x

محمد أمين كامب ديفيد.. والعملية «نسر» محمد أمين الإثنين 15-08-2011 08:00


لم يظهر مرشح رئاسى واحد تحدث عن أمن سيناء، ولا ما يجرى هناك من أحداث.. لا عن حرق الأقسام، ولا تحويل المنطقة إلى إمارة سلفية، عاصمتها العريش.. ولا أحد تحدث عن العملية «نسر»، التى استعد لها الجيش لاسترداد هيبة الدولة.. ولا أحد تحدث عن ضرورة تعديل «كامب ديفيد» لحماية أمن سيناء، بلاش إلغائها.. كل المرشحين التزموا بالاتفاقيات والمعاهدات الدولية.. يا سلام!

لا أحد منهم يريد أن يلعب فى هذه المنطقة، ولو على حساب هيبة الدولة المصرية، وكرامتها.. والسبب أنه لا يريد أن يغضب أمريكا، ولا يريد أن يستعدى عليه الأمريكان.. وإن كان المقابل أن يغمض عينيه عن قطعة من لحمه وجسمه.. النغمة واحدة وهى الالتزام بالمعاهدات الدولية، والاتفاقيات الدولية.. وكنت قد استصرخت كل القوى أن تتحرك، ولو بتحريك الجيوش!

وكانت المفاجأة أن الجيش تحرك فعلاً.. فى الوقت الذى ظن فيه البعض أنه محظور على الجيش أن يتحرك.. بمقتضى اتفاقية كامب ديفيد.. خاصة فى المنطقة (ج) التى شهدت الأحداث الرهيبة.. ومن المؤكد أن أمراء السلف كانوا يدركون أنهم بمنأى عن الجيش والشرطة فى هذه المنطقة.. وخاب ظنهم وتجهزت القوات استعداداً للعملية «نسر».. ونزل قائد الجيش الثانى بنفسه!

معنى هذا أن أمن سيناء لا يعترف باتفاقيات ولا بحظر، ولا بمنطقة (ج) ولا بمنطقة (أ).. الأمن أولاً وقبل أى أى شىء.. وقبل أى اتفاقيات.. لم يقل أحد بإلغاء «كامب ديفيد».. لكن لم تقل «كامب ديفيد»، أن نترك أرضنا وأمننا للكلاب المسعورة تارة.. ولأمراء السلف تارة أخرى.. وهذا هو ما لم يفهمه مرشحو الرئاسة.. الذين يلعبون فى المضمون فقط، ويحسبون الحسابات من الآن!

تساءلت منذ أيام: من الذى يصرف العفريت؟.. وكيف خرج من القمقم؟.. لماذا ظهر فى سيناء؟.. لماذا لا يضم التنظيم كل القوى السياسية؟.. من يضمن ألا تصبح إمارة إسلامية؟.. ما علاقة حماس بما يجرى؟.. وما علاقة ما حدث منذ أيام من اقتحام قسم العريش بما انتهى إليه قرار السلفية؟.. أين الدولة المدنية التى قامت الثورة من أجلها؟.. ومتى يتحرك المجلس العسكرى قبل فوات الأوان؟!

وكان المجلس العسكرى عند حسن ظننا به.. وراح إلى هناك يرد كرامة الدولة ويرد هيبتها.. الدول لا تعرف القصعة، ولا تعرف تبويس اللحى.. ولا ينبغى أن يكون اللين فى موضع الشدة.. كما لا ينبغى أن يكون اللين هو سمة هذه الحكومة فى وقت ثورة.. ومن هنا وجدنا اللواء فريد حجازى، قائد الجيش الثانى، جنباً إلى جنب قادة الشرطة، وعلى رأسهم اللواء أحمد جمال الدين، مدير الأمن العام!

فلا منعت «كامب ديفيد» وجود الجيش ولا ينبغى.. المهم متى يتحرك الجيش ومتى يكون تحركه مقنعاً للطرف الآخر؟.. هل يتحرك للحرب أم لتأمين المنطقة وحماية الاستقرار فيها؟.. هذا هو السؤال الذى لا يفهمه معظم مرشحى الرئاسة الملتزمين بالاتفاقيات والمعاهدات الدولية.. فالمجلس العسكرى أيضاً ملتزم.. لكنه يلتزم أكثر بتأمين البلاد.. ويلتزم أكثر باستقرار سيناء!

إسرائيل ليست «بعبع».. ولا اتفاقية كامب ديفيد قيد لا نتجاوزه.. ولا أفهم هذه المقولة الببغاوية، التى يرددها المرشحون للرئاسة.. ولا أفهم ما معنى أن يقول البعض: لازم تشيلوا «كامب ديفيد» من دماغكم؟.. مع أن «تل أبيب» نفسها لا مانع لديها من التفاوض والنقاش من أجل الأمن والاستقرار.. ومع أن السفير الأمريكى فيلتمان قال: «أمريكا ترحب بالتفاوض حول أمن سيناء.. وإمكانية تعديل كامب ديفيد وارد»!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية