«أدخنة ونيران وحمم منبعثة من باطن الأرض«لازالت تبحث حتى الأن عن تفسير علمى ،قد يكشف الكثير من الثروات التعدينية التي بالامكان أن تنضم إلى منظومة الاقتصاد الوطنى ففى قرية الهنداو بمركز الداخلة في الوادى الجديد ،ينتاب الأهالى حالة من الحيرة تارة وشىء من الخوف تارة أخرى، بعدما استمر الغموض هو»سيد الموقف«الذي يحيط بهذه الظاهرة التي تتكرر لأكثر من عام في ذات التوقيت على التوالى ،حتى تمكن أحد الأهالى منذ قرابة الشهر على اثارة هذه الظاهرة مرة أخرى عبر شبكات التواصل الاجتماعى ،للوصول إلى تفسير علمى قد يزيح الستار عن العديد من الأسرار ،وذلك بعد أن شاهد الأهالى خروج دخان ساخن من باطن الأرض وظهور ماده تشبه الكبريت على سطح الأرض ،ورصد بعض التغيرات على مدار اليوم بالمنطقه منها تحول لون اللهب إلى اللون الازرق بعد غروب الشمس مباشره ثم تتحول الجمرات الصخرية المشتعلة إلى اللون الاحمر في منتصف الليل ثم يأتي الصباح انشقاق تمام للصخر المشتعل ويصبح رمادا يصاحبه الدخان الكبريتي .
وكانت جامعة الوادى الجديد أول من تحركت للكشف عن حقيقة الظاهرة ،وأرجعت أنه ربما أن الظاهرة قد تكون ناتجة عن عمليه احتراق داخلي بين الطفله والاكسجين والمياه نتج عنه أكسدة للكبريت والتفاعل عمل احتراق أو ما تسمي بالاشتعال الذاتي نظرا لنسبه الكبريت العالية بالطفلة وهي دورة احتراق تظهر في بعض الدول وخاصة في فصل الشتاء ،وتتولى الجامعة التنسيق مع عدد من الجهات لاصدار تقرير علمى لهذه الظاهرة. وذهب البعض لاحتمالية ان تكون المنطقة بها عيون كبريتية درجة حرارتها شديده من الممكن ان تستغل في انتاج الطاقه الكهربائية أما اخر هذه الجهود فكانت لبعثة من معهدالبحوث الفلكية بوزارة التعليم العالى والبحث العلمى بقيادة الدكتور محمد عبدالظاهر،زارت خلالها المنطقة لرصد الظاهرة وتحركاتها على مدار ٣ ايام،
وقال الدكتور محمد عبد الظاهر ، أستاذ مساعد جيوفيزياء بمركز البحوث الفلكية، خلال زيارته للوادي الجديد، إن ما يحدث في المنطقة هو تفاعل كيميائي بين عناصر في التربة ،وتم جمع عينات من المنطقة لتحليلها في معامل متخصصة في القاهرة بحيث يجري التحليل بشكل كيميائي وإشعاعي للكشف عن عناصر مشعة موجودة، وجرى استخدام أجهزة الكشف الجيوفيزيقية بالتقنية المغناطيسية مع فحص ودراسة طبيعة الصخور في المنطقة.
وأشار إلى أن الفحص المبدئي يؤكد وجود طفلة زينية مع طفلة متحولة من بقايا حفرية نباتية مختلطة في تركيب الطفلة، مع وجود طبقات من الطفلة الرملية، المنتشرة في المنطقة، وسيجري الانتهاء من التقرير عقب انتهاء معامل التحليل من تحليل العناصر المتواجدة في صخور المنطقة.
وأوضح أن المنطقة خالية تمامًا من أي صدوع عميقة تصل لباطن الأرض ولم يتم رصد أي نشاط بركاني أو زلزالي بها على الإطلاق.
وأكد محمود مهران أحد الاهالى ومكتشف الظاهرة أنه حتى الأن لم تصدر اية بيانات رسمية وأن معهد البحوث الفلكية أنهى زيارته للمنطقة أمس الجمعة ،واستخدم أحدث الأجهزة للكشف عن الصخور والغازات والأدخنة المنبعثة من باطن الأرض.
وأكد نبيل حنفى رئيس مركز الداخلة في الوادى الجدي أن الجهود العلمية والبحثية مستمرة للكشف عن أسباب ظاهرة «الهنداو» وأن هناك تعاون وثيق بين جامعة الوادى الجديد ومختلف الجهات البحثية والهيئات للوصول إلى تفسير علمى للظاهرة يسهم بشكل كبير في استغلال الثروات التعدينية بهذه المنطقة.