكتشف أحد معاونى الشيخ بعين مدربة وجود «المصرى اليوم» فى الخيمة، طلب فى البداية الانصراف وبعد مفاوضات وافق على التواجد بشرط عدم التصوير. وأخذ يحكى عن قدرات الشيخ الخارقة فى علاج السياسيين والوزراء من الأمراض النفسية والجسدية.

بعد تنظيم الصفوف داخل الخيمة، بدأ أحد العاملين بالقناة، يرتدى جلبابا وطاقية، بتلاوة الرقية الشرعية من خلال مكبر الصوت، ارتفعت الأصوات تتضرع إلى الله فى البداية، وبعد دقائق اختلطت أصوات التضرع بالنحيب والبكاء والصراخ.

راحت بعض النساء فى نوبات من الصراخ الهستيرى، وبدأ بعضهن يعتدين على منظمى الرقية ويقذفون الشيخ وليد الذى جلس فى منتصف الخيمة بالأحذية، فيما تدخل منظمو الرقية وأوثقوا النساء وسيطروا عليهن بالضرب، ورشوا الماء عليهن لإفاقتهن، وتركنهن بعد أن خارت قواهن.

بعد ساعات ارتفعت درجة حرارة الخيمة بشدة، وخارت القوى وخفتت الأصوات، وبدأت الآذان تسمع همس بعض من فى الخيمة، ولكن تبدل الحال بقدوم الشيخ أحمد عبده بسيارته التى توقفت أمام الخيمة.

بمجرد نزوله من سيارته سادت حالة من الهرج والفوضى داخل الخيمة، لم يتمكن منظمو الرقية من السيطرة على الجموع، التى اندفعت نحو الشيخ أملاً فى تقبيل يده أو رؤيته عن قرب. تجمع العشرات حول الشيخ الذى كان يسير بخطوات بطيئة، يرتدى ملابس بيضاء كاملة، وارتموا بين ذراعيه يقبلون يده ورأسه، طالبين البركة والشفاء.

جلس الشيخ أحمد عبده على كرسى فى منتصف الخيمة، وحمل أحد مكبرات الصوت، وبدأ يتولى بنفسه تنظيم المكان وإعطاء التعليمات للجميع، لتبدأ مرة أخرى وصلة جديدة للرقية الشرعية.

سيطر عدد كبير من الرجال الأشداء على المكان داخل وخارج الخيمة، طلب الشيخ من الجميع النظر للأمام فى اتجاه القبلة، التى كانت فى غير وجهة الشيخ أحمد عبده.

وجه الشيخ كلامه للحاضرين قائلاً: «بعد هذه الرقية المزلزلة سنبدأ فى طرد المتبقى من الشياطين، طالب الشيخ الحاضرين بأخذ نفس عميق وكتمانه داخل الصدر قبل أن يخرج زفير «يحرق الشياطين» والجان بداخلهم مع الصراخ بلفظ الجلالة الله، حسب قوله.

بدأ الحاضرون فى الانصياع لأوامر الشيخ بكل دقة، أخذوا نفسا عميقا وبعد فترة ساد فيها الصمت، نطق الشيخ لفظ الجلالة فردد الجميع. تكرر الأمر أكثر من مرة.

يقول الشيخ عبده بصوت حزين: «أريد أن أشتم رائحة الشياطين وهى تحترق».

يغمض الشيخ عينيه هذه المرة ويقول: «أرى الشياطين تفرفر وتحترق أمامى، سنكرر الأمر مرة أخرى»، بعد نحو 7 مرات من تكرار نفس التجربة، يقول الجميع فى صوت واحد لفظ الجلالة، وتعلو أصوات التكبير، ويردد الجميع «يا حنان يا منان الله الله».

فجأة يعلو صوت الشيخ يطلب من الجميع الصمت، ليستمعوا إلى تعليماته للشفاء من أمراضهم، حسب قوله، وهو برنامج وضعه بنفسه، عبارة عن مسك أبيض وكتيب وسى دى للرقية الشرعية بصوت الشيخ.

بعد انتهاء الرقية اندفع الحاضرون نحو منظمى الحفل للحصول على برنامج الشيخ، واشتروا الكتاب والسى دى بـ15 جنيها، وزجاجة، يقول مساعدو الشيخ إنها تسمى «مسكا أبيض» من الحجم الصغير ثمنها 30 جنيها. نفدت زجاجات العطر والكتب التى دون بها بعض الوصفات للعلاج، ونصح الشيخ بشرائها من محال عطارة شهيرة فى حى الحسين.

3 فى مهمة البحث عن العلاج

زوجة 24 عاماً.. مصابة بحالة تشنج بعد شهر من الزواج

بمجرد أن بدأت الرقية الشرعية، راحت الزوجة التى لم يمر على زواجها سوى عام واحد فى نوبة صرع وصراخ وتشنج، جلس الزوج ويدعى أحمد «24 سنة» بالقرب منها يراقبها بتركيز شديد ويقول: «بعد الزواج بشهر واحد فوجئت بها تكلمنى بصوت غريب وتصاب بحالات تشنج، وبعد أن تستفيق تطلب منه الطلاق، وتترك منزل الزوجية وتتوجه لمنزل أسرتها». «لم أيأس منها»، هكذا يقول الزوج، وأضاف: «اصطحبتها لعدد من الأطباء النفسيين الذين أخبرونى بأنها لا تعانى من شىء، وبعد رحلة طويلة مع الأطباء قررت الذهاب لتلقى العلاج على يد الشيخ أحمد عبده».

حضر الزوج للخيمة ثلاث مرات واشترى المسك الأبيض الذى كانت الزوجة تدهن به جسدها بصفة يومية، حتى شعرت بتحسن فى الفترة الأخيرة ـ حسب قوله ـ ولكن بمجرد حضور الرقية الشرعية داخل الخيمة تصاب بحالة تشنج لا تنتهى إلا بانتهاء الرقية.

بعد انتهاء حلقة الرقية، وقفت الزوجة أمام الخيمة وارتسمت على وجهها ابتسامة فرح، وهى تتكلم مع سيدة كانت تتولى «تكتيف» يدها أثناء إصابتها بحالة التشنج. أخذ أحمد زوجته وانصرفا عن المكان.
«رانيا» 15 عاماً.. صداع مزمن قبل الامتحانات ولا تمتلك ثمن الأشعة

بعد انتهاء الرقية الشرعية داخل خيمة قناة الفتح، جلست رانيا، لا يتجاوز عمرها 15عاماً تبكى بحرقة، تحكى: «اشتدت الأعراض التى أشعر بها منذ شهر تقريباً، وجع فى المفاصل وصداع مزمن وعدم القدرة على التركيز فى استذكار الدروس».
رانيا فتاة بسيطة، طالبة فى الصف الثالث الثانوى، قبل الامتحانات أصابتها أعراض غريبة، جعلتها عاجزة عن استذكار دروسها.

والدتها سيدة بسيطة تتشح بالسواد، تقول: «ذهبنا للطبيب فطلب منا أشعة مقطعية على المخ وتحاليل لا نملك تكلفتها، ولم يستطع الأطباء تشخيص سبب الأعراض التى تشعر بها، وبعد مشاهدة قناة الفتح قررنا الحضور لتلقى العلاج».
أثناء الرقية، اشتدت على رانيا الأعراض التى تشعر بها وراحت تبكى بشدة، تقول: «شعرت بوجع فى كل جسدى وكنت فى شدة الخوف».

بعد انتهاء الرقية وقفت رانيا فى طابور فى انتظار دورها لتلقى العلاج على يد «وليد»، أحد مساعدى الشيخ أحمد عبده، وضع مساعد الشيخ يده على رأسها وتمتم ببعض آيات القرآن الكريم لتشتد آلام رانيا مرة أخرى وتدخل فى نوبة بكاء شديدة. تقول رانيا قبل أن تنصرف: «نفسى أرجع زى ما كنت».

آية 14 عاماً.. حالة عصبية لم يكتشف سببها أطباء المخ فى الفيوم

جاءت آية الفتاة الصغيرة التى لم يتجاوز عمرها 14 عاماً، مع أسرتها من الفيوم إلى 6 أكتوبر، لتلقى العلاج على يد الشيخ أحمد عبده، ظلت داخل الخيمة لمدة 8 ساعات متواصلة، وبعد الرقية لم يطرأ عليها أى تغيير، فقامت أسرتها باستجداء مساعد الشيخ الذى يدعى وليد ليعالجها.
استلقت الفتاة الصغيرة أسفل قدمى الشيخ وليد، الذى ظل جالساً على كرسى بلاستيكى وسط الخيمة، وضع يده على رأسها وبدأ يتمتم بآيات من القرآن، راحت آية فى نوبة صراخ شديد، والتفت حولها أسرتها تراقب ما يحدث، بعد عشر دقائق تقريباً أنهى الشيخ وليد الآيات القرآنية التى كان يقرؤها.
أزاحت والدة آية ملاءة كانت الفتاة تغطى بها جسدها وساعدتها على الوقوف، أصيبت الفتاة بحالة من الإعياء الشديد ولم تعد قادرة على الوقوف، أحضروا لها بعض العصائر.

لم تستطع التحدث وغابت عن الوعى مرة أخرى.
يقول والدها: «أصيبت البنت بحالة عصبية وهياج شديد، ولم تعد قادرة على التركيز فى أى شيء، وعندما عرضناها على أطباء مخ وأعصاب، أكدوا أنها لا تعانى أى عرض مرضى، فحضرنا إلى القاهرة لحضور جلسة الرقية الشرعية للشيخ أحمد عبده»، ثم استقلت الأسرة سيارة كانت فى انتظارهم ورحلت عن المكان.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية