منذ خمسين عامًا.. ابتكر أمريكيون شباب من أصل إفريقى، وأيضًا شباب من بورتوريكو، رقصة جديدة فى حى برونكس بمدينة نيويورك.. وبدأت الرقصة تنتشر لأسباب كثيرة، منها الإيقاع الصاخب واستعراض القدرة على التحكم فى الجسد وأيضا استخدامها للتنافس بدلاً من حرب عصابات الشوارع.. وتعددت أشكال هذه الرقصة وأسماؤها حتى أصبحت بعد قليل تشتهر أمريكيًا ثم عالميًا باسم واحد فقط هو بريك دانس.. ومنذ 48 ساعة فقط.. وافقت اللجنة الأوليمبية الدولية على طلب باريس باعتماد بريك دانس كلعبة أوليمبية فى دورة باريس 2024.. وعلى الرغم من أن الإيقاع الراقص كان حاضرا دائما فى ألعاب مثل الجمباز والسباحة.. إلا أنها المرة الأولى التى يصبح فيها رقص صريح لعبة أوليمبية.. وفارق كبير بين إدراج بريك دانس كلعبة أوليمبية فى دورة بوينس آيريس للشباب 2018 والاعتراف بها رسميا فى الدورات الأوليمبية، حيث الشهرة والأضواء والإعلام وميداليات الكبرياء الرياضى.. ولابد بهذه المناسبة من إعادة القراءة فى دراسة عالمية كبرى قامت بها منظمة اليونسكو منذ سنين عن أقدم احتفالات مارسها الإنسان فى التاريخ القديم.. وتم جمع كل الأدلة والآثار والحكايات فى مصر القديمة والصين وبابل والإغريق والرومان لهذه الدراسة التى أكدت أن الإنسان القديم لم يجد إلا الجسد كوسيلة للتعبير عن فرحته واحتفالاته.. فكانت الرياضة وكان الرقص.. ولم تؤكد الدراسة من منهما سبق الآخر لكنها أشارت إلى تطور الرياضة لتصبح احتفالًا للرجال مثل تطور الرقص كاحتفال للنساء..
فالرياضة بدأت كتعبير وتجسيد للقوة، بينما بدأ الرقص بحثا عن البهجة.. ولم يكن الإنسان القديم يستطيع الاستغناء عن القوة والحماية، ولا يستطيع أيضًا الاستغناء عن الفرحة والبهجة.. ووفقًا لدراسة اليونسكو كانت معابد الزمن القديم تجمع بين الرياضة والرقص وقت الاحتفالات فى نفس المكان.. ويعود الاثنان اليوم ويجتمعان معا فى مكان واحد ووقت واحد هو الدورات الأوليمبية والمدن التى تستضيفها بداية بباريس.. وعلى الرغم من أن بريك دانس بدأت كرقصة أمريكية إلا أن فرنسا هى التى أحالتها إلى لعبة أوليمبية تماما مثلما كانت فرنسا أول دولة فى العالم تملك برنامجا تليفزيونيا دائما عن بريك دانس فانتشرت الرقصة فى باريس ثم فرنسا كلها منذ أربعين عاما.. وإلى جانب أمريكا وفرنسا.. ستتنافس على ميداليات الرقص الأوليمبى كل من البرازيل وكندا وروسيا واليابان والصين وكوريا الجنوبية.