تلقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورفاقه رعاية متميزة أثناء الإصابة بفيروس كورونا والتي لم تقدم لأحد من المواطنين، وذلك إلى الحد الذي اعتبر فيه البعض، علاج المصابين بالوباء بأنه ينطوي على تفرقة وتمييز بين الميسورين والمعدمين.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في تقرير لها اليوم الخميس إن رودلف جولياني كان آخر شخص في دائرة الرئيس الداخلية، والذي يتباهى بالعلاج الذي تلقاه للتعافي من كوفيد في الوقت الذي تتقاسم فيه المستشفيات عبر البلاد حصتها من الرعاية الصحية التي تعاني ندرة في الأدوية لمواجهة الجائحة.
وأضاف التقرير أن دونالد ترامب، وبين كارسون، والذي شغل منصب وزير الإسكان والتنمية العمرانية منذ 2017، وكريس كريستي وعمل حاكما لولاية نيوجيرسي منذ 10 يناير 2010، لم يكونوا الأكثر صلابة وقوة في التغلب على فيروس كورونا، لكنهم كانوا أكبر سنا ويعانون من الوزن الزائد، ويفتقرون إلى اللياقة البدنية.
وتابع: ومع ذلك اجتازوا إصابتهم بكورونا وكلهم تلقوا علاجا بالأجسام المضادة رغم نقصها في بعض المستشفيات وقيام الولايات بتوزيعها بالقرعة.
في حين كان رودولف جوليانى الحاكم السابق لمدينة نيويورك، آخر عضو في الدائرة الداخلية للرئيس يصاب بكوفيد والذي اعترف بأنه تلقى نوعين على الأقل من نفس الدواء الذي تناوله ترامب.
وأستطرد التقرير بأن جولياني أقر في حديثه لراديو WABC في نيويورك أن مكانته من حيث الشهرة، وفرت له نوعا من الرعاية لم يحصل عليها الآخرون، قائلا: بصراحة كان سوف يتعذر نقلي إلى المستشفى إذا لم أكن أنا (جولياني ) وكنت شخصا آخر، موضحا: عندما تكون واحدا من المشاهير، فإنهم يعتريهم القلق من أن يمسك سوء، ومن ثم يفحصونك بمزيد من العناية، ويفعلون كل شيء على النحو الصحيح
ولفت التقرير إلى أن اعتراف جولياني الصريح يكشف مرة أخرى بأن كوفيد صار مرض أغنياء وفقراء أي أن هناك تفرقة في علاج الفريقين، موضحا أن العلاج الذي مُنح لحلفاء ترامب يثير مشاعر القلق بين دعاة الأخلاقيات الطبية في الوقت الذي يتمسك فيه مسؤولو الدولة ومديرو المنظومة الصحية بقرارات مؤلمة بشأن المرضى فيحددوا من يحصل على الأجسام المضادة، ومن لا يحصل عليها.
وقال أحد دعاة الأخلاقيات الطبية أرثر كابلان، والذي يتعاون مع شركات الأدوية في كيفية توزيع الأدوية في حالة الندرة: ما كان ينبغي علينا أن يكون لدينا كريس كريستي، وبين كارسون، معلقا: ليست هذه هي الطريقة التي نؤمن بها الدعم الحكومي لأنظمة توزيع دوائية تواجه صعوبات، وذلك في إشارة إلى اعتراف وزير الإسكان والتنمية الحضرية بأن الرئيس دعمه للحصول على العلاج.
ولفت التقرير إلى أن هناك ندرة شديدة في العلاجات بالأجسام المضادة، مما دعا المسؤولين في ولاية أوتا إلى تطوير نظام تراتبي يعتمد على الدرجة والمنزلة، لتحديد من الأكثر ترجيحا للاستفادة من الأدوية، بينما لجأت ولاية كولورادو إلى نظام القرعة.
واعتبر مدير مركز الأخلاقيات الحيوية والإنسانيات بجامعة كولورادو الدكتور ماثيو وإينيا، توفير الدواء لذوي النفوذ ليس عادلا، مضيفا أن هذا هو أحد الأسباب التي جعلتنا نقرر تخصيص حصص الدواء عشوائيا عبر الولاية، ومن ثم لن يحصل أحد على ميزة بسبب علاقات خاصة
وفي سياق متصل، سجلت الولايات المتحدة رقما قياسيا جديدا في الإصابة بفيروس كورونا خلال 24 ساعة الأخيرة، والذي وصل إلى أكثر من ثلاثة آلاف وفاة بالإضافة إلى أكثر من 220 ألف إصابة جديدة، وفقا لإحصاءات جامعة جونز هوبكنز.
بينما أحصت ولاية كاليفورنيا وحدها أكثر من ثلاثين ألف إصابة جديدة بفيروس كورونا، وهو رقم قياسي لولاية في يوم واحد، بحسب ما أفاد كوفيد تراكينج بروجيكت، بينما يواصل عدد الأشخاص الذين يتم إدخالهم إلى المستشفيات بسبب كوفيد في الولايات المتحدة الارتفاع.