يجوز أن يكون العنوان صادماً، لكنه يحمل أملاً وحلماً.. حلماً بأن تكون الشرطة جزءاً من ثورة شعبية عظيمة، فهم قبل كل شىء مواطنون مصريون، عندما يشعرون بأن بلادهم على شفا ثورة سلمية عظيمة، ينضمون لها ولا يكونون عبد المأمور لحاكم ديكتاتورى فاسد.. وآمل أن تتبنى الشرطة المصرية شعارات الثورة المصرية من حرية وعدالة، وأن يكون هدفها الأساسى هو تطبيق مبادئ الثورة، بما تحمله من سلطة رادعة ومسؤولية تطبيق دولة القانون.
نعم، لم يكن هدف الثورة المصرية هو تحطيم جهاز الشرطة، لكن كان هدفها أسمى وأعظم، وكان أهم هدف هو إعادة كرامة المواطن المصرى، الذى تعمد النظام السابق بكل فساده وظلمه إذلاله هذا المواطن المصرى الذى لا يمتلك الواسطة ولا يمتلك المال، حيث إن المال والواسطة فى عهد نظام المخلوع كانا الوسيلة الوحيدة لصيانة كرامة المواطن، وللأسف الشديد كانت الشرطة المصرية الأداة التى استخدمها النظام لإهدار كرامة المواطن المصرى، فحصدت الشرطة المصرية نتيجة قبولها أن تكون هذه الأداة بغض النظر عن مبادئ حقوق الإنسان، وبغض النظر عن أن الشرطة فى خدمة الشعب، وتحولت إلى جهاز تنفيذى للقمع والتعذيب، وقتل كل من يغضب عليه الحاكم.
فى الخامس والعشرين من يناير عام 1952 رفض رجال الشرطة تسليم مدينة الإسماعيلية للقوات الإنجليزية، فكانت النتيجة أن سقط العديد من الشهداء، ومئات الجرحى، من الشعب ورجال الشرطة، الذين توحدوا على قلب رجل واحد فى مقاومة العدوان، (وقد استعرت هذه الجملة من مقال أستاذ على السيد فى «المصرى اليوم»، الذى كان بعنوان «عيد الشرطة وعيد الثورة»)، ونحن نحلم بأن تكون الشرطة والشعب دوماً على قلب رجل واحد، ليس فقط فى مقاومة العدوان، لكن أيضاً فى الثورة على الظلم والفساد، والرغبة فى تحقيق العدالة ودولة القانون، نحلم بأن يكون شهداؤنا نالوا شهادتهم فقط على أيدى العدوان والاحتلال، ولا ينالونها أبداً على أيدى أبناء وطنهم.
لا يزال الطريق مفتوحاً والأمل موجوداً أن تكون هناك شرطة للثورة، بمعنى شرطة تحمل سلمية الثورة.. شرطة ترفع مبادئ الثورة.. عيش.. فنحن مع رواتب منصفة لكل الشعب، بمن فيهم جهاز الشرطة من أصغر شرطى لأكبر قائد، تحقق الحياة الكريمة، وعدالة اجتماعية، العدالة فى الأجور التى تقضى على الرشوة والفساد، حرية.. حرية لكل الشعب المصرى بمن فيهم الشرطى الشريف، الذى يقف فى وجه أى قائد فاسد يأمره بسحل مواطن اختراقاً للقانون.
نتمنى أن يكون 25 يناير المقبل عهداً جديداً وصفحة بيضاء بين الشرطة والثورة، فكلاهما نسيج واحد لشعب واحد ووطن واحد.. حمى الله مصر والمصريين.