بمناسبة عيد المعلم المصرى أود أن أرسل باقة من الحب والتقدير إلى كل المعلمين المصريين، إلا أن مشكلة التعليم فى مصر تأبى أن نتغافلها لأنها قائمة بالفعل وتزداد بمرور الوقت، فهى تكمن فى أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين التعليم وبين المكانتين الاقتصادية والاجتماعية اللتين يتطلع إليهما الأفراد، وقد أثرت هذه النظرة على بنيان التعليم ذاته وعلى مناهجه وأساليبه أيضاً، ولا يوجد دليل على ذلك أفضل من جيوش المتعلمين الذين تقذفهم مؤسسات التعليم العالى كل عام وتضخهم فى شرايين المجتمع، وبدلاً من أن تساعد هذه الدماء الجديدة فى تحريك الجسم بصورة أفضل وتدفعه إلى ممارسة دور أكثر ريادة ومنافسة مع المجتمعات الأخرى، نجد أنها تسبب ضغوطاً له وقد تحدث تجلطات واختناقات قد تكون قاتلة!
ربما السبب وراء ذلك هو نظرة المتعلمين أنفسهم إلى التعليم على أنه مجرد طريقة للوصول إلى مكانة اجتماعية مرموقة ووضع اقتصادى مريح، وليس على أنه طريق للتقدم المجتمعى بصورة عامة، ورفع مكانة الأمة، وإعدادها لمواجهة المستقبل بشكل أكثر قدرة وفاعلية.
لذا يجب على مؤسساتنا التربوية والتعليمية أن تعيد تشكيل فكر المتعلمين، وتزرع بداخلهم أفكاراً جديدة تزيد من ولائهم للوطن، وأعتقد أن حصول المعلمين على كادرهم الخاص يعطيهم الدافع القوى إلى إعداد هذه الأجيال الصاعدة، وتجعلهم يرتقون بأهدافهم المستقبلية من وراء التعليم، وبالتالى يتحول التعليم من مجرد كونه سبيلاً إلى الوظيفة، إلى نمط إبداعى يهدف إلى الرقى بالمجتمع!
أحمد مصطفى الغر
كلية الهندسة- طنطا