x

محمد أمين حكومة إنقاذ.. أم حكومة غرق؟! محمد أمين السبت 26-11-2011 08:03


كده بقى الحكومة دى مش حكومتى.. جنزورك انت، مش جنزورى أنا.. لا أنا عملت ثورة، كى تغيظنى، ولا لكى تستفزنى.. ولا أنت حر لأنك تحكمنى.. أبسط قواعد اللعبة أن تسمعنى، وأن تحترم إرادتى.. فهل ما يجرى فى مصلحة مصر؟.. وهل ما يجرى مخطط لتقسيم البلاد، يشرف عليه المجلس العسكرى؟.. وهل تكليف «الجنزورى» يصنع حكومة إنقاذ، أم يجعلها حكومة غرق؟! ليس من المنطق ولا من العقل، أن نرى بأعيننا تقسيم مصر.. مليونية فى التحرير، ضد المجلس العسكرى وحكومة الجنزورى.. ومليونية فى العباسية، تؤيد المجلس العسكرى وتؤيد الجنزورى.. وليس من العقل ولا من المنطق، أن نطرح أسماء خلافية، ثم نحلها بأسناننا.. معناها أننا نغيظ الثوار.. ومعناها أننا نريدها حكومة من المقابر، ثم يكون مجلس الوزراء، تنظيم «العائدون من المقابر»!

هل ينتظر «العسكرى» أن تنفجر الأوضاع فى مصر؟.. هل يراهن على شغل الرأى العام بالحكومة ورئيسها، بعيداً عنه؟.. هل مازال المشير طنطاوى، يتصرف بالطريقة نفسها، التى أسقطت مبارك؟.. هل فقد قرون الاستشعار؟.. هل تعمد أن يتجاهل رد الفعل، على تسمية «الجنزورى»؟.. هل لم يسمع به؟.. ما هو تفسير المشير بتكليف الجنزورى، رغم رفض ميدان التحرير؟!


لا ينبغى أن يتذرع المجلس العسكرى، بأنه لا يوجد توافق عام، على أى مرشح.. وحتى لو كان ذلك صحيحاً، فقد اختار «العسكرى» الأكثر اختلافاً بشأنه.. وحتى لو كان ذلك، فقد أراد تفخيخ الموقف.. وحتى لو لم يكن هناك توافق.. فلا معنى أن يختار معمراً مصرياً.. أكثر التعليقات طرافة أنه سيعود بمشروع توشكى، وسيأتى بيوسف والى وصفوت الشريف والرزاز وآمال عثمان! ليست هذه حكومة ثورة يا سيادة المشير.. وليس هذا مسلكاً ثورياً.. وهو ما يزيد الفجوة بين الثوار والعسكرى.. تجعل الميدان يرفض «العسكرى» نفسه.. ويطالب برحيله اليوم وليس غداً.. فهل كان يريد أن يضع العقدة فى المنشار؟.. وهل كان يشعل الموقف، ويجعل التحرير مرة فى مواجهة مصطفى محمود.. ومرة أخرى، يجعل التحرير فى مواجهة العباسية، وتقسيم مصر؟!


مصر بتغرق يا سيادة المشير.. المركب بتغرق يا قبطان.. وأنت المسؤول عن البحث والإنقاذ.. لماذا لم تنزل إلى ميدان التحرير الآن؟.. ولماذا لم تسمع صيحة التحرير؟.. ولماذا لم تعرف طلبات التحرير؟.. عارف ليه لم تنزل التحرير، لأنك كنت فى البداية حامياً.. والآن أصبحت متهماً.. والآن أصبحت مطلوباً.. لا يهتفون باسمك فى التحرير.. وإنما يهتفون باسمك فى العباسية!!!


أين المشاورات يا سيادة المشير؟.. أين المعلومات والاتصالات؟.. أتصور أن القرارات المصيرية، ينبغى أن تنبنى على معلومات حقيقية، تقلل حجم الخسائر؟.. فأين أنت من المشاورات والمعلومات والاتصالات؟.. ما هو حجم التوفيق فى قراراتك؟.. كيف يكون رئيس وزراء ثورة، فوق الثمانين؟.. للأسف أنت تتصرف كأنك فى ظروف عادية.. ولا تتصرف على قدر الظرف التاريخى!


لا تتعجب أن الميدان يرفض الجنزورى.. ولا تتعجب أن الميدان يرفض المشير.. الحكاية ليست ديكتاتورية الميدان.. الحكاية أن المسافة بين الأجيال هائلة.. فلا هناك تواصل بين الثورة والعسكر.. ولا هناك تواصل بين الشباب والمشير.. فهل أهم مسوغات التعيين رئيساً للوزراء، ألا يطلب صلاحيات أبداً؟.. وهل تكون حكومة الجنزورى، الأقصر عمراً فى التاريخ، فلا تكون أكثر من قرار، لم يصمد غير ساعات فقط؟!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية