فى بداية أزمة كورونا، وفى ظل فترة عصيبة مر بها العالم أجمع، ظل أثناءها يعانى من انتشار المرض وفقد الأحباء، كان يعيش فترة من اليأس وتعايش مع المرض، كان يعانى من ڤيروس مجهول الهوية ولم يُكتشف له أى علاج على الإطلاق بجميع أنحاء العالم، وعجز علماء العالم عن إنتاج لقاح مضاد للحد من انتشار هذا الڤيروس، الذى تم تصنيفه بأنه وباء عالمياً، كانت مصر فى ظل الأزمة واستمرار انتشار الوباء، قد أرسلت شحنات لدولة الصين، كـمساعدات إنسانية قبل أن تكون طبية، كل هذا رغم معاناة مصر وشعبها من نفس الأزمة، وإلحاق الضرر بشعبها.
ولكن وقتها كانت عراقة دولتنا وأصالتها وإدراكنا الكامل لمفهوم الإنسانية قبل أن ندرك أهمية هذه المواقف سياسياً، دافعاً وراء كل هذه المساعدات ليس للصين فقط بل لأكثر الدول احتياجاً، وهى كانت الدول العظمى. ضحك وقتها الكثير من الناس، بل وانتقدوا الزيارة. وها نحن الآن نشهد ظهور أول لقاح مضاد لعلاج ڤيروس كورونا المستجد COVID-19 بمعرفة شركة «سينوفارم» الصينى. وكانت مصر أول دولة إفريقية تتسلم اللقاح الصينى. وهكذا تعلمنا السياسة دائماً أنه لابد ألا ننظر تحت أقدامنا فقط، وأن تكون فى صفات السياسى المصرى بُعد النظر فى مثل هذه الأمور. وتعلمنا أيضاً أن كل خطوة لابد أن تنال حقوقها من التفكير المتعمق والمدروس. فلابد أن نعرف قيمة ما سندفعه الآن، حتى وإن مر قرن علينا، فما هو إلا سعى لبناء دولة متقدمة راقية تحفظ حقوق شعبها وترتقى بهم. وتحقيقاً لأهداف التنمية المستدامة والوصول لرؤية مصرنا لعام 2030.
محمد حسن الشريف- بنى سويف