x

عباس الطرابيلي دكتور.. بلا دكتوراة! عباس الطرابيلي الثلاثاء 08-12-2020 00:41


عندما كانت جامعات مصر فى القمة كان شباب العرب يتسابقون للدراسة بها.. وأيضاً لتقديم رسائل علمية للحصول على درجة الماجستير والدكتوراة. وكان أساتذة هذه الجامعات يشرفون على هذه الرسائل لكل هؤلاء، حتى قبل جامعات سوريا والعراق. وفى حقبة الطفرة البترولية الأولى، عقب حرب أكتوبر، كانت كلية الاقتصاد والعلوم السياسية فى مقدمة الكليات التى يعشق الدراسة بها الطلبة العرب، ويفخر الدكتور مصطفى الفقى بأنه بين مقدمى خريجيها ومعه معالى أحمد خليفة السويدى العروبى الكبير الذى أصبح وزيراً لخارجية دولة الإمارات، بعد ذلك، فى هذه الفترة- وبعدها بقليل- اتجه عدد من الشبان العرب للدراسة بها، ثم تقديم درجاتهم لنيل الماجستير أو الدكتوراة. وأتذكر منهم مانع سعيد العتيبة، أشهر وزير بترول لأبوظبى، وكان قد حصل على الماجستير من جامعة بغداد، ولكنه فضل التقدم للجامعة المصرية ليحصل على درجة الدكتوراة. وأشرف عليها الدكتور رفعت المحجوب، ومعه الدكتور عاطف صدقى، والدكتور عاطف عبيد، عن البترول واقتصادياته وهى رسالة ممتازة.

وبعد- هذه الفترة- تقدم شاب مصرى كان يعمل بإحدى الشركات البترولية العالمية بمصر، برسالة لنيل درجة الدكتوراة.. هنا تذكر الدكتور عاطف صدقى الذى كان رئيساً لوزراء مصر لسنوات أنه قرأ هذه الرسالة- من قبل- ولما تشكك عاد إلى أوراقه وإلى الرسائل التى سبق أن ناقشها.. فتأكدت شكوكه واكتشف أن رسالة هذا الشاب المصرى منقولة، ومسروقة، من رسالة سابقة.. وأخبر الدكتور عاطف عبيد- وهو أيضاً أصبح رئيساً لوزراء مصر- بالقصة كاملة.. وتقرر شطب رسالة هذا الشاب المصرى ومنع مناقشتها.. بل وتقرر منعه من تقديم أى رسالة أخرى لنيل الدكتوراة من الجامعة المصرية.. والغريب أن هذا الشاب ادعى أنه حصل على الدكتوراة من سويسرا وأيضاً من جامعة القاهرة، وقد روى الدكتور عاطف عبيد قصة هذه الدكتوراة المزعومة فى جلساته الخاصة!! نقلاً عن الدكتور عاطف صدقى- رحمهما الله- وكانا من خيرة أساتذة مصر.

■ ■ ■

كل ذلك حدث فى فترة شاعت فيها قصص وحكايات رسائل الدكتوراة وكيف كان الشبان العرب- بالذات فى الدول البترولية- يسعون إلى جامعات مصر من أجل كلمة «الدكتور» التى كانت تشد العقول.. إذ يرون أن هذه الكلمة كانت عبارة عن لافتة، أو وردة، يتزين بها الشباب فى مصر وفى الدول العربية. وكان «صاحبنا هذا الشاب المصرى هو أحدهم.. كما اشتهر منهم- بعد ذلك - الشاب أيمن نور الذى ادعى حصوله على الدكتوراه من إحدى الجامعات بشرق أوروبا.. وما أكثر هؤلاء المدعين، وما أكثر من تم خداعهم داخل مصر.. وأيضاً فى الدول العربية الشقيقة.. ورحم الله «المفكر وصاحب العبقريات عباس محمود العقاد» الذى حصل فقط على الشهادة.. الابتدائية!! ولكنه كان فى مقدمة المفكرين العرب.

■ ■ ■

هذا الدكتور أو المفكر النتّـاش أو أياً كان اللقب الذى يسعى إليه، يدعى دائماً أنه قرأ ٣٢ ألف كتاب.. إذا افترضنا أنه بلغ من السن ٧٠ عاماً، وبدأ القراءة فى العاشرة من العمر، بعملية حسابية بسيطة سنجد أنه على مدى ٦٠ عاماً كان يقرأ ٥٣٣ كتاباً فى العام. بمعدل كتاب ونصف يومياً.. فهل هذا ممكن حتى لو تفرغ للقراءة دون أن ينام أو يأكل؟!.. حتى ادعاءاته مضحكة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية