x

عمرو الشوبكي مشاهدات مرشح «جمهورية إمبابة» (2-5) عمرو الشوبكي الإثنين 26-12-2011 08:00


بدأ الحوار حول ترشحى فى انتخابات مجلس الشعب بين مجموعة من الزملاء والأصدقاء داخل حزب العدل وخارجه، وكان تخوفهم الدائم «إمبابة؟»، وكيف ستتعامل مع منطقة سُميت فى الثمانينيات «جمهورية إمبابة» المغلقة على التيارات الدينية المتشددة، والتى كانت مسرحاً لحوادث عنف دينى وسياسى وجنائى.

واجتهد البعض لنقلى من تلك الدائرة إلى دائرة أخرى أكون فيها على رأس قائمة فى «مصر الجديدة» تضمن لى النجاح وتبعدنى عن دائرة الدقى والعجوزة (حيث مسقط رأسى وحياتى لأكثر من 40 عاماً) بعد أن أضيف إليها حى إمبابة وفق التقسيم الجديد للدوائر.

وكان الحل هو النزول مباشرة إلى إمبابة لاكتشاف الموقف على الطبيعة، وعقدنا اللقاء الأول فى «مقهى رامى» مع صديقنا المحامى محمود قنديل القاطن فى حى إمبابة، الذى عرفنى بأحد أصدقائه المحامى حسن عبدالرحمن، وانضم إلينا الحاج محمد فؤاد، صاحب المقهى الذى حمّسنا من أجل الترشح، ودعم هذا المطلب مجموعة من الشباب «علاء وعبدالله ومينا وزينب» وانضم إليهم اثنان من المحامين الشباب أيضاً هما إيهاب موافى وعلاء عابدين، وقمنا جميعاً بجولة سريعة فى مدينة العمال والتحرير، وساقوا خبرة الدكتور نعمان جمعة فى انتخابات 1995 الذى كان ناجحاً فيها من وجهة نظرهم وزُورت ضده، رغم أنه من سكان الزمالك وليس إمبابة.

وكان الحديث عن قوة التيار الإسلامى فى المناطق التى تصنف على أنها عشوائية كثيراً، وأن قوتنا قد تكون فى الدقى والعجوزة (أعطونا بأغلبية كاسحة) والأحياء التى بنيت فى إمبابة فى الخمسينيات والستينيات ولا يتجاوز عدد أصواتها 100 ألف صوت من بين أكثر من 450 ألف صوت هى إجمالى أصوات حى إمبابة (350 ألف صوت للدقى والعجوزة).

وبعد فترة طويلة من الأخذ والرد اتخذت قرار الترشح فى الانتخابات وقدمت أوراق ترشحى قبل يوم واحد من إغلاق الباب، وبدأنا رحلة النزول اليومى لعمل لقاءات مباشرة مع الناس فى مختلف أحياء إمبابة من عزبة الصعايدة لأرض المطار لشارع عزيز عزت لأرض الجمعية وأرض الحداد وشارع الأقصر، ونسيت أن هناك منافسين. لم ندخل ولو لمرة واحدة فى أى خطاب، تلميحاً أو صراحة، يمس منافسينا وركزنا فقط على تقديم خطاب بسيط يصل للناس يتحدث فى هموم البلد ومشاكله، ويحاول أن يزحزحهم عن أن النائب الجيد هو نائب الخدمة الشخصية الذى يرونه فى كل عزاء وفرح، ويرونه أيضا نائماً فى البرلمان أو رافعاً يده بالموافقة على كل قانون ضد مصالحهم،

 وتحدثنا عن الخدمة العامة وتنمية الدائرة فى مواجهة الخدمة الفردية، وهو ما قدره المواطن العادى وتعامل معه بإيجابية شديدة ترجمت فى الجولة الأولى بأغلبية كبيرة فى كل مناطق الدائرة بما فيها المناطق التى أخافنا منها البعض فى إمبابة، وحصلنا على أكثر من 201 ألف صوت فى المرحلة الأولى، وكانت رسالة قوية للجميع بأنه يجب ألا نبقى فى بيوتنا أو فى مكاتبنا أو فى تنظيماتنا الورقية ونتهم الشعب بالجهل وعدم الوعى. نعم هناك مشكلة أمية فى مصر، وهناك توظيف للدين فى العملية السياسية والانتخابية، لكنه يمثل جانباً من الصورة التى فيها جوانب أخرى تقول إن هناك مساحة خالية يرغب فيها الناس للاستماع لخطاب جديد خارج ثنائية «الكتلة والإخوان»، وكانت إمبابة نموذجاً لها.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية