x

«الخازن»: «الإخوان» لديها مبدأ ولاية الفقيه والمرشد عندهم «لا يأتيه الباطل»

الأحد 02-06-2013 18:02 | كتب: شيرين ربيع |
تصوير : أحمد المصري

أكد الكاتب الصحفى جهاد الخازن أن مستشارى الرئيس مرسى يتحملون جزءاً كبيراً من أخطائه، وأضاف أن مكتب الإرشاد هو من يحكم مصر، فيما حذر الجماعة من انقلاب الشعب عليها.

وقال «الخازن» إن نائب الرئيس الأسبق عمر سليمان أكد له أن الإخوان سينقلبون على المجلس العسكرى الذى كان يريد العودة لثكناته، وأضاف أن الرئيس المخلوع كان سريع الغضب فى السنوات الأخيرة من حكمه، حيث كان يرفض أى انتقادات أو اعتراضات ويأخذ كل الأمور على محمل شخصى، وإلى نص الحوار:

■ كيف ترى أداء الرئيس مرسى خلال العام الأول من حكمه؟

الكثير من قرارات مرسى خاطئة، وليس الرئيس مرسى فقط من يتحمل الأخطاء، فمن حوله أيضاً يتحملون ذلك، وهو لا يمتلك الحكم كله، فلديه مستشارون وهم من يجعلون الشعب غير راض عنه.

■ هل ترى أن النوايا الانتقامية تؤثر على الاقتصاد وتعطل مسيرة التقدم أو النمو فى مصر؟

كل رموز النظام السابق خاصة الكبار منهم أصبحوا فى السجن، وأيضا هناك محاكمات، ورأينا مبارك- رأس النظام السابق- على نقالة بقفص الاتهام والمحاكمة، وسواء كان ذلك فى أمريكا أو مصر فالناس ينتخبون بجيوبهم، وإذا لم يستطيعوا تأمين طعام لعائلاتهم ومدارس لأولادهم فلن يظلوا مع الإخوان المسلمين، وقد يكون حتى الآن نصف الشعب معهم لكن استمرار الفشل سيقلب الناس عليهم، وكل استطلاع للرأى العام رأيته فى المدة الأخيرة يقول إن شعبية الإخوان المسلمين فى تراجع فى مصر، وأبومازن قال لى أكثر من مرة إنه يتحدى حماس أن تربح انتخابات فى غزة مرة أخرى، لأن الناس هناك اضطهدوا وحوصروا ودفعوا ثمن تأييدهم لحماس، وحتى اليوم ما جرت انتخابات، وبالفعل كتبت هذا الكلام على لسان أبومازن.

■ فى رأيك من يحكم مصر الآن؟

رأيت فى إحدى المتابعات التليفزيونية أن المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين يسير أمام الرئيس فى إحدى المرات، وهذا لا يصح، ولو كان المرشد يريد أن يسير أمام الرئيس فليكن هذا فى مكتب للإخوان وليس أمام الكاميرات، والجماعة هى من يحكم مصر.

■ ماذا تريد قطر تحديداً من مصر؟

قطر تبحث عن دور عربى وعالمى، والقطريون لديهم دور ولديهم أموال تدعم هذا الدور، لكننى لو كنت فى مكانهم سأكتفى بهذا وأبدأ فى التركيز على حالى، بدلاً من الجرى من بلد لبلد.

■ هل تعتقد أن الإخوان استشعروا هذا الأمر فقاموا باستغلال قطر؟

نظام الحكم فى قطر كان على خلاف كبير مع مبارك، وبالتالى تأييدهم للإخوان ليس حبا فى علىّ لكن كرها لمعاوية.

■ نعود لنقطة مهمة وهى علاقتك بعمر سليمان، كيف كانت؟

- أنا أعرف عمر سليمان منذ عام 1971، وأكثر جلساتى معه كانت بحضور صديقة شخصية لى وهى «جيهان الحسينى»، والجلسة الأخيرة لم تكن موجودة رغم أنها كانت أهم جلسة، وكان لابد لى أن أخمن ذلك لأنه حينها كان قد ترك الحكم، وبالتالى أصبح لديه حرية أكبر فى الحديث، وعمر سليمان كان به أمر ملفت لاحظته من أول مرة، فطريقته فى الكلام منظمة وأفكاره مرتبة جداً، وعندما كنت معه فى الجلسة الأخيرة قال لى «لدينا 3 مشاكل»، وبالفعل خلال جلستى معه التى امتدت لساعتين لم ينس أن يذكر لى هذه المشاكل، وتقريباً لم أساله أسئلة كثيرة، فقط قلت له ما الأوضاع يا سيادة اللواء؟، وكان محقوناً ويريد الحكى لذلك لم أساله سوى 3 أو 4 أسئلة، منها سؤال يهم كل المصريين، والرجل توفى ولن أنسب له كلاما لم يقله، وما نشرته هو ما سمعته منه، وكان السؤال هو عن محاولة اغتياله بمستشفى بكوبرى القبة، وسألته: هل تشك فى أحد معين؟ فقال لى «يمكن جمال مبارك» لأنه اعتبرنى أضعت فرصته بالرئاسة. ولو علمت أنه سيموت بعدها بشهر كنت سألته أسئلة أخرى، والغريب أن صحته فى هذا الوقت كانت جيده جداً، ونزل معى من الطابق الثانى بمنزله بمصر الجديدة، وعندما سمعنا أنه توفى كلنا اعتقدنا أنه تم اغتياله، لكنى عرفت بعد ذلك أنه كان يعانى من مشاكل بالقلب زادت مع الضغوط والمشاكل التى واجهها فى تلك الفترة، حتى ذهب إلى أحد المستشفيات بمصر وبدلاً من أن ينفعوه زادوا الوضع سوءاً، وعندما ذهب إلى أبوظبى كلمته فقال لى ما قاله للفريق أحمد شفيق من أنه لا يشعر بتحسن ويريد إجراء فحوصات بألمانيا، وهناك لم يساعدوه أيضاً فاتجه إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وكان فى طريقه من الفندق الذى يقيم به هناك إلى المستشفى المقرر له إجراء الفحوصات فيه، وهو فى الطريق أصابته نوبة قلبية فدخلوا به أول مستشفى موجود على الطريق وتوفى هناك، ولو أننى ما سمعت هذا الكلام من أقرب الناس إليه لكنت ظللت مثل معظم الناس أشك فى أنه قد تم اغتياله.

■ الآن نعانى ويعانى الجميع من الأنفاق بين مصر وغزة. ما سبب ذلك الآن ولماذا لم تغلق منذ عهد مبارك؟

عمر سليمان لم يهدم نفقا للفلسطينيين رغم أنه أطلعنى على خريطة للأنفاق بين مصر وغزة وبها كل التفاصيل، ومن يملكها من العريش ومن غزة، والأسعار التى يتم تهريب البضائع بها بالساعة، وكان أرخص شىء فيها الطعام وتأتى بعده الأجهزة والمعدات مثل الكمبيوترات وما إلى ذلك، وأغلى شىء كان السلاح وكان هناك نفق أو اثنان من هذه الأنفاق تتسع لمرور سيارات نقل، وطلبت منه أن يعطينى نسخة منها فضحك وقال لى فى المرة القادمة.

■ فى اعتقادك لماذا كان النظام السابق يترك هذه الأنفاق رغم علمهم بها؟

قال لى سليمان ذات مرة نحن لدينا معاهدة سلام لم نر منها شيئا، والمفارقة العجيبة هنا أن الإخوان عندما وصلوا للحكم.. مرة هدموا الأنفاق ومرة أغرقوها بالمياه، ونظام مبارك المتهم لم يفعل ذلك أبدا، أما المفارقة الثانية فهى أن مصر الآن ليست لها علاقات جيدة بالخارج باستثناء قطر وبعدها إسرائيل، فعلامَ كنتم تلومون مبارك رغم اختلافى عليه بعد 2005 فور رجوعه من إجراء عملية ألمانيا، فقد رجع مريضا وفضل الانعزال عن الجميع.

■ هل ترى أنه كان عليه أن يترك الرئاسة فى تلك الفترة؟

نعم، فقد كبر فى السن ومرض، وصحته تراجعت، ولو كان استقال وقتها لكان وضع له تمثال بكل ميدان بمصر كما نلاحظ أن آخر 5 أو 6 سنوات فى حكم مبارك هى التى كثر فيها الحديث عن الفساد.

■ ما مدى حقيقة أنه ترك الحكم لابنه جمال فى هذه الفترة الأخيرة التى تحدثت عنها؟

لا أعرف على وجه الدقة فهو لم يكن يتحدث معى كثيرا بالسياسة وإذا تحدثت أنا بها يحول الحديث سريعا إلى شىء آخر.

■ سمعنا أنك تدخلت من قبل بين بشار ومبارك، هل قمت بدور الوساطة بين مبارك وأى شخص آخر غير بشار الأسد؟

أساس خلافه مع بشار الأسد أن مبارك اعتبره مثل ابنه، وكان يردد دائما على مسامعه «أنا مثل والدك.. أنا الكبير وأعرف أكثر منك»، وبشار لا يريد ذلك وكان يرى نفسه رئيس دولة مثلما كان مبارك رئيس دولة، وبالمناسبة وحتى أكون منصفا كانت هناك قمة عربية فى مدينة «سرت» وذهب بشار بنفسه إلى الوفد المصرى وأخبر أحمد نظيف وأحمد أبوالغيط وقال لهم أنا أريد أن أكون أول رئيس عربى يهنئ الرئيس مبارك بالسلامة، واتفقوا معه بالفعل على ذلك والرئيس على عبدالله صالح اتصل بمبارك يوم عودته للقاهرة وقال له أنا أقدم رئيس عربى، فالقذافى ليس محسوباً، ويحق لى أن أكون أول رئيس عربى يهنئك بالسلامة، فقال له مبارك تفضل، وقامت رئاسة الجمهورية بتحديد موعد له يوم الأحد الساعة 11 صباحا وقالوا للرئيس بشار اتفضل يوم الإثنين الساعة 11 صباحاً أيضا، ورغم أن بشار لم يفرق معه أن صالح كان صاحب الموعد الأول لكن بشار غضب من تحديد الموعد بهذه الطريقة، وقال لى هو رئيس دولة وأنا رئيس دولة وهذا استدعاء وليس دعوة وهذا قلة أدب، ولو كان لديهم احترام لقالوا لى اتفضل هذا الأسبوع وأختار أنا الوقت المناسب لى، ووجدنا أنه معه حق، وعندما رجعنا إلى الرئاسة المصرية قالوا لنا هذه حساسية زائدة من بشار ولو كان اتصل بمبارك مباشرة وقال له حمد الله على السلامة كان سيقول له تفضل فى أى وقت، لكننا لا نستطيع إنكار أن مبارك فى سنواته الأخيرة كان يتعامل مع الآخرين بفوقية شديدة، وكان يظن نفسه أفضل من الجميع لكن الأمر مختلف بالنسبة لبشار لأن مبارك كان يعرف والده وكان يريد معاملته كابن له، وهو ما رفضه بشار منذ اليوم الأول لكنهم لم يختلفوا على أى شىء آخر تقريباً.

■ سمعنا أنك قمت بدور الوسيط بين الإخوان المسلمين والفريق أحمد شفيق، ما صحة هذا الكلام؟

الإخوان المسلمين لو يعرفون مصلحتهم جيداً لأدركوا أن دول الخليج لديها شكوك قديمة بموقف الإخوان المسلمين تجاه تلك الدول، بمعنى آخر هم لا يثقون فيهم، وأنا أريد أن يجد الإخوان طريقة يثبتون بها لهذه الدول أنهم أهل لهذه الثقة، وهذه الدول كلها توفر فرص عمل للمصريين، ولذلك المفروض أن تكون العلاقات معهم جيدة جداً، حتى ولو بالمملكة العربية السعودية، وهناك قصة يرددها السعوديون ولا نعرف إذا كانت حقيقة أم خرافة، وهى أن حسن البنا ذهب إلى الملك عبدالعزيز، مؤسس المملكة، وطلب منه إنشاء فرع للجماعة هناك لكن الأخير رفض وقال لحسن البنا بذكاء شديد: كلنا إخوان وكلنا مسلمون، لكن الأمير نايف قال لى إن الإخوان عندما اضطهدوا فى مصر وسوريا استضفناهم فى بلادنا واحتضناهم وأعطيناهم رواتب وبيوتا لكن الإخوان تآمروا على الأنظمة المضيفة لهم، ودول الخليج لم تنس ذلك حتى الآن.

■ هل ترى أن المجلس العسكرى السابق تآمر على الشعب المصرى لصالح الإخوان المسلمين كما يتردد؟

هذه تهمة كبيرة جدا، لكننى أتفق مع رأى اللواء عمر سليمان الذى قال إن المجلس ليس لديه خبرة ويريد أعضاؤه العودة إلى جيشهم وأشغالهم، وقال أيضا إن الإخوان المسلمين «ليسوا هبل»، وإنهم سيقومون بعمل مقلب فى المجلس العسكرى، وهو ما حدث بعد ذلك بالفعل، وأرى أن المجلس لم يكن لديه الخبرة ولا الحنكة السياسية الكافية للتعامل مع الإخوان المسلمين الذين كانوا يخرجون فى مظاهرات شبه يومية ضد المجلس العسكرى لدفعه للعودة لثكناته، وفى اعتقادى أن هذا تقصير منهم أو جهل بأهداف الإخوان المسلمين أكثر منه تآمراً لصالحهم.

■ بماذا تفسر توطد علاقه الإخوان بإيران رغم اعتراض السلفيين وأمريكا على ذلك؟

فى أيام مبارك عندما كانت لى علاقة جيدة ببعض الإخوان وكنت أتحدث معهم كانوا يقولون إنهم عندما قامت الثورة فى إيران عام 1979 استرشدوا بفكر الإمام الخومينى وقالوا حاولنا أن نتعاون معه والعلاقة ظلت جيدة لفترة طويلة، ومن أسباب الخلاف الكبيرة بين مبارك وإيران المجموعة المتهمة بالإرهاب والتى احتضنتهم إيران وحموهم، وعلى حد علمى وحتى قيام ثورة يناير 2011 كان هناك 31 من الإسلاميين المطلوبين للمحاكمة فى مصر يقيمون فى إيران وتحت حمايتها، لكن المهم أن الإخوان قالوا لى إنه عندما وصل محمد خاتمى إلى الحكم انتكست العلاقة بينهم وبين إيران لأن خاتمى كان يتميز بالاعتدال.

■ هل معنى ذلك أن الإخوان المسلمين يعتبرون ولاية الفقيه قدوة لهم؟

الإخوان لديهم بالفعل ولاية الفقيه، فهم لديهم المرشد والطريقتان متشابهتان جداً، وفى حالة الإخوان هناك مرشد لا يأتيه الباطل لا من خلفه ولا من أمامه وهو من يقول للناس كيف يتصرفون.

■ لكن البعض يرى أن علاقتك برؤوس الأنظمة العربية الحالية والسابقة هى التى تجعلك ترفض ثورات الربيع العربى حتى لو أتت بالخير لبلادها، فهل هذا صحيح؟

أنا تدريبى غربى، وفى الدول الغربية يخشون القانون جداً، وكانوا يدربوننا على كيفية التعامل معه، وهو الدرس الذى استوعبته جيداً ونتيجة لذلك وطوال فترة عملى فى لندن ذهبت للمحكمة 4 مرات، ولم أخسر قضية واحدة، والشىء الثانى هو أننى كصحفى مهنتى هى نقل الخبر وليس صناعته، وأهميتك كصحفى تقاس بمستوى الاتصالات التى لديك، فعندما أعرف الملك الحسن والشيخ زايد وبينهم بشار الأسد وحسنى مبارك والسلطان قابوس والشيخ صباح الأحمد، فكل هؤلاء يعطوننى أخبارا، وحدث هذا مرة أو مرتين من المعارضة السورية لكنهم ثقال الدم وهم يتهموننى بأننى أمدح النظام، فقلت لهم من حسن حظى أنه ليس بينى وبين الدكتور بشار الأسد إلا سؤال وجواب ومقابلات صحفية والمقابلة ليس بها مدح وذم.

■ وهل هذه العلاقات أهّلتك للقيام بدور الوسيط أكثر من مرة؟

نعم، ففى إحدى المرات توسطت بين مبارك والملك حسين بعد احتلال الكويت، لأن الرئيس مبارك غضب جداً من موقف الملك حسين بتأييد العراق، وغضب على أبوعمار وقتها، ومبارك كان سريع الغضب وأذكر مرة قلت له أنتم المصريين لا تقدرون بلدكم، ففيها أحلى قصور بالعالم العربى وبها عز قديم وكنا فى قصر المنتزه وقلت له إن هذا القصر عظيم ويذكرنى بفرساى وبقصور أوروبا الأخرى، فأخذنى فى جولة لإطلاعى على الإصلاحات التى قامت بها الدولة فى القصر ثم عدنا للجلوس فى الشرفة مرة أخرى وقال لى إن الملك حسين اتصل بى وأجبته فهو فى النهاية رئيس دولة وتحدثنا بإيجابية، وخلال أقل من سنة قابلت مبارك مرة أخرى فى استراحة برج العرب وكان غاضباً من الملك حسين وهذا الموقف كان يدلل على كيف كان مبارك سريع الغضب وسريع الهدوء أيضاً، وموقف آخر لكن مع الملك حسين وكان فى بداية معاناته مع المرض فاتصلوا بى وقالوا لى إن الملك يريد مقابلتك، لكن دون إجراء أى مقابلات صحفية، فذهبت إلى عمّان وكان غاضباً من مصطلح الهرولة على السلام مع إسرائيل الذى أطلقه حافظ الأسد، وتناقشت معه حول هذا المصطلح وفى أثناء الجلسة حضرت الأميرة غيداء زوجة الأمير طلال بن محمد وقالت لنا اسمحوا لى أن أفتح لكم التليفزيون، ووجدنا فيه الرئيس مبارك ونتنياهو يعقدان مؤتمراً صحفياً بشرم الشيخ، وهذه كانت زيارة نتنياهو الأولى لمصر، فالملك حسين كان غاضباً على معاملة الرئيس مبارك له، وسار يعلق على المشهد فى التليفزيون، فقلت له لا أريد منك حديثا صحفيا بل كل ما أريده هو تعليقاتك هذه، فضحك وقال لى هل تلاحقنى، وهذه كانت آخر مرة يدور فيها حديث طويل بينى وبين الملك حسين، وقابلته بعدها لكن المرض كان قد زاد عليه جداً.

والملك عبدالله الثانى أيضاً وفى أول مقابلة معه انتقد الرئيس مبارك كثيراً وقال عنه «لا يهمه إلا مصلحته» ولم أنشرها لأنها تسىء للعلاقات بين البلدين، وبالتالى لن يتحدث إلىّ مبارك أو عبد الله مرة أخرى، وسأخسر مصادر مهمة جداً لى كصحفى برغم استطاعتى أن أحدث ضجة كبيرة بمثل هذا الكلام، ومن الصفات السيئة فى مبارك أنه لا يتحمل نقداً أو معارضة أو مخالفة، خاصة بعدما طال عليه الوقت فى الحكم وكبر فى العمر، وكان يأخذ كل الأمور على محمل شخصى، وأستطيع أن أقول عن مبارك إنه صعب التعامل معه، لكن فى النهاية هو لم يورط مصر بمغامرات غير محسوبة وكانت آراؤه صائبة حتماً وكان يردد دائما أن العرب لا يريدون الحرب وأنا لا أستطيع الحرب بمفردى.

■ هناك من يقول إن الإخوان المسلمين تحارب شيخ الأزهر خاصة أنه عُيّن فى النظام القديم؟

أنا كتبت مرة عن الدكتور أحمد الطيب، وفى رأيى أن مبارك لو لم يتخذ فى آخر 5 سنوات له فى الحكم قراراً غير تعيين «الطيب» لكان يكفيه، لأن «الطيب» من خيرة الناس فى مصر، وياريت كل المسؤولين يقومون بوظيفتهم مثلما يقوم بها شيخ الأزهر، فهذا الرجل لديه ثقافة أجنبية وكذلك لديه ثقافة إسلامية واسعة وله خبرة كبيرة فى الحياة، كما أنه يتميز بالاعتدال فى قراراته، وأتذكر أنه أعلن بياناً مرة قال فيه إن الحجاب ليس فريضة من أركان الإسلام وهذا هو الرأى الصحيح طبعاً، وأنا عن نفسى إذا شككت بأمر ما أرجع إلى رأى الأزهر لأنه المرجعية، والإخوان ليس لديهم الآن من يوازى الطيب باعتداله وبانفتاحه على الناس وباستعداده للحوار.

■ وفى رأيك لماذا يريد «الإخوان» عزله؟

رغبة منهم فى السيطرة على مؤسسات الدولة وأولها الأزهر لأنه المرجعية الإسلامية الأولى فى العالم ولأن الطيب مستقل عنهم، وهم سيخسرون كثيراً إذا عزلوه، ومقياس مدى أهليتهم للحكم هو أن كون شيخ الأزهر مستقل الرأى، وشيخ الأزهر الموجود حاليا ليس أى شخص فهو بالفعل إنسان عظيم.

■ هل ترى أن المعارضة فى أوروبا أكثر قوة من عالمنا العربى ولهذا تشعر بالديمقراطية؟

طبعا، لأن المعارض فى أوروبا محمى، ولن ينتهى به الحال فى السجن بسبب معارضته كما يحدث فى دولنا، وأنا إذا قضى الحال أذهب إلى المحكمة وخصمى ديفيد كاميرون مثلاً، فأنا أقوى منه لأن هناك 13 محلفا مثلى أنا وليس مثل رئيس الوزراء الذى تقف خلفه دولة بأكملها وعنده جيش من القانونيين يستطيعون رفع الدعوى له وشهود على أتم استعداد لخدمته، وكل هذا رسخ فى ذهن الجميع وكأنه المسؤول الكبير الذى يستقوى على الصحفى الغلبان، لذلك هو يفكر ألف مرة قبل اتخاذ هذه الخطوة وأتوماتيكيا أصبح أنا أقوى منه.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية