عندما كتبت مقالى المنشور فى هذا العمود يوم الثلاثاء الماضى لم أكن قد قرأت مقال الزميل الصحفى والصديق العزيز عاصم حنفى فى الصفحة الأخيرة من مجلة «روزاليوسف».
أوضح عاصم حنفى، وهو خبير فى الشؤون السويسرية، لماذا صوتت أغلبية الشعب السويسرى ضد بناء مآذن جديدة فى بلادهم، وهو السؤال الذى أجاب عنه بعض من نخبة علماء الدين ونخبة المثقفين المدنيين، ما بين القول بأنه العداء «القديم» للإسلام، والقول بأنه صورة جديدة من صور العنصرية الأوروبية ضد كل ما هو غير أوروبى.
ومع عدم إنكار وجود عداء «قديم»، وعدم إنكار وجود عنصرية أوروبية ضد كل ما هو غير أوروبى، فإن المرء لابد أن يسأل: ولماذا ظهر هذا العداء الآن، ولماذا ظهرت هذه العنصرية الآن؟ وهنا يبدو مقال عاصم حنفى الإجابة الأصح من أى إجابة أخرى عن ذلك السؤال.
أوضح عاصم حنفى أن الجماعات المتطرفة من المسلمين السويسريين، وهم خمسة فى المائة من سكان سويسرا، وأغلبهم ليسوا من أصول عربية، طالبوا بمنع التدريب على السباحة فى المدارس الابتدائية والإعدادية لأنها تتيح الاختلاط بين الأولاد والبنات بالمايوهات، وطالبوا بمنع بابا نويل رغم أنه ليس رمزاً دينياً مسيحياً، وإنما عادة احتفالية اجتماعية.. وطالبوا بإنشاء مقابر خاصة للمسلمين وحدهم رغم أن هناك أماكن مخصصة لهم فى المقابر، وطالبوا بإنشاء مذابح خاصة لذبح الحيوانات على الطريقة الإسلامية رغم أنها تستورد من فرنسا وألمانيا، وتنقل طازجة يومياً إلى سويسرا، وطالبوا بمنع المرأة من العمل، ومن الاختلاط بالرجال، بل وإباحة «تأديب» المرأة بضربها، وهذه المطالبات ليست فقط فى خطب الجمعة، وإنما وصلت إلى الصحافة، وإلى ساحات المحاكم من خلال رفع دعاوى قضائية لتصبح من قوانين سويسرا!
وتصل المهازل التى ترتكب باسم الإسلام، كما أوضح عاصم حنفى فى مقاله، إلى درجة أن هناك من طالب فى إحدى خطب الجمعة بعدم دفع الضرائب لأنها تذهب إلى الحكام المسيحيين! وهذا يعنى أن الأغلبية التى صوتت ضد بناء مآذن جديدة صوتت ضد هذه الأفكار، وليس ضد الإسلام، أو تعبيراً عن العنصرية الأوروبية، بل يعنى التصويت ضد هذه الأفكار بنسبة 57٪ فقط دليلاً على مدى إيمان الشعب السويسرى بالتعايش بين كل الأديان والمعتقدات.
■ نشر، أمس، خطأ أن الفنانة إسعاد يونس منعت المخرج الجزائرى أحمد صالح من استكمال الفيلم الذى يخرجه فى مصر، والصحيح أن من أصدر قرار المنع المجموعة الفنية المتحدة التى تقوم بإنتاجه، وهى التى يتوجب عليها الاعتذار إلى المخرج ودعوته إلى استكمال الفيلم.
[email protected]