افتتحت الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، متحف الفن المصري الحديث بعد إعادة تطويره وتحديث سيناريو العرض المتحفي بحضور الدكتور خالد سرور رئيس قطاع الفنون التشكيلية، الدكتور هشام عزمي أمين عام المجلس الاعلى للثقافة الدكتور مجدي صابر رئيس دار الاوبرا المصرية، الدكتور الدكتورة سعاد شوقي رئيس قطاع العلاقات الثقافية الخارجية وعدد من الفنانين والإعلاميين.
وقالت «عبدالدايم» إن اعادة افتتاح متحف الفن المصري الحديث باعتباره احد اهم المتاحف في الوطن العربي بعد تطويره وتحديث سيناريو عرض مقتنياته يأتي انطلاقاً من أهمية وقيمة الفنون وتأثيرها الإيجابي على بناء الشخصية المصرية، وأضافت أن المتاحف تلعب دورا هاما في توثيق وصون ذاكرة المجتمعات والهوية التراثية، وأشارت أن سيناريو العرض يضم مقتنيات تقدم صورة بانورامية للأعمال الإبداعية منذ بدايات القرن العشرين، كما قررت فتح ابوابه للجمهور بالمجان حتى نهاية شهر ديسمبر المقبل ودعت كافة فئات المجتمع المصري لزيارة المتحف بعد تطويره للاستفادة مما يعرضه من كنوز فنية.
من جهته، قال الدكتور خالد سرور إن إعادة افتتاح المتحف يُمثل حدثاً بارزاً يحمل في طياته رسالة تنويرية ملهمة تؤك ريادة مصر الحضارية، ليسجل هذا المتحف مجداً جديدا في سجلات الفن التشكيلي المصري ومبدعيه مشيرا أن سيناريو العرض يضم اعمال فنانين ما بين عامي ١٨٨٧ وحتى عام ١٩٧٥ إلى جانب اعمال الفنانين المعاصرين واوضح أن المتحف يستعيد كامل مساحته التي أُغلقت منذ 2010 بعد أن تم افتتاحه جزئياً في 2014 ثم غلقه مرة أخرى.
يذكر أن المتحف يقع داخل حرم ساحة دار الأوبرا المصرية، ويُعد من أهم وأبرز المتاحف في مصر، ويضم أعمالاً فنية متميزة من مختلف الأجيال والحقب الزمنية، حيث تعود الفكرة لإنشاء متحف يضم روائع الفنون إلى عام 1927 بعدما نجح محمود خليل في إقناع السراى بإصدار مرسوم ملكي بتشكيل لجنة استشارية لرعاية الفنون الجميلة، حيث أوصت اللجنة بإنشاء متحف الفن الحديث بالقاهرة، حيث يضم مقتنيات وزارة المعارف مما تقتنيه من صالون القاهرة السنوي، الذي تنظمه جمعية محبي الفنون الجميلة، وفي نفس العام تم تجميع الأعمال في قاعة صغيرة بمقر جمعية محبي الفنون الجميلة بشارع الجمهورية حالياً، ثم انتقلت إلى موقع متحف الشمع الذي أنشأه فؤاد عبدالملك سكرتير جمعية محبي الفنون الجميلة، ليصبح أول مبنى يحمل أسم متحف الفن الحديث بمصر.
ثم نقلت وزارة المعارف المتحف (حيث كان يتبعها قبل إنشاء وزارة للثقافة) إلى مقر آخر في شارع البستان، وذلك في فبراير 1963، ثم انتقل المتحف بعد ذلك إلى قصر الكونت «زغيب» بجوار قصر هدى شعراوي في شارع قصر النيل، وشغل المتحف 44 غرفة من القصر، بالإضافة إلى المدخل والممرات، وفي نفس العام أُغلق المتحف حيث تم هدم مبناه العريق والمكتبة الملحقة به، وفي عام 1966 انتقلت المجموعة المصرية من مقتنيات المتحف إلى مقر مؤقت في فيلا إسماعيل أبوالفتوح بميدان فيني بالدقي، بينما انتقلت أعمال الأجانب إلى متحف الجزيرة للفنون، وفي عام 1983 تم تخصيص سراي 4 في ساحة الأوبرا الجديدة لتكون مقراً جديداً ودائماً لمتحف الفن الحديث وهو المقر الحالي كأحد منابر الفنون والتنوير التابعة لوزارة الثقافة ممثلة في قطاع الفنون التشكيلية.
يذكر أن أهم ما شملته أعمال تطوير المتحف تمثلت في تحديث منظومة الأمن والمراقبة، وكذا أعمال التوصيف والتسجيل الدقيق دفترياً وإلكترونياً، أنظمة الكهرباء، بجانب سيناريو العرض المتحفي الذي أشرفت عليه لجنة متخصصة برئاسة الدكتور حمدي عبدالله ضمت نخبة من الأساتذة والفنانين ليُشكل بحق سجلاً بصرياً لتاريخ الحركة التشكيلية المصرية الرائدة.