x

«أسوشيتد برس»: تركيا تقرّ بتفشٍ واسع لكورونا

الأحد 29-11-2020 18:48 | كتب: بسام رمضان |
وزير الصحة التركي - صورة أرشيفية وزير الصحة التركي - صورة أرشيفية تصوير : اخبار

أفادت وكالة «أسوشيتد برس» بأن تبديل تركيا طريقة احتسابها الإصابات اليومية بفيروس «كورونا» المستجد، أكد ما تشتبه فيه هيئات طبية وأحزاب المعارضة منذ فترة طويلة، وهو أن البلاد تواجه زيادة مقلقة في الإصابات بالوباء، تستنفد بسرعة نظامها الصحي.

جاء ذلك بعدما استأنفت الحكومة قبل أيام، الإبلاغ عن كل الاختبارات الإيجابية للفيروس، بدل الاكتفاء بعدد المرضى الذين يُعالجون من أعراضه، ما رفع عدد الإصابات اليومية إلى أكثر من 30 ألفاً. وبذلك باتت تركيا واحدة من أكثر البلدان تضرراً في أوروبا، بعدما كانت واحدة من أقلّها في هذا الصدد.

وأشارت «أسوشيتد برس» إلى أن ذلك لم يكن مفاجئاً لـ «الجمعية الطبية التركية»، التي حذرت منذ أشهر من أن الأرقام السابقة للحكومة «كانت تخفي خطورة انتشار الجائحة»، وأن «الافتقار إلى الشفافية كان يساهم في زيادة الإصابات». ومع ذلك، تؤكد الجمعية أن أرقام الحكومة لا تزال منخفضة، مقارنة بتقديراتها لما لا يقلّ عن 50 ألف إصابة جديدة يومياً.

وأضافت الوكالة أن أي دولة لا يمكنها الإبلاغ عن أرقام دقيقة حول تفشي «كورونا»، إذ أن اكتشاف الحالات متعذر لدى كثيرين من المصابين من دون أعراض ظاهرة. لكن طريقة الاحتساب السابقة جعلت تركيا تبدو أفضل حالاً نسبياً، مقارنة بدول أخرى، مع تسجيل حالات جديدة يومية، أقلّ بكثير من تلك المبلغ عنها في بلدان أوروبية، بما في ذلك إيطاليا وبريطانيا وفرنسا.

لكن ذلك تغيّر الأربعاء الماضي، بعدما زاد عدد الحالات اليومية في تركيا 4 مرات تقريباً، من نحو 7400 إلى أكثر من 28 ألفاً.

ونقلت «أسوشيتد برس» عن سيبنيم كورور فينجانجي، رئيسة «الجمعية الطبية التركية»، قولها إن «مستشفيات البلاد تعمل فوق طاقتها، وطاقمها الطبي منهك». كما أن «المتتبعين، الذين يُنسب إليهم الفضل في كبح تفشي الجائحة، يكافحون لتتبع انتقال العدوى». وتحدثت عن «عاصفة مثالية»، علماً أن الجمعية التي ترأسها تعرّضت لهجوم من أردوغان وحلفائه القوميين، إثر تشكيكها بأرقام الحكومة وتعاملها مع «كورونا».

ورغم أن وزير الصحة التركي فخر الدين خوجة، حدّد معدل إشغال أسرّة غرف العناية المركزة بنسبة 70 في المئة، تشير إبرو كيرانير، التي ترأس «جمعية ممرضات العناية المركزة» في إسطنبول، إلى أن أسرّة العناية المركزة في مستشفيات المدينة ممتلئة تقريباً، مضيفة أن الأطباء يجهدون لإيجاد غرف لمرضى في وضع حرج.

وتابعت أن هناك نقصاً في عدد الممرضين، كما أن طاقم التمريض منهك. وقالت كيرانير في تصريحات لـ«أسوشيتد برس»: «لم يتمكّن ممرضو وحدة العناية المركزة من العودة إلى حياتهم الطبيعية منذ مارس. أطفالهم لم يروا منذ أشهر وجوههم من دون كمامات».

أردوغان ينتقد
لكن الرئيس التركي طيب رجب أردوغان، اعتبر أن «لا مشكلة» في ما يتعلّق بقدرات المستشفيات، وبرّر زيادة عدد الإصابات بتلكؤ مواطنين في وضع الكمامات، علماً أن ذلك إلزامي، وفي التزامهم بقواعد التباعد الاجتماعي.

واعتبرت «أسوشيتد برس» أن تجميد تركيا الشهر الماضي إجازات العاملين في قطاع الرعاية الصحية، وحظرها مؤقتاً الاستقالات والتقاعد المبكر أثناء الجائحة، يؤشران إلى خطورة تفشي الفيروس، علماً أن حظراً مشابهاً فُرض لثلاثة أشهر في مارس الماضي.

وارتفعت الوفيات اليومية الرسمية بالفيروس بشكل ثابت، مسجلة أرقاماً قياسية، وبلغت 13 ألفاً و373 السبت، مع 182 حالة وفاة جديدة، علماً أن تركيا تلقت سابقاً إشادات لتقليصها عدد الوفيات.

لكن هذه الأرقام القياسية لا تزال تثير جدلاً، إذ قال رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، وهو قيادي في «حزب الشعب الجمهوري» المعارض، إن 186 شخصاً توفوا نتيجة أمراض معدية، في المدينة في 22 نوفمبر، علماً أن الحكومة أعلنت في اليوم ذاته وفاة 139 شخصاً بالفيروس في تركيا بأكملها. وأشار إلى أن المدينة التي يقطنها 15 مليون فرد، تشهد يومياً نحو 450 دفناً، مقارنة بمعدل 180-200 في نوفمبر 2019.

وتابع إمام أوغلو: «لا يمكننا التغلّب على تفشي الفيروس، إلا من خلال عملية شفافة.. أعلنت روسيا وألمانيا ارتفاع حصيلة القتلى لديهما. هل فقدت ألمانيا بريقها؟ هل انهارت روسيا»؟.. لكن وزير الصحة على الجانب الآخر، رفض مزاعم إمام أوغلو، قائلاً: «أريد أن أؤكد أن كل الأرقام التي أُورِدها، دقيقة».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية