كسر الدكتور علاء عبدالعزيز، وزير الثقافة، حاجز الصمت الذى فرضه على نفسه منذ توليه حقيبة الثقافة فى التشكيل الوزارى الأخير، رغم طوفان الهجوم عليه، وأكد أن حملة التشويه التى يتعرض لها تهدف إلى إلهائه عن مهمته الأساسية فى الارتقاء بالثقافة، مشيراً إلى وجود مجموعة من المثقفين منحوا أنفسهم الحق فى تقييم الوزراء.
وقال الوزير فى أول حوار صحفى لـ«المصرى اليوم»، إن إقالته لعدد من قيادات وزارة الثقافة «أمر صحى»، وإن المستبعدين صنعوا من أنفسهم شهداء لـ«الأخونة»، مشيرا إلى أن القيادة السياسية لم تسأله عن الـ «سى.دى» الفاضح، وأن الأمر برمته فى يد القضاء.
وساق «عبدالعزيز» عددا من الأسانيد حول تأكيده أن الفساد داخل الوزارة وصلت نسبته لـ60%، وأن طرده من أماكن جولاته قصص من خيال المرضى، وأن الثقافة ليست حكرا على اليساريين.. وإلى نص الحوار.
■ منذ قرار تعيينك وزيراً وأنت فى مرمى نيران المثقفين.. هل نجد لديك تفسيرا لهذا الهجوم؟
- هذه الحملة الشرسة ضدى مرتبطة بتركيبة قديمة، هذه التركيبة تكونت قبل الثورة، من جماعة احتكرت الفكر والثقافة والفهم والوعى والتوجيه والنصح، وهذا الأمر انتهى من العالم أجمع، وهناك مثقفون ليس لديهم أى إنجازات تحسب لهم إلا أنهم منضمون إلى هذه الجماعة وأعطوا أنفسهم الحق فى الحكم على الأشخاص بأنهم يصلحون للمناصب من عدمه.
■ لكنهم ساقوا عددا من الدلائل للتسويق لوجهة نظرهم منها أنك مغمور وأن هناك من أكفأ؟
- للأسف الشديد هناك جماعة ثقافية محدودة هى التى تصدر الاعتراف بالشخص إذا كان يصلح وزيراً للثقافة أم لا، وليس منطقيا أننى طالما خارج هذه المجموعة لا يتم الاعتراف بى، أما مسالة أننى مغمور، فمن يبحث عنى على الإنترنت ويتابع الكتب التى صدرت عنى سيجد كثيرا، فهذه الكتب واضحة ومحددة فهى ليست بالكم ولكن بالكيف، فعلى سبيل المثال شادى عبدالسلام صنع فيلم روائيا واحدا ومازال حتى الآن موجوداً ومعروفاً على الساحة، أنا لا أقارن نفسى بأحد، أرى نفسى أصلح وزيراً للثقافة، ويشرفنى أن أكون مغموراً لأن من قاموا بالثورة هم المغمورون.
■ الحملة الشرسة ضدك لم تقتصر على الاحتجاجات والوقفات لكنها امتدت إلى طردك من ساقية الصاوى ومطعم بوسط البلد؟
- لم أذهب إلى ساقية الصاوى نهائياً، وفى مطعم فلفلة ذهبت إلى المكان ثم غيرته برغبتى ولكن ما تردد عن طردى غير صحيح، ووجدت فى خارج المطعم بعض المحتجين وهذا أمر طبيعى ولم أطارد فى جولاتى، ولكن معارضى نسجوا أسطورة من خيالهم المريض.
■ لماذا صمت ثلاثة أسابيع كاملة ولم ترد على توجيه الدكتور سامح مهران رئيس أكاديمية الفنون اتهامات لك بمخالفات إدارية وأخلاقية؟
- لأننى حرصت على ألا أكون فى حالة رد الفعل والتبرير، وهذا ما كان رئيس الأكاديمية يهدف له، وفضلت أن أصنع عملاً مفيدا فى منصبى لأننى أعلم الغرض من حملة تشويهى وهى إلهائى عن العمل حتى لا أصنع شيئاً.
■ ماذا عن حقيقة الـ«سى. دى» الذى تقدم به رئيس أكاديمية الفنون إلى الرقابة الإدارية؟
- الواقعة الآن أمام أيدى القضاء وهو المكان المنوط به بحث هذه القضية فالموضوع لديه شقان قانونى وقضائى، والسؤال المهم هو لماذا لم يتقدم رئيس الأكاديمية بـ«السى دى» إلى النيابة العامة وقدمه للرقابة الإدارية، والسبب الحقيقى هو أن القانون يجرم التسجيل دون الحصول على إذن النيابة أو أن التسجيلات مزورة، أما السؤال الأكثر أهمية فهو لماذا صمت رئيس الأكاديمية لمدة عام كامل ولم يقدمه إذا كان ذا قيمة إلا إذا كان يعلم أن الأمر غير صحيح.
■ هل سألتك القيادة السياسية عن هذه الاتهامات خاصة أنها قد تسبب حرجا للوزارة كلها؟
- لم يحدث إطلاقاً، فلم يستفسر منى أى أحد من الحكومة عن هذا الأمر ولكن ما يثير علامات الاستفهام هو تناقض مخيف فى أقوال مقدم السى دى، حيث قال فى البداية إنه عبارة عن فيديو ثم عاد وقال إنه محادثة لشات على الإنترنت ثم قال إنه اخترق حسابى نفسه، ثم تراجع وقال إن أقرب أصدقائى سرب له المحادثة.
■ ماذا عن بقية الاتهامات الموجهة ضدك بمخالفات إدارية وأخرى تخص رسالتى الماجستير والدكتوراه؟
- أولا بالنسبة للاتهامات الخاصة بالمخالفات الإدارية وقت عملى بالأكاديمية جميعها اتهامات مرسلة وحصلت على حكم قضائى بعودتى إلى عملى بعد فصلى التعسفى ولم يظهر «مهران» هذا الحكم، أما بالنسبة للماجستير فحصلت عليه بدرجة امتياز وحصلت على الدكتوراه فى المونتاج مع مرتبة الشرف الأولى وتوصية بالطبع. وأقول لمهران لا يجوز لك قانونا التعليق على لجنة الحكم والمناقشة.
وبالنسبة للتغيب عن الأكاديمة فلم يقدم «مهران» الكشوف ودفتر الحضور والانصراف إلى المحكمة وأقول له هذه واقعة فى التسعينيات وأنت جئت للأكاديمية بعد عام 2000 فلا شأن لك بالواقعة، بالإضافة إلى أنه تم التصالح معى لأنهم كانوا سيخسرون القضية ووثقت فى الشهر العقارى.
■ ماذا عن واقعة تكسيرك لسيارة مهران والتعدى عليه بألفاظ خارجة؟
- لم يحدث ولكن هو الذى صدم طالباً بالأكاديمية بسيارته ولم يعلم أحد بهذه الواقعة.
■ هل صحيح ما تردد أن مقالين كتبتهما فى بوابة الحرية والعدالة، هما تذكرة دخولك الوزارة؟
- أولا: كتبت فقط مقالا واحدا على بوابة الحرية والعدالة وأتحدى أن يأتى أحد بمقال ثان، الأمر الثانى إذا كانت الحكومة اختارتنى من أجل مقال واحد فإن الدكتور وحيد عبدالمجيد كتب أكثر من 50 مقالا فى الحرية والعدالة ولم يعترض عليه أحد، وإذا كان هذا هو المعيار فإن هذه المقالات كانت تؤهله لشغل عدد من الحقائب الوزارية.
■ لكى يتم اختيارك وزيراً فى الوقت الراهن إما أن تكون شخصية مشهورة فى مجالك أو أن تكون لديك توجهات إخوانية.. تعليقك؟
- أنا أعتبر نفسى الفرض الثالث، وهو أن القيادة السياسية قرأت أعمالى وكتاباتى فاختارتنى لهذا المنصب، حيث نشرت لى كتب ومجلات عربية داخل مصر وخارجها ولدى كتاب فى المجلس الأعلى للثقافة عن السينما المصرية ولدى كتابان فى وزارة الثقافة السورية، المشكلة الحقيقية أنه لم يناقشنى أحد فيما كتبت لكن الكل يهاجمنى فقط دون أن يرد على ما كتبت.
■ ماذا عن أبرز التوجيهات السياسية التى تلقيتها من رئيس الوزراء قبيل توليك المنصب؟
- طالبنى بتبنى فكرة تفعيل كل قطاعات الوزارة للعمل، ونحن نتحدث حاليا فى مرحلة ضبط المسارات، وأنا مرتبط بفترة زمنية لا تتعدى خمسة أشهر، يجب ألا تتعدى خطة العمل هذه المدة.
■ وأنت فى طريقك من مقر حلف اليمين ذاهبا إلى وزارتك قررت تغيير اسم مكتبة الأسرة إلى مكتبة الثورة، ما الأمر الملح فى ذلك؟
- إذا لم يكن للثورة مكتبة باسمها فمن يستحق غيرها أن يسمى. ولم أصدر قراراً رسمياً بذلك ولكنى صرحت فقط.
■ هل كنت على علم بما يدور داخل الوزارة قبل توليك المسؤولية؟
- بالتأكيد لدى معلومات كاملة عما يدور داخل الثقافة، لأننى مهتم بالعمل العام، وخاصة بمجال تخصصى، ومتواصل مع كل قطاعات الثقافة وهذه المعلومات هى التى تساعدنى فى أن أتعامل مع جميع القطاعات، وهذا ما أثار الدهشة والاستغراب لدى البعض.
■ هل هذه المعلومات السبب وراء إقالة رؤساء 5 هيئات خلال 3 أسابيع؟
- من الخطأ أن تسير الوزارة بعد الثورة على نفس النمط الذى كانت تسير عليه قبل الثورة، والمشكلة أن البعض يحاول أن يصنع من نفسه شهيداً تحت شعار «الأخونة» على الرغم من أنه يخالف لوائح وقوانين واتفاقيات تمت، فالسبب وراء انهاء انتداب الدكتور صلاح المليجى، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، أنه خالف قرارى باستبعاد الأعمال الفنية المخالفة من المعرض العام، ما أخل بمبدأ تكافؤ الفرص، ولم أتدخل فى عمل اللجنة من النواحى الفنية مثلما ادعى الدكتور المليجى، لكن مواعيد التقدم لابد أن تحترم وأرفض الاستثناءات، وفيما يخص سبب إنهاء ندب أحمد مجاهد، لهيئة الكتاب، فهو أعلن على حسابه الشخصى بالفيس بوك التزامه المنزل وامتناعه عن العمل، وبالتالى فأنا لن أجبر شخصاً على أن يمارس وظيفته، أما بالنسبة لإنهاء ندب الدكتورة إيناس عبدالدايم، رئيس دار الأوبرا فلن أذكر الأسباب الآن وسأعلنها فى وقت قريب.
■ تردد أن مساندة «إيناس» لمعارضيك سراً وراء الإطاحة بها؟
- هذا كلام غير صحيح والسبب سيعرفه الجميع ولكن ليس الآن فلدى أسرار كثيرة سوف أعلنها فى الوقت المناسب.
■ المستبعدون أرجعوا سبب الإطاحة بهم لرغبتك فى تصفية حساباتك معهم؟
- كيف أقوم بعملية تصفية حسابات وهم يقولون إننى مغمور، فضلا عن أننى أرفض فكرة البقاء الأبدى للقيادات بالمناصب، ويمكن للمثقف أن يقدم خدمات من خارج منصبه.
■ هل معنى ذلك أن حملة الإقالات ستطال جددا؟
-بالفعل هناك قرارات قادمة فى الطريق لاستبعاد مزيد من الشخصيات المقصرة فى عملها.
■ التقيت وفدا من حزب الحرية والعدالة بمكتبك، واتفقت معهم على مشروع توثيق ثورة 25 يناير.. لماذا الحرية والعدالة تحديدا؟
- من الضرورى أن تحصل ثورة 25 يناير على حظها من التوثيق وأنا أكدت فى أول يوم عمل لى بالوزارة على أهمية توثيق ثورة 25 يناير بكتب وأفلام وثائقية وتحدثت مع رئيس الوزراء فى ذلك حتى يتضمن التاريخ هؤلاء المغمورين الذين صنعوا الثورة فلابد أن يتواجدوا فى أذهاننا.
■ هذا أمر جيد.. لكن لماذا يقتصر الأمر على الحرية والعدالة دون غيره من القوى السياسية؟
- ليس صحيحا فأنا التقيت أحمد متولى قبل يومين، وهو يعتبر شيخ المنتجين، وكان يتحدث معى عن إنشاء استوديو بالتعاون مع استوديو مصر ودعانى لزيارة الموقع وهو ليس من الحرية والعدالة.
■ ما تم تفسيره فى هذا الشأن هو نية الإخوان التأريخ للثورة من وجهة نظرهم؟
- ليس صحيحاً لأنهم لم يقصدوا ذلك ولكن أرادوا فقط أن يذكر التاريخ كل من شارك فى الثورة فهى ثورة شعب، فلماذا ننكر أن الإخوان كانوا قطاعا موجوداً بالثورة، لماذا نريد إقصاءهم!
وليس لحزب الحرية والعدالة علاقة بالموضوع، وسيتم إنتاجه من قبل وزارة الثقافة وبمساعدات أى طرف سياسى لديه معلومات أو وثائق مصورة يقدمها للوزارة.
■ عقب توليك المسؤولية وعدت بدعوة المثقفين والأدباء وكل التيارات السياسية للقاء مفتوح، ثم فوجئنا بلقائك بأعضاء الحرية والعدالة فقط؟
- قلت إن الدعوة مفتوحة للجميع وإنه سيتم توجيه دعوة لكل الأحزاب السياسية والقوى الثورية على اختلاف أنواعها سواء ائتلافات أو أحزاب أو حركات، ولا أستطيع أن أصد أحداً جاء ليعرض على أفكاره، وبالنسة للقاء الموسع، فلم أدع إليه، لأنه لابد أن يتم إعداد المحاور التى ستناقش فى هذا اللقاء، ونحن الآن فى مرحلة الإعداد وسيتم إرسال دعوة لجميع الأحزاب وسينتهى اللقاء إلى إصدار توصيات وقرارات.
■ هل هناك أحد من وزراء الثقافة السابقين هنأك بالمنصب بخلاف الدكتور شاكر عبدالحميد؟
- لا، لم يهنئنى فى مكتبى وهاتفى غيره، لكنى التقيت الدكتور صابر عرب فى الحفل الذى أقامه رئيس الوزراء لتكريم وزراء الحكومة السابقين ثم هنأنى فى الحفل.
■ هل تحتاج وزارة الثقافة إلى مثقف لكى يديرها؟
- الوزير منصب سياسى وإدارى ومن الممكن أن يكون مثقفا أو فنانا ولكن لا علاقة له بالعمل الإدارى، وهذا ينتقص منه.
■ تردد أن عددا من معارضيك طالبوا بعقد هدنة تهدئة.. ما حقيقة ذلك؟
-بالفعل هناك بعض ممن يعارضوننى عدلوا من موقفهم الأيام الماضية وحدث تواصل بيننا وحدث تصحيح مسار ورؤية مشتركة بيننا ولن أذكر أسماءهم، وهناك آخرون عاتبونى بسبب استبعادى أحمد مجاهد، رئيس هيئة الكتاب، وقالوا وزير الثقافة أحرجنا باختيار الدكتور جمال التلاوى خلفا لمجاهد، رغم أن التلاوى لا ينتمى للإخوان نهائيا، فى المقابل عندما استبعدت المستشار الهندسى، وجئت بموسى جرجس، بدلا منه لم يتكلم عنه أحد وتم تجاهل هذا الاختيار لأن هذا لا يخدم فكرة الأخونة لدى المدعين، وأقولها كلمة واحدة: الكفاءة والأمانة متى توافرت فى أى شخص فهما معيارى فى الاختيار.
■ كيف تواجه هذا الكم من الاعتراضات التى تواجهك فى كل مكان وكل وقت ولن تعرقل جهدك وعملك؟
- الهيئة العامة للكتاب تسير بدقة وديوان الوزارة يسير أيضا بدقة، وللمثقفين الحق فى الاختلاف معى ولا يوجد شخص يتفق عليه الجميع وأنا أتفهم ذلك ولا يسبب لى مشكلة.
■ ألا يوجد قطاع من المثقفين والأدباء مؤيدون لك وعلى علاقة طيبة بك؟
- كثيرون ولا أحب أن أذكر أسماءهم.
■ هل هم من اليساريين؟
- نعم من اليساريين والماركسيين أيضاً ومسألة احتكار الثقافة لفصيل بعينه غير مقبول، فالثقافة ليست حكرا على اليسار.
■ معنى كلامك وجود مثقفين من الإسلاميين لم يحصلوا على حقهم من الشهرة؟
- هناك قطاع عريض من الشباب المثقفين مع اختلاف انتماءاتهم، إسلاميون أو غيرهم ولهم أفكار تحترم وحقهم علىّ أن أسمعهم بمختلف ميولهم.
■ قمت بزيارات مفاجئة لقصور الثقافة فى بداية عملك، ورغم ذلك مازال هناك فساد واستغلال سيئ لمقار قصور الثقافة بالمحافظات؟
- يتم الآن حصر لكل قصور الثقافة ومشاكلها وعلى سبيل المثال قصر ثقافة المنشأة بسوهاج تم بناؤه وافتتاحه من 15 سنة ولم يستخدم حتى الآن ورغم ذلك يحتاج لترميم والسؤال لماذا! فقصور الثقافة ليس دورها تقديم العروض بل اكتشاف المواهب كما كان فى الماضى.
■ قلت إن الفساد فى وزارة الثقافة تعدت نسبته الـ60%، على ماذا استندت فى هذه النسبة؟
- هناك دوريات وإصدارات لا تبيع إلا 7% فقط من إجمالى الطبع، كما فوجئت بأن هناك مطبوعة تتكلف 85 ألف جنيه ولا تبيع إلا بـ 2140 جنيها، والآن يتم حصر كل هذه الإصدارات والمطبوعات لإعادة النظر فيها، وهناك أوجه فساد أخرى تتمثل فى حصول عضو لجان فى المجلس الأعلى للثقافة ولجان أخرى على 500 جنيه بدل الجلسة الواحدة، بالإضافة إلى الفساد الذى تتعرض له المهرجانات، حيث اكتشفت أن أحد المهرجانات ليس لديه لائحة مالية من الأساس وسوف أكشف عنه لاحقاً.
■ كيف ستنفذ مشروع النهضة فى وزارة الثقافة؟
- أن تكون الثقافة للشعب، وعمل هيكلة للقطاعات، وتقديم عروض ثقافية فى الصيف، لكن أهم ما يشغل تفكيرى الآن لنهضة الثقافة هو الارتقاء بمستوى الفن لأننى غير راض عنه الآن، حيث اتفقنا على سلسلة للفن التشكيلى تصدر عن الهيئة العامة للكتاب ومترجمة، عبارة عن سلسلة سينمائية، بالإضافة إلى أنه جارإصلاح المسرح وتفعيله، وندرس عمل اشتراك وكارنيهات مقابل مبلغ رمزى لكل العاملين بالدولة والمدارس.
■ بمناسبة الفن.. ما رأيك فى مستوى السينما التى تقدم حاليا؟
- المركز القومى للسينما ينتج 20 فيلما مقابل 400 فيلم لفرنسا فى السنة، والأفلام الروائية القصيرة تخرج فنانين جددا وسنهتم الفترة المقبلة بالسينما الروائية القصيرة.
■ هل ترى ابتذالا فى الأعمال الفنية التى تقدم حاليا؟
- أرى أن معظم الأفلام السينمائية المصرية هى نسخة طبق الأصل من الأفلام الأجنبية، والسينما الإيرانية تفوقت على السينما المصرية وحصلت على ما يزيد على 200 جائزة فى المهرجانات العالمية منذ قيام الثورة الإيرانية ونحتاج إلى أفلام تحقق جوائز عالمية داخل فى مشروع النهضة، لذلك فإن النهوض بالفن من أولويات تطبيق مشروع النهضة فى وزارة الثقافة.
■ لماذا لا تقوم الرقابة على المصنفات الفنية بدورها فى التصدى للأفلام المبتذلة؟
- أطالب الفنان بالرقابة الذاتية والابتعاد عن الفن المبتذل وأطالب جماهير المثقفين بعدم تشجيع الأفلام ذات الثقافات الدخيلة والمبتذلة وخلق رقابة مجتمعية تحد من تلك الظاهرة.
■ المجلس الأعلى للثقافة منذ التشكيل الأول الذى شكله النظام الماضى ولم يتم تغييره.. لماذا؟
- للأسف الشديد كان هناك فكر سائد داخل المجلس الأعلى للثقافة، أنه لا يتم تغيير أعضائه إلا بالوفاة، وهو أمر نسعى لتغييره، فكما أشرت فإننى ضد أبدية المنصب.