ذكرت وسائل إعلام أمريكية أن الرئيس المنتخب جو بايدن اختار لمنصب وزير الدفاع الجنرال المتقاعد من أصول أفريقية لويد أوستن، الذي قاد القوات الأمريكية لدخول بغداد عام 2003، وترأس القيادة المركزية (سنتكوم). وعمل بايدن مع أوستن في عهد باراك أوباما، حين أشرف على عملية سحب 50 ألف عسكري أمريكي من العراق في عام 2011.
وفي حال اختيار أوستين، البالغ من العمر 67 عاما وهو عسكري متقاعد برتبة جنرال أربع نجوم، سيصبح أول وزير دفاع أمريكي من ذو البشرة السمراء، وفقا لما أفادت به صحيفة بوليتيكو الأمريكية، بعد ضغوطات تعرض لها بايدن لاختيار مرشح من أصول أفريقية.
وكشفت مصادر لصحيفة «بوليتيكو»، أن جيه جونسون وزير الأمن الداخلي الأسبق، كان أحد المرشحين لتولي منصب وزير الدفاع في إدارة بايدن، فيما أكد النائب الديمقراطي بيني تومبسون، أن الكثيرين ينتظرون بفارغ الصبر أن يروا كيف ستكون الحكومة الجديدة بعد إتمام تشكيلها، ولكن من اللافت أيضا أن أعداد الأمريكيين من الأصول الأفريقية يجب أن تكون أكبر مما هي الآن.
وانتقد البعض ترشح لويد أوستين، لمنصب وزير الدفاع، بسبب أنه لم يكمل 7 سنوات خارج أروقة الخدمة العسكرية، حتى يتثنى له العودة مجددا وتولى حقيبة الدفاع، وهو ما يضطره إلى انتظار إذنا من الكونجرس ليصبح وزيرا.
وفيما يتعلق بالمناصب التي تولاها من قبل، فقد تولى قيادة القوات الأمريكية في العراق في 2010 – 2011، وفيما بعد أصبح قائدا للقيادة المركزية للقوات المسلحة الأمريكية «سينتكوم» المسئولة عن منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، لمدة 3 سنوات بين 2013 إلى 2016 وكانت مهمته الإشراف على مواجهة تنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق.
وكانت ل أوستين واقعة شهيرة في 2013 خلال مؤتمر العلاقات العربية الأمريكية، حيث استشهد بحديث الرئيس الراحل محمد أنور السادات وخطابه في الكنيست الإسرائيلي، في نوفمبر 1977 حيث استرجع جزءا من خطاب السادات في الكنيست قائلا «في الـ20 من نوفمبر 1977 الرئيس المصري أنور السادات أدلى بخطاب تاريخي أمام الكنيست في القدس ليصبح أول رئيس لدولة عربية يزور إسرائيل..
وتابع أوستن قائلا: «وفي خطابه قال السادات لأعضاء البرلمان ’إنَّ في حياة الأمم والشعوب لحظات، يتعين فيها على هؤلاء الذين يتّصفون بالحكمة والرؤية الثاقبة، أن ينظروا إلى ما وراء الماضي، بتعقيداته ورواسبه، من أجل انطلاقة جسور نحو آفاق جديدة، وهؤلاء الذين يتحملون، مثلنا، تلك المسؤولية الملقاة على عاتقنا، هم أول من يجب أن تتوافر لديهم الشجاعة لاتخاذ القرارات المصيرية، التي تتناسب مع جلال الموقف‘ هذا كان قبل 36 عاما ماضية (حين ألقى أوستن الخطاب في العام 2013) وفي الوقت الذي يختلف فيه العالم بالعديد من الأوجه الآن فالمسؤولية المشتركة تحدث عنها السادات بأن نكون صانعي سلام وداعمين للعدالة تبقى منتصبة حتى اليوم»
ولد أوستن عام 1953 في الأباما، ونشأ في جورجيا، حيث تخرج من الأكاديمية العسكرية الأمريكية عام 1975، وشارك أوستن في الغزو الأمريكي على العراق عام 2003، وفي الفترة من سبتمبر 2003 إلى أغسطس 2005 كان له مهمة في أفغانستان، ثم العودة إلى الولايات المتحدة.
وهو خريج أكاديمية «وست بوينت» العسكرية المرموقة، خدم أكثر من 40 عاما في الجيش، قبل التقاعد عام 2016، والانتقال للعمل في قطاع الدفاع، كما عدد من سابقيه. وهو عضو في مجلس إدارة «رايتون تكنولوجيز»، واحدة من أكبر الشركات المصنعة للطيران ومعدات الدفاع في العالم. وأثار توليه هذا المنصب انتقادات له من بعض التقدميين.
2008 أصبح أوستن ثاني أكبر رتبة في العراق، حيث تولى قيادة فيلق متعدد الجنسيات في العراق، وشارك في عمليات عدة هناك، وفي 2010 أصبح أوستن القائد العام للقوات الأمريكية في العراق، وغادر العراق في عام 2011 مع آخرين.
عام 2011 ترشح أوستن لمنصب نائب رئيس أركان الجيش الأمريكي، ليتولى المنصب في يناير عام 2012، وكان له إسهامات عدة لصالح الجنود، وفي عام 2012 أعلنت البنتاجون ترشيح أوستن لقيادة القيادة المركزية الأمريكية، ليصبح قائدها في مارس عام 2013، وفي عام 2016 تقاعد أوستن من الجيش الأمريكي في حفل كبير.
لكن تصديق تعيينه في الكونجرس ليس أمرا مؤكدا، إذ أن نواباً وخبراء في الأمن القومي أعلنوا معارضتهم لهذه التسمية، مشيرين إلى أن مدة تقاعده لا تزال دون السبع سنوات.
واعتمد الكونجرس قاعدة تنص على أن أي عسكري سابق مرشح لتولي وزارة الدفاع، يجب أن يكون متقاعداً منذ سبع سنوات على الأقل.