تناولت وكالة «أسوشيتيد برس» الأمريكية قضية التحول إلى ديانة أخرى في مصر، مستشهدة بوقائع قتل فيها أشخاص وتم الاعتداء فيها على كنائس وعائلات، رغم عدم محاكمة المتسببين في تلك الجرائم، وقالت إن قضية التحول إلى ديانة أخرى أصبحت تثير حساسيات عميقة خاصة بسبب المجتمع المحافظ في مصر، كما تشير إلى التناقضات الواضحة في التعامل مع القضايا من هذا النوع.
وقالت الوكالة في تقرير لها، السبت، إن المسيحيين في مصر يقولون إن الإسلاميين المتشددين الذين يتمتعون الآن بنفوذ سياسي يصعدون من جهودهم لتشجيع المسيحيين على اعتناق الإسلام، وفي الوقت نفسه غالبًا ما تجلب الحالات النادرة لتحول المسلمين إلى المسيحية العنف ضد المجتمع المسيحي، وفي كل الأحوال تغض السلطات بصرها عما يحدث.
ورأت الوكالة الأمريكية أن تلك الظروف تزيد من إحساس المسيحيين بالحصار وسط النفوذ المتزايد للإسلاميين منذ الإطاحة بالديكتاتور حسني مبارك في 2011.
ونقلت عن إبراهيم لويز، وهو ناشط يتتبع قضايا وحالات تحول واختفاء المسيحيات، قوله إنه في عهد مبارك كان يسمع عن حالتين أو 3 شهريًا في أنحاء الجمهورية لمسيحيين تحولوا إلى الإسلام، أما الآن فأصبح يسمع عن 15 حالة تحول إلى الإسلام من محافظة واحدة، مقدرًا عدد حالات تغيير الدين منذ سقوط مبارك إلى 500 حالة على الأقل، 25% منهم لفتيات مسيحيات، بعضهن يبلغن 15 عامًا، ينتهي بهن الأمر متزوجات لرجال مسلمين أكبر منهن سنًا.
وعلى الجانب الآخر، تعتبر حالات التحول إلى المسيحية نادرة للغاية، ورغم أنه تقنيًا ليس مجرمًا قانونيًا أن يتحول المسلم إلى المسيحية، إلا أن حالات كثيرة على مدار العقد الماضي تعرضت للسجن بسبب «ازدراء الأديان»، وتم تهديدهم وتوجيه اتهامات لهم باعتبارهم «يهددون الأمن القومي».
وأوضحت «أسوشيتيد برس» أن تغيير الدين نادرًا ما يعتبر «اختيارًا شخصيًا» في مصر، فالعائلات المسلمة والمسيحية سواء فيما يتعلق بالغضب والعنف عندما يعرفون أن أحدًا من أحبائهم غيّر دينه، ويدخل «الشرف» في الأمر عندما يتعلق تغيير الدين بالزوجة أو الابنة، وغالبًا ما تنتهي تلك «الدراما» العائلية إلى صراعات طائفية كبيرة، ربما ينتج عنها حرق كنائس ومقتل أشخاص.
وأشارت إلى أن كثيرا من المسيحيين، الذين يعتبرون أقلية ويبلغ تعدادهم الرسمي 10 ملايين مسيحي في مصر، يرون أن الخيار يكمن في تجنب بطش الإسلاميين الذين أصبحوا ذوي نفوذ الآن، بينما يقول أحد قيادات الجماعة الإسلامية إنهم لا يضغطون على أحد لتغيير دينه، بل على العكس يطالبونه بالرحيل والتفكير في عواقب ما سيفعله، إلا إنه أوضح في الوقت نفسه أن الجماعة مجبرة أخلاقيًا على حماية من يصر على تغيير دينه واعتناق الإسلام.