استقبل السيد القصير، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، جوزفين لاجو، وزيرة الزراعة والأمن الغذائي بدولة جنوب السودان، والوفد المرافق لها بحضور المهندس مصطفى الصياد، نائب وزير الزراعة للثروة الحيوانية والسمكية والداجنة، وذلك بحضور الدكتور جون أوجوتو، وكيل وزارة الزراعة للأمن الغذائي في جنوب السودان، والسفيرة مارجريت دانيال، من وزارة الخارجية، ومن وزارة الزراعة الدكتور سعد موسى، المشرف على العلاقات الزراعية الخارجية، والدكتور ماهر المغربي، المدير التنفيذي للمزراع المصرية في أفريقيا، وبعض قيادات وزارة الزراعة في البلدين.
وقال «القصير» في تصريحات صحفية، عقب الاجتماع، إن هناك توجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسي بوضع كل إمكانيات وزارة الزراعة في خدمة الاشقاء بجنوب السودان، مُوضحًا أنه بحث مع نظيرته آفاق التعاون الزراعي بين البلدين، والمجالات التي يمكن أن تدعم بها مصر دولة جنوب السودان، مثل، التدريب وبناء القدرات في المجالات والأنشطة الزراعية المختلفة، والبحوث التطبيقية خاصة أن مصر تملك أقدم مركزين للبحث العلمي الزراعي في المنطقة.
وأضاف وزير الزراعة أن التعاون الثنائي يشمل أيضًا إنشاء بعض المزارع المصرية النموذجية المشتركة في جنوب السودان، سواء كان في مجال الثروة الحيوانية والسمكية والداجنة أو إنشاء مزرعة للمحاصيل والبساتين، بالإضافة إلى التعاون في مجال تحسين السلالات الحيوانية والقيمة المضافة للمحاصيل الاستراتيجية والميكنة الزراعية والأسمدة والتقاوي وتدريب المبعوثين.
وأوضح «القصير»، أنه يمكن تقديم الدعم للأشقاء بجنوب السودان في مجال الأمصال واللقاحات، بهدف تنمية الثروة الحيوانية، وكيفية بناء قدرات المرأة والشباب وتحقيق التنمية المستدامة للمناطق الريفية والأقل نموًا ودخلا، بالإضافة إلى كيفية الاستفادة من تجربة مصر في الاقتصاد الزراعي وتدريب العاملين في المجال المصرفي الزراعي بمشاركة البنك الزراعي المصري وإقراض المزراعين وأصحاب الأنشطة الصغيرة.
ولفت الوزير إلى أن هناك نقاط كثيرة مشتركة، وتم الاتفاق على تشكيل مجموعتي عمل من البلدين لمناقشة ملفات التعاون ووضعها في إطارها التنفيذي في القريب العاجل، ودعم القيادة السياسية في الدولتين الشقيقتين يدفعنا جميعًا لتعميق العلاقات وزيادة التبادل التجاري من السلع الزراعية بين البلدين، وإقامة مشروعات مشتركة، ومساعدة الأشقاء في جنوب السودان واجب علينا لأننا بلد واحد وتجمعنا كثير من الروابط التاريخية والسياسية والمصالح المشتركة.
وأضاف «القصير» أن لدى مصر تجربة تحتذى في مجال المشروعات القومية المرتبطة بالزراعة والصوب الزراعية والثروة السمكية والحيوانية والتكنولوجيا الجديدة في الزراعة والتطور الهائل الذي شهدته مصر في الفترة الأخيرة سوف نسعى إلى نقله لأشقائنا في دولة جنوب السودان وتقديم كل ما نملك من دعم ومساعدات.
من جانبها، أعربت جوزفين لاجو، وزيرة الزراعة والأمن الغذائي بجنوب السودان، عن سعادتها بوجودها في بلدها الثاني مصر، وأكدت أن العلاقة بيننا تاريخية، وممتدة لسنوات عديدة، كما توجد علاقة ثقافية منذ 1970، حيث كانت مصر أول بلد في أفريقيا تستقبل طلبة من جنوب السودان للدراسة في مصر.
وأضافت أن هناك عدد كبير من القيادات الحالية بدولة جنوب السودان أكملوا دراستهم في مصر، وأصبحوا الآن مسؤولين عن إدارة عدد كبير من المؤسسات الهامة في دولة جنوب السودان، موجهة بالشكر لمصر والمصريين للكرم الزائد والدعم الدائم لجنوب السودان.
وأوضحت وزيرة الزراعة والأمن الغذائي بجنوب السودان أنه تم بحث أوجه التعاون فيما يتعلق في نقل التكنولوجيات الزراعية من مصر في ظل التحديات الزراعية التي تواجهها بلادها رغم أن جنوب السودان تمتلك مساحات شاسعة من الأراضي الصالحة للزراعة، والتي قد تصل لملايين الهكتارات وكميات من الأمطار كافية وكذلك موارد بشرية كبيرة.
وأشارت جوزفين لاجو إلى أن رغم هذه الثروات الطبيعية إلا أن جنوب السودان تنتج كميات قليلة من المنتجات الزراعية، ولا يمكن استخدام كل هذه الموارد في دولة جنوب السودان كفرص لتطوير قطاع الزراعة، لافتة إلى أهمية نقل الخبرات المصرية في مجال الزراعة.
وأوضحت أنها ستقوم بزيارة عدد من المواقع الانتاجية وقطاعات مختلفة منها ما هو مخصص للإنتاج الحيواني والألبان والاستزراع السمكي، مشيرة إلى ضرورة رفع القدرات للكوادر الجنوب سودانية بارسال عدد من المتخصصين للتدريب في مصر على التكنولوجيات الزراعية الحديثة.