قال النائب العام المستشار حماده الصاوي، «رأيت بنفسي عبارات جرى كتابتها على مواقع التواصل الاجتماعي ثم حذفها على وجهِ السرعَةِ خشيةَ أنْ تلتقطَها «إدارةُ البيانِ» و«وحْدةُ الرَّصْد»، والتي كان هدف إنشائها العدالةَ الناجزةَ، وإعطاءِ المجتمعِ حقَّهُ أن يَعيشَ في بيئةٍ تُناسبُ أخلاقَهُ وقيمَهُ ومبادِئَهُ».
وجاء ذلك خلال حديث النائب العام إلى أعضاء النيابة العامة بدائرة نيابة استئناف الإسكندرية، وإلى سائر الأعضاء على مستوى الجمهورية.
كما وجه عدة رسائل عامة كان نصها كالتالي:
«أقول لكم منَ القلبِ: إنّي سعيدٌ جدًّا بالمستوى الذي آلَتْ إليه «النيابةُ العامةُ» في الفترةِ الحاليَّةِ، وستكونُ سعادتي أكبرَ في الفترةِ القادمَةِ لوِ استوعَبَ كلٌّ مِنَّا حجمَ الرسالةِ التي أرادَ اللهُ لنا جميعًا أن نؤديَها، وهي رسالةٌ ما أثقَلَها، ولكنْ ما أعظمَ ثوابَ مَن أحسَنَ أداءَهَا».
وقال «سمعتمْ جميعًا في بدايةِ حديثِنَا الآيةَ الكريمةَ تأمرُنا بأنْ نحكُمَ بالعدلِ بينَ الناسِ، والحكمُ بالعدلِ بين الناسِ ليس لقاضٍ على منصةِ القضاء فقط، ألَيْسَ تصرُّفُكَ في محضرٍ تصرفًا سليمًا يُعطي كلَّ ذِي حقٍّ حقَّهُ حكمًا بالعَدْلِ؟ أليسَ التحقيقُ الفنيٌّ عالي المستوى هو حكمٌ بالعَدْلِ؟ أليسَ تصرُّفُكَ في محضرِ حيازَةٍ لمن طُردَتْ مِن مسكَنِهَا وتنتظرُ قرارًا سريعًا لتعودَ إليْهِ هو حكمٌ بالعدلِ؟ وفي انتقالِكَ على وجهِ السرعَةِ إلى مسرحِ الجريمةِ وبحثِكَ عنْ أدلَّةٍ لإعطاءِ الحقوقِ لأصحابِهَا، أليسَ ذلكَ حكمًا بالعدل؟ هكذا أرادَ اللهُ لنا في رسالةٍ ما أعظمَ ثوابَها إذا ما أحسَنَّا أداءَهَا».
وتابع «أدعو الجميعَ أن يُعمِلَ مشاعرَهُ ويَسأَلَ نفسَهُ: ماذا لو كنتُ مكانَ المجنيِّ عليه؟ ماذا لو كانَ قريبًا لك؛ أخًا أو أختًا، أبًا أو أمًّا؟ كيفَ سيكونُ شعورُكَ وتصرفُكَ إذا تأخَّرَ أخذُ الحقِّ وتحقيقُ العدلِ؟ إنَّ الأمرَ يتطلَّبُ منَّا جميعًا أن نُعملَ مشاعرَنا، وأنْ نعيشَ ونشعرَ بحالاتِ المجنيِّ عليهم، تلك هي العدالةُ الناجزَةُ».
وقال «تتحقَّقُ العدالَةُ الناجزةُ حينما نتصرَّفُ في قضيَّةٍ على وجْهِ السرعَةِ، ونُقدمُ المتهمَ فيها إلى المحاكمَةِ الجنائيَّةِ العاجلَةِ؛ ليشعُرَ المجتمعُ بسيادةِ القانون، وبالعدالةِ الناجزَةِ، فهذا هو الهدفُ من عملِ»النيابَةِ العامَّةِ«.
وأردف «تابعتمْ مواقِعَ التواصلِ الاجتماعيِّ ورُدُودَ فعلِ البعضِ فيها بعدما تولَّتِ «النيابَةُ العامةُ» التحقيقَ في جرائمَ ارتُكبتْ خلالَها، كنتُ أرى بنفسي عباراتٍ مكتوبةً تُحذَفُ على وجهِ السرعَةِ خشيةَ أنْ تلتقطَها إدارةٌ أُنشئتْ بمكتب «النائب العام»؛ هي «إدارةُ البيانِ» و«وحْدةُ الرَّصْد» فيها، وهذا التصدي الذي قُمْنا به لم نقصدْ منه إلَّا العدالةَ الناجزةَ، عدالةً في إعطاءِ المجتمعِ حقَّهُ أن يَعيشَ في بيئةٍ تُناسبُ أخلاقَهُ وقيمَهُ ومبادِئَهُ،
على كُلٍّ منَّا أن يُحسنَ إدارةَ نفسِهِ، وليسَ الأمرُ صعبًا، فلوِ اتَّسمْتُمْ بالسِّمَاتِ القضائيَّةِ وحرصتُمْ على قيمِ وأخلاقِ القضاءِ ستنجونَ بأنفُسِكُم، وتصبحونَ قادةً في المستقبل تستحقونَ الرِّيَادةَ«.
«أرَى في كلِّ فردٍ من حضراتِكُم شخصَ النائبِ العامِّ في المستقبلِ، كلُّ ما أطلبُهُ أنْ تستوعِبُوا حجْمَ رسالتِكُم وأنْ تُحسنُوا إدارةَ أنفسِكُم؛ فحجمُ الرسالَةِ أنها سامِيَةٌ، وحُسْنُ إدارةِ أنفسِكُم بالإعدادِ الفنيِّ والإداريِّ الجيِّدِ، وأنْ تكونوا قدوةً لكلِّ مَن يتعاملُ معكم».
وأنهى كلامه قائلا: «إنَّ بلدَنا تستحقُّ أنْ تكونَ «النيابةُ العامَّةُ» على نحوِ ما يأملُهُ المجتمعُ فيها».