وصفت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية الوضع العراقي الحالي بأنه بمثابة درس في سقوط الأنظمة في منطقة الشرق الأوسط المشتعلة، الذي ينبغي الاستفادة منه جيدا، لاسيما في الأزمة السورية المستعرة.
وأضافت الصحيفة البريطانية في مقال تحليلي أوردته على موقعها الإلكتروني، الخميس، أن تزايد حمام الدماء المتكرر في العراق خلال العام الحالي في معركة بين أفراد الطائفة السنية في البلاد والحكومة الشيعية التي يرأسها نوري المالكي ينبغي أن يكون أيضا بمثابة تحذير للدول الغربية في محاولتها وضع نهاية للحرب الأهلية في سوريا.
ولفتت إلى أن عناوين الأخبار المرعبة الآتية من العراق باتت روتينية نوعا ما، إذ بلغ عدد القتلى، الذين سقطوا من جراء الصراع الدائر بين السنة والشيعة في شهر أبريل فقط نحو 712 شخصا، وذلك بحسب إحصائيات الأمم المتحدة، لافتة إلى أن تفاقم الوضع في العراق يهدد بزعزعة الاستقرار في سائر أرجاء المنطقة.
ورجحت الصحيفة ازدياد الأمر سوءا في الفترة التي تسبق الانتخابات الوطنية في العام المقبل، مما يزيد المخاوف من اندلاع حرب إقليمية أوسع، ويقضى على الآمال بشأن إمكانية وجود توافق بين الطوائف العرقية والدينية في المستقبل.
ورأت أن الصراع السوري يلقى بظلاله على العراق والعكس صحيح، فكلتا الدولتين تعيشان في ظروف متشابه، الأمر الذي يمكن لمسه خاصة في محافظة الأنبار الحدودية بغرب العراق، التي تعد معقل السنة.
وأردفت الصحيفة تقول «الجهاديون يعبرون الحدود لمساندة قوات المعارضة السورية، كما أن تنظيم القاعدة في العراق أعلن في أبريل الماضي تمويله جبهة النصرة إحدى الجماعات الجهادية المنبثقة عنه، التي تحارب ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد».
وتقول حكومة «المالكي» إنها قامت بشن حملة عسكرية، الأسبوع الماضي، ضد الجماعات التي لها صلة بالقاعدة ومعسكرات التدريب في المنطقة الغربية، في أعقاب سلسلة من الغارات المماثلة من العام الماضي.
واختتمت «فاينانشيال تايمز» البريطانية بالقول إنه إبان فترة حكم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين حكم أهل السنة العراق، بينما حكم العلويون سوريا، وكانا وجهين لعملة واحدة: ألا وهي الديكتاتورية التي تديرها أقلية عرقية؛ مشيرة إلى أن الوضع في العراق الآن هو درس مفاده أن سقوط هذه الأنظمة ليس سوى خطوة صغيرة أولى نحو إحلال السلام والعدالة، اللذين تتلهف شعوب المنطقة للتوصل إليهما.