يواصل متحف المجوهرات الملكية في الاسكندرية، عرض الحلقة السادسة من سلسلة مبادرته التثقيفية، بعنوان «بصمات ملكية على أرض الفيروز»، من خلال عرض المنشآت والمبانى التراثية والتاريخية للجمهور، وذلك بعرض قصر وحدائق أنطونيادس.
وقال أحمد عبدالفتاح، عضو اللجنة الدائمة للآثار، أن تاريخ إنشاء حدائق أنطونيادس يرجع إلى عهد البطالمة، حيث تعد من أقدم الحدائق التي أنشأها الإنسان على مستوى العالم، والتي لا تزال قائمة حتى الوقت الحالي، فقد كانت تقع قديماً ضمن ضاحية تسمى (إلزويس) وهي كلمة يونانية تعني جنات النعيم.
وأضاف «عبدالفتاح»، لـ«المصرى اليوم»،أن الحدائق التاريخية عاصرت أحداثاً تاريخية مختلفة؛ وأتى عليها عهد كانت مقسمة إلى قطاعات يملكها قياصرة العالم ( النمسا- روسيا )، ثم أصبحت ملكاً لأحد الأثرياء الاغريق يدعى (باستريه) وقد كانت تعرف بهذا الاسم إلى أن تملكها محمد على باشا وعائلته عام ١٨٢٠ وأقام بها قصراً له، وفي عام ١٨٦٠ طلب الخديوي إسماعيل من الفنان الفرنسي (بول ريتشارد) جعل هذه الحدائق على غرار نموذج قصر فيرساي في العاصمة الفرنسية باريس.
وتابع:«الخديوي اسماعيل قام بتوسعة رقعة الحدائق وزاد من مساحتها بضم العديد من الحدائق الصغيرة إليها، وأمر بتجديد وتجميل الحدائق واستقدم أشجار الصنوبر النادرة ونخيل الزينة والأشجار المعمرة حتى استعادت رونقها لتصبح حدائق أنطونيادس من أشهر مزارات الإسكندرية صيفاً وشتاءً، مثل شجرة التين البنغالي التي وصل عمرها الآن إلى ٥٠٠ سنة».
وعن تصميم القصر والحدائق، قال، أنه يطل القصر بشرفته الأمامية على الحديقة الأمامية، ويمكن من خلال هذه الشرفة مشاهدة جانب كبير من الحدائق، وتضم الواجهة الأمامية تمثال لڤينوس ممسكةً بمرآة وكذلك تماثيل لربات الفصول الأربعة ومن الجهة الجنوبية يطل القصر على الحديقة الخلفية (حديقة الشاي)، تستقبلك الحديقة بتمثالين لأسدين رابضين من المرمر، كما يضم القصر في طابقه السفلي صالات استقبال وقاعة طعام كبيرة وغرفة المكتب والمكتبة، أما الطابق العلوي فيضم جناحان للنوم، وتضم الحدائق العديد من التماثيل النادرة لإعلام أوروبا مثل فاسكو ديجاما، كريستوفر كولومبوس، ماجلان، أدميرال نيلسون.
وأوضح أن القصر شهد العديد من الأحداث التاريخية المهمة مثل، توقيع معاهدة الجلاء في عام ١٩٣٦ بين رئيس حكومة الوفد والحكومة الإنجليزية والتي قضت بالانسحاب من منطقة قناة السويس، غرست على أثرها شجرة رائعة في مدخل القصر سميت (شجرة المعاهدة)، وقضت به الأميرة فوزية فؤاد وزوجها شاه إيران محمد رضا بهلوي الأشهر الأولى من زواجهما، واستضاف فيها الملك فؤاد الأول العديد من ملوك أوروبا، وشهد القصر الاجتماع التحضيري لإنشاء جامعة الدول العربية عام ١٩٤٤.