صفقة صواريخ «إس -300» التى أعلن الرئيس السوري بشار الأسد، أن بلاده حصلت على أول دفعة منها من روسيا، هى منظومة دفاع جوي صاروخية بعيدة المدى «أرض-جو» روسية الصنع، وتم تصميم المنظومة لقوات الدفاع الجوى السوفيتية لردع الطائرات وصواريخ كروز، وبعدها تم تطوير أنواع أحدث لردع الصواريخ البالستية، وللدفاع عن المعامل الكبيرة والمنشآت الحساسة والقواعد العسكرية ومراكز الرصد الجوى ضد ضربات الطائرات المعادية.
ويعتبر نظام «إس-300 »، من الأنظمة القديرة عالميًا فى ميادين الدفاع الجوى بعيدة المدى «أرض - جو»، وصممت للتصدى للطائرات القتالية المهاجمة، والصواريخ الهجومية طويلة المدى، مثل صواريخ «كروز» الأمريكية.
وفضلا عن ذلك، فالصاروخ مجهز برادارات قادرة على تتبع 100 هدف والاشتباك مع 12 هدفا فى نفس الوقت والنظام يحتاج 5 دقائق فقط ليكون جاهزا للإطلاق وصواريخه لا تحتاج لأى صيانة على مدى الحياة وهناك إصدار مطور للنظام يعرف بـ« إس-400».
وبذلك يمكن أن تصل تلك الصواريخ إلى عمق إسرائيل، وتهدد حركة الطيران عبر مطارها التجاري الرئيسي، قرب تل أبيب. وتخشى إسرائيل نقل أي أسلحة سورية إلى حزب الله فى لبنان، وهددت بأنه حال وصول تلك الصواريخ فإنها ستدمرها، وشنت المقاتلات الإسرائيلية بالفعل 3 غارات جوية على سوريا لوقف ما تشتبه فى أنها عمليات نقل أسلحة لحزب الله.
وما يثير مخاوف الدولة العبرية أن «الأسد»، قال فى حديثه مع قناة «المنار» اللبنانية «إن الحكومة السورية لن تقف فى وجه أى مجموعات سورية تريد شن حرب مقاومة لتحرير الجولان»، ويأتى ذلك بعد إعلان حزب الله أنه مستعد لدعم الجماعات التى تقرر شن عمليات من الجولان، بعد تصريح أمين عام الحزب حسن نصر الله، أن الحزب حصل على أسلحة نوعية تقلب المعادلة مع العدو.
وذكرت تقارير أن إسرائيل لديها معلومات أفادت بأن موسكو بصدد تزويد نظام الأسد بنحو 144 صاروخًا من طراز «إس -300» بالإضافة إلى 6 منصات إطلاق، فى صفقة تبلغ قيمتها حوالى 900 مليون دولار.
ويرى محللون، إسرائيليون أن مخاوف موسكو، من تدخل الغرب فى سوريا على غرار ليبيا دفعها إلى إمداد «الأسد»، بتلك الصواريخ كورقة ضغط فعالة وسلاح ردع، ضد التدخل العسكري المحتمل.
ويخشى قادة العالم والدول الغربية تحديدا، وصول تلك الأسلحة، ويعتبرون من شأنه أن يغير معادلة الصراع الدائر فى سوريا، وسط قلق إسرائيل من أن امتلاك النظام السورى تلك الصواريخ، والأنباء التى أفادت من قبل بحيازة إيران أو تصنيعها لها، سيؤدى إلى تحييد القدرات الهجومية الإسرائيلية ولن يمكنها من شن غارات لتدمير المنشآت النووية الإيرانية لقدرة تلك الصواريخ على إصابة الطائرات عن بعد 195 كيلومترا، حتى لو كانت على ارتفاعات منخفضة نسبيا، بينما أكد وزير الدفاع الإسرائيلى موشيه يعالون أن إسرائيل ستتصرف إن وصلت تلك الصواريخ إلى سوريا.