x

صبري غنيم لماذا يطالب اتحاد المصريين فى أوروبا باستقالة شرف؟ صبري غنيم الخميس 15-09-2011 08:00


ليس غريبا على اتحاد المصريين فى أوروبا أن يطالب فى بيان بتوقيع الدكتور أحمد سمير خيرالله، أمين عام الاتحاد، باستقالة حكومة عصام شرف فى أعقاب الانفلات الأمنى الذى تعانى منه البلاد الآن، وكان سببا فى اقتحام بعض الصبية للسفارة الإسرائيلية فى القاهرة وإشعال الحرائق فى سيارات المواطنين وعربات الأمن المركزى.. الاتحاد يؤكد براءة شباب الثورة من هذا العمل العدوانى الذى وضع مصر فى حرج دولى، لأن الذى يقوم بثورة يدرك تماما مخاطر مخالفة الأعراف الدولية فى حماية البعثات الدبلوماسية.. والتى لا تسمح بخرق للمادتين 22 و24 من اتفاقية فيينا.


وكون أن يخرج مثل هذا البيان عن اتحاد أوروبى أعضاؤه كلهم مصريون مقيمون فى أوروبا.. فإنه يحمل مغزى ومعنى فهو رسالة للحكومة المصرية تؤكد أن المصريين فى الخارج هم جزء من هذا الوطن وكما أسعدتهم ثورة 25 يناير فهم حريصون على نجاحها.


لقد أسعدنى أن أسمع من الأستاذ الدكتور عصام عبدالصمد، الرئيس العام لاتحاد المصريين فى أوروبا، أن ما حدث فى أحداث الجمعة الماضى أفقدنا فرصة المطالبة بحق أولادنا الشهداء الستة الذين قتلتهم إسرائيل فى سيناء.. مع أن جرائم إسرائيل كان فى مقدور الإعلام المصرى أن يصعّدها و«يشرشح» إسرائيل لكنه للأسف تفرغ لمحاكمات مبارك ورموز نظامه.


أنا مع الدكتور عصام عبدالصمد فى تهميش الإعلام المرئى والصحف المصرية شهداء سيناء، فقد كان من باب أولى أن يقيموا الدنيا ويقعدوها بقضية هؤلاء الشهداء الستة.. لكن ماذا نقول وهو- الإعلام- يحاول أن يشبع شهية المصريين فى تحديد لون الروب الذى كان يرتديه مبارك داخل المحكمة..


ولماذا كان مبارك يصبغ شعر رأسه والساعة السويسرية التى فى يده وكأنهم كانوا على مقربة منه داخل القفص لتحديد ماركة الساعة.. لقد تفرغ الإعلام المصرى فى وصف التفاصيل التى لا تهم المواطن العادى لدرجة أنهم رصدوا الدكتور فتحى سرور الذى كان «يدغدغ» أقراصا طبية، ووصفوه بأنه كان يقزز «لب»..


ونسوا تاريخه كفقيه قانون ورئيس للبرلمان الأوروبى سنوات.. وكان من نصيب صفوت الشريف انتقاده وهو يضع رجلاً فوق رجل مع أنه يجلس داخل قفص وليس فى جلسة من جلسات الشورى.. ولا أعرف كيف تفرغت الصحف المصرية لمثل هذه «الهيافات» مع أن استثمار قضية مثل شهداء سيناء كان أهم فى هذا التوقيت بجانب نشر المحاكمات التى تهم الرأى العام.


لا أحد يطالب الإعلام بعدم تسجيل المحاكمات وما يدور فيها.. لكن جانب هذا لا نسقط قضيتنا مع إسرائيل بأيدينا.. فقد جاءتنا فرصة الكشف عن الوجه القبيح لإسرائيل وكيف اصطادت أبرياء مصريين على الحدود فأسقطتهم قتلى.. إن هذه الحوادث كفيلة بإجبار إسرائيل على تقديم اعتذار رسمى.. لكن الذى يؤسف له أننا رحبنا بالاعتذار الذى جاء «بر وعتب» حيث كان نائب سفيرنا هناك فى حفل تحت رعاية رئيس الدولة العبرية الذى «لا يهش ولا ينش» وقدم له اعتذاره الشخصى.. ويومها خرجت علينا، الصحف بمانشيتات على أن إسرائيل قدمت اعتذارا رسميا فى حين أن ما صرح به رئيس الدولة العبرية ليس اعتذارا باسم دولة إسرائيل.. لكنه كلمات ترضية ووهم كاذب وقعت فيه الصحف.


لقد فشلت الدبلوماسية المصرية بعد انتقال العربى إلى جامعة الدول العربية فى أن تكون شريكة فى تصعيد حملة دولية ضد إسرائيل.. لكى تجبرها على تقديم اعتذار رسمى لمصر على شكل اعتذارها لتركيا.. ثم إن اسقاط العلم الإسرائيلى من فوق سفارتها فى أول مرة كان كافيا رغم أنه لم يكن مستحبا أن يستقبل رئيس الحكومة «الشحات» الشاب الشرقاوى الذى أسقط العلم ولا أحد يعرف هويته أو وظيفته رغم دخوله المحكمة لإثبات حقه فى إسقاط العلم حتى لا تضيع منه الشقة والوظيفة اللتين منحهما له محافظ الشرقية.. وقد كان من الممكن تكريمه دون إعلان رسمى.. إن هذا التكريم العلنى أضرنا دبلوماسيا فى الخارج.. وقد كان فى مقدورنا قلب الترابيزة على إسرائيل بشهدائنا فى سيناء.


صدقونى.. لو أن الإعلام والدبلوماسية المصرية تبنوا قضية شهداء سيناء لأثلجوا صدور شبابنا، لكن سكوتهم وتهميشهم قضية الشهداء كانا سببا فى زيادة حالة الغليان داخل الصدور، والدفع بالمندسين والمأجورين فى إشعال الموقف باقتحامهم السفارة.


لقد أعجبنى موقف اتحاد المصريين فى أوروبا.. وكون أن يتابع نائب رئيسه الدكتور المهندس جمال عبدالمعبود قراراته مع القوى السياسية فى مصر.. فهذا الموقف يحسب له ولشبابنا فى أوروبا الذين يناشدون إخوانهم فى مصر أن يتحدوا على حماية البلد من الانفلات الأمنى حتى لا تهرب السياحة وتغرب عن مصر.


على أى حال.. إذا كان المصريون فى أوروبا يطالبون باستقالة شرف.. فالشارع المصرى يطالب برئيس حكومة من العسكر يتمتع بقوة الشخصية ولا يرتمى فى أحضان شلة من المستشارين.. لأننا نريد رجلاً لا يلحس قراراته.. ويعيد الانضباط والأمن ويقضى على ظاهرة البلطجة ويدفع بالبلد إلى الأمام.


[email protected]

 

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية