صوّت أعضاء المجمع الانتخابى الأمريكى الـ538، مساء الإثنين، حسبما ينص الدستور، فى يوم 14 ديسمبر، لتأكيد فوز الرئيس الأمريكى المنتخب، جو بايدن رسميا برئاسة الولايات المتحدة، بعد الانتخابات التى أجريت فى 3 نوفمبر الماضى، فى إجراء شكلى فى الظروف العادية، غير أنه يتخذ هذا العام بعدا استثنائيا، إذ لايزال الرئيس المنتهية ولايته، دونالد ترامب، يرفض الاعتراف بهزيمته، رغم خسارته عشرات الدعاوى القانونية التى رفعها أمام المحاكم الأمريكية، وأمام المحكمة الدستورية العليا فى محاولته الخاسرة لقلب نتيجة الانتخابات لصالحه، خاصة فى ولايات بنسلفانيا وجورجيا وويسكونسن المتأرجحة التى حسمها بايدن. وصادقت الولايات الأمريكية الـ50، ومقاطعة كولومبيا التى تمثل العاصمة واشنطن على نتائج الانتخابات، وفاز بايدن بـ 81.3 مليون صوت أو ما يعادل 51.3% من الأصوات، مقابل 74.2 مليون صوت أى 46.8% لترامب، وحتى الآن، تؤكد النتائج فوز بايدن بحصوله على أصوات 306 أعضاء من أصل 538 فى المجمع الانتخابى، مقابل 232 لترامب، مع العلم بأن الفوز يُحسم لمن يحصل على 270 صوتًا.
لكن الولايات المتحدة تختار رئيسها بالاقتراع العام غير المباشر، حيث تمنح كل ولاية أصوات ناخبيها فى المجمع الانتخابى الذين تحدّد أعدادهم نسبة إلى التعداد السكانى، للمرشح الذى فاز بالتصويت الشعبى فى الولاية باستثناء ولايتين فقط.
واجتمع أعضاء المجمع الانتخابى فى كل ولاية، أمس، بشكل منفصل، لإضفاء الطابع الرسمى على الاقتراع ونتيجته، ومن المقرر بعد ذلك أن يلقى بايدن خطابًا فى المساء للاحتفال بتأكيد فوزه رسميا والإشادة بـ«قوة وصمود» الديمقراطية الأمريكية، فى ضربة واضحة لموقف ترامب غير المسبوق.
والمجمع الانتخابى يضم كبار الناخبين، وهم مسؤولون سياسيون محليون أو نشطاء أو شخصيات من المجتمع المدنى أو أصدقاء للمرشحين، ومعظمهم غير معروف للجمهور، رغم مشاركة شخصيات مثل هيلارى كلينتون التى خسرت أمام ترامب فى انتخابات 2016، ولكنها ستصوت، فى نيويورك، لتأكيد فوز بايدن ونائبته كمالا هاريس.
لكن ترامب واصل إطلاق مزاعم لا تستند إلى أى أدلة بأن الانتخابات كانت الأكثر تزويرا فى تاريخ الولايات المتحدة، وأضاف على «تويتر»: «كيف تؤكد الولايات والسياسيون انتخابات تم توثيق فساد ومخالفات خلالها؟»، وتحظى مزاعم ترامب بدعم عدد كبير من أعضاء الكونجرس الجمهوريين، وتشير استطلاعات الرأى إلى أن ربع الناخبين الجمهوريين أعلنوا قبولهم نتيجة الانتخابات.
ومع رفض ترامب التسليم بخسارته، وحول احتمال مشاركته فى حفل تنصيب بايدن فى 20 يناير المقبل، قال ترامب لقناة «فوكس نيوز» اليمينية الموالية له: لا أريد التحدث عن ذلك، وأضاف أنه أدى عملا عظيما وحصل على 75 مليون صوت وهو أكبر عدد أصوات حصل عليه الرئيس الأمريكى الأسبق، باراك أوباما.
وقد يسعى ترامب إلى استخدام العملية الانتقالية المعقدة والطويلة، للقيام بمحاولة أخيرة لإلغاء النتيجة، إذ يعتزم بعض حلفائه الجمهوريين فى الكونجرس الطعن فى النتائج فى 6 يناير المقبل، حين يصادق الكونجرس رسميًا على نتائج تصويت المجمع الانتخابى.