حمل الدكتور رفعت السعيد جماعة الإخوان المسلمين تداعيات الوضع المتدهور على جميع الاتجاهات سواء سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية أو ثقافية، معتبراً سياسات وقرارات مكتب الإرشاد الخاطئة السبب فى ذلك، لأنها لا تعمل لمصلحة الوطن وإنما تعمل من أجل تثبيت حكم الجماعة ومصالحها فقط.
وقال «السعيد» إن هناك من يسعى إلى تدمير وتفكيك الجيش المصرى الذى قال عنه إنه الجيش الوحيد القوى الموجود الآن فى المنطقة، موضحاً أن الوضع الآن فى مصر يسير إلى الانفجار، وإلى نص الحوار:
■ ما تعليقك على حادث خطف الجنود فى سيناء؟
- نحن إزاء فعل إرهابى هو بالضرورة يمثل كارثة بالنسبة لمصر، وتختلف هذه الحادثة عن الحوادث التى وقعت فى ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضى، عندما كانت الدولة فى مواجهة مع الإرهاب المتأسلم، فكان معلوما نتيجة هذا الصراع، ولكننا الآن أمام محاولة لانتزاع قطعة من أرض مصر ومحاولة لكسر هيبة الجيش والمواطن المصرى، وهذه قضية خطيرة واضح أنها تتم برعاية مكتب الإرشاد. والقضية ليست تحرير الجنود، وإنما القبض على الخاطفين الذين أصبحوا يتمكنون من سيناء ويحكمونها فى ظل الوضع الأمنى، وإن لم يكن هناك عقاب رادع لهم ستتكرر مثل هذه الحوادث مرة أخرى، والذين يقومون بهذه العمليات الإرهابية هم مجموعة من الإرهابيين المدربين المحترفين الذين جرى تدريبهم على أعلى مستوى فى أفغانستان وجبال تورا بورا، إضافة إلى الذين جاءونا عبر الأنفاق من قطاع غزة ويعيشون الآن فى سيناء بكرم ضيافة الدكتور محمد مرسى وجماعة الإخوان المسلمين.
■ كيف ترى العلاقة بين الشعب والجيش بعد مطالبات بعودته للحكم؟
- الشعب المصرى طوال تاريخه يحب الجيش والقوات المسلحة باستثناءات قليلة خلال الفترة الماضية التى حكم فيها المجلس العسكرى، وهو يدرك أن مصر تحتاج لهذا الجيش، وأن هناك مؤامرات ضد المؤسسة العسكرية، فكل البلاد العربية القوية جيوشها انكسرت (تونس – ليبيا – السودان – اليمن – سوريا – العراق) ولم يتبق إلا جيش مصر حامياً.
وبدون شك من الواضح أن هناك خطة أمريكية لتمزيق جيوش هذه المنطقة، فالعراق جيشها سقط، وسوريا واليمن جيشهما يتمزق، وتونس بلا جيش، وفى ليبيا استقال وزير الدفاع لعجزه عن حماية مقار جيشه، ولم يعد هناك جيشٌ حقيقى غير الجيش المصرى الذى تُحاك له المؤامرات لإفساد العلاقة بينه وبين الشعب، ومن الواضح أن جماعة الإخوان المسلمين تريد تدمير العلاقة بين الشعب والمؤسسة العسكرية من خلال ترويج الشائعات فيما يتعلق بعودته إلى السلطة، الأمر الذى نجح الجيش فى احتوائه برفض التعليق عليه.
والمواطن عندما يجد نفسه فى مأزق ويجد أن قدراته أقل من التخلص من هذا المأزق فمن الطبيعى أن يلجأ إلى قوى أكبر منه ومن الإخوان وهى الجيش.
■ هل يتدخل مكتب الإرشاد فى قرارات الدكتور محمد مرسى؟
- أهم مشكلات الدكتور مرسى أنه فى المرتبة الثالثة فى قيادات جماعة الإخوان وعليه السمع والطاعة لمن هم أعلى منه مرتبة، وبالتالى عندما يتحدث سعد الكتاتنى على مرسى أن ينصت، وعندما يتحدث خيرت الشاطر أو محمود عزت على مرسى أن يطيع، فالإخوان المسلمون تربوا على هذا
ومرسى وهو على حق تماماً يدرك أنه بدون الجماعة لن يحصل إلا على 30 أو 40 صوتا وحتى بعد ممارسته مهام رئيس الجمهورية لن يحصل على 3 أصوات إذا رفعت الجماعة يدها عنه.
فمثلاً إذا قالت الجماعة نحن مع انتخابات مبكرة ورشحت خيرت الشاطر هل يجرؤ مرسى على أن يترشح من الأساس؟.
■ ماذا عن ميليشيات الإخوان؟
- الجماعة ومنذ 1936 بدأت تؤسس جهازا سريا اسمه الجهاز الخاص، وكان يدرب ويسلح أعضاءه، وارتكب أعمالا إرهابية مشينة والإخوان لا يقدرون العيش بدون جهاز سرى وهو موجود ومسلح.
■ هل ستخوض جبهة الإنقاذ الانتخابات النيابية القادمة؟
- نحن ضد خوض الانتخابات لأن الإخوان يعدون لتزويرها بطرق مختلفة، فهم يعتزمون إقصاء 3500 قاض ويعدون قوائم من المحامين الإخوان تم تجهيزها منذ 6 أشهر ليحلوا محل القضاة، ويصبح بدلاً من كل قاض على صندوق، «مزور على كل صندوق»، إضافة إلى أن الموظفين الإداريين فى اللجان سيكونون «إخوان» واستخدام أقلام سحرية ومطابع أميرية، والآن يتم تجهيز حركة المحافظين ليكونوا «إخوان» ولن يكون هناك أى نوع من الربابة المحلية أو الدولية، وبالتالى سيتم تزوير الانتخابات حتى مع إعلان السيسى أن الجيش سيؤمن الانتخابات.
فالإخوان يريدون استدراج جبهة الإنقاذ للمشاركة فى الانتخابات التى سيقومون بتزويرها لإضفاء شرعيةٍ عليها، وذلك كما سبق وحدث فى وضع الدستور والمعطيات التى تصدر عن ممارسات الإخوان كلها تصب فى هذا الاتجاه.
■ إذا أقيمت الانتخابات هل سيحصد الإخوان أغلبية المجلس؟
- لن يقع الشعب المصرى مرة أخرى ضحية خدعة الجماعة خلال الانتخابات البرلمانية المقبلة، والمصريون أصبحوا أكثر وعياً بعد أن تأكدوا من أن الإخوان يتاجرون بالدين، ويسعون وراء مصالحهم الخاصة حتى ولو تعارض ذلك مع مصلحة الوطن، إضافة إلى أن الأوضاع التى يعيشها المواطنون على المستوى السياسى والاقتصادى، والتى تعود بنا عشرات السنوات إلى الخلف وتهدد الهوية المصرية والأسر الفقيرة والمتوسطة بالتدمير سيدفعان الشعب إلى مجابهة الإخوان وعدم التصويت لهم للحفاظ على الوطن.
■ هل أنت مع إجراء انتخابات رئاسية مبكرة؟
-نحن غير مستعدين للبديل حتى الآن وجبهة الإنقاذ غير متفقة على شخص واحد، والقضية ليست الانتخابات وإنما على أى أساس وقواعد نقيم انتخابات رئاسية مبكرة، فلابد أن يتغير الوضع الراهن ليجعل بالإمكان أن نقيم انتخابات حرة ونزيهة بدون تزوير.
■ ما تعليقك على الهجوم الذى تم على الكاتدرائية؟
- الأقباط مفزوعون وهذا طبيعى، فالأخونة تعنى استبعاد من ليس إخوانيا فما بالك بمن ليس إسلامياً فلا أمل له، وهناك فتوى نشرتها مجلة الدعوى فى 1 سبتمبر 1980 عن حكم بناء الكنائس فى ديار الإسلام تقول (البلاد التى أحدثها المسلمون لا كنائس فيها) وهذا يعنى أن التجمع الخامس، 6 أكتوبر، ومارينا، الشيخ زايد، لا يجب أن يكون بها كنائس من الأساس أما البلاد التى فتحت عنوة ما وجد فيها من كنائس يهدم والبلاد التى فتحت صلحاً تبقى فيها هذه الكنائس ولا يجوز ترميمها أو إصلاحها أو إعادة بنائها، ومرسى ملزم بهذه الفتوى وأنا أتحدى أن يعلن أنه ضد هذه الفتوى والهجوم على الكاتدرائية جاء بعد دعم الكنيسة لشيخ الأزهر، فقد أراد الإخوان توصيل رسالة مفادها لا تتدخلوا فى السياسة ولا تقفوا ضدنا.
■ كيف ترى حملة تمرد؟
- «تمرد» ليست بفكرة جديدة، فكلما زاد الظلم على المصريين كانوا يقدمون العرائض إلى الحكام، وفى ثورة 1919 قام سعد زغلول بمخاطبة المصريين للتوقيع على كشوف لتوكيله للسفر والتحدث باسمهم، والآن «تمرد» تقوم بجمع توقيعات لسحب الثقة من مرسى والناس تقبل عليها بالملايين، وهو دليل قاطع لا يقبل الشك فى أن الشعب لا يريد الإخوان ويكره حكمهم. ونحن نراهن على فضح عمليات الأخونة، وعمليات اضطهاد الخصوم واستبعادهم بكل الطرق، وهو ما يرد عليه الإخوان بالاستمرار فى مزيد من عمليات الأخونة، استعداداً لإجراء انتخابات، وهنا يكون القول الفصل، فيقول الإخوانى جملة «لجأنا إلى الصناديق وأتت بنا»، ولكن المعارضة ممثلة فى جبهة الإنقاذ طرحت سلسة من الخطوات للمشاركة فى الانتخابات، أبرزها إجراء تعديلات دستورية على المواد الخلافية، وتعديل قانون الانتخابات الإخوانى، وإجراء تعديل وزارى شامل بشخصيات ذات مصداقية وحيادية، والإخوان طبعاً لن يستجيبوا، وليس أمامنا وقتها سوى المقاطعة وفضح الانتخابات المزورة، وعدم المشاركة فى مسرحية لإعطاء النظام شرعية زائفة.
■ هل تدعم الولايات المتحدة نظام الإخوان؟
- الأمريكيون والأوروبيون بدأوا رحلة البحث عن البديل لمرسى وليس شرطاً أن يأتى مكانه، وإنما لتخويف الإخوان به، ومعلوماتى أن البديل موجود ويعد الآن وجرى تهذيب لحيته وتهذيب أسلوب حديثه والإخوان يعلمونه جيداً وهو سلفى.