لم يتمكن المشاركون في الصراع الليبي من الاتفاق في سياق الحوار السياسي، مما قد يشعل مزيداً من توتر العلاقات بين الأطراف الليبية، وقريبًا قد يؤدي إلى تجدد المواجهة بين حكومة الوفاق الوطني والجيش الوطني الليبي.
يعتقد خبراء سياسيون وطبقا لوسائل اعلام ليبية منها الوكالة الليبية والأيام والساعة ٢٤ أن ليبيا يمكن أن تطغى عليها سلسلة جديدة من الاشتباكات المسلحة بين ميليشيات حكومة الوفاق الوطني وقوات الجيش الوطني الليبي. والسبب الرئيسي هو أن الأطراف فشلت في التوصل إلى اتفاق مشترك خلال المنتدى السياسي الليبي في تونس، وبما أن مصير ليبيا النهائي لا يزال غير مفهوم كما كان قبل تطبيق وقف إطلاق النار، فإن احتمالية الاشتباكات العسكرية بين أطراف النزاع تزداد يوما بعد يوم.
كان على المشاركين في المنتدى السياسي الليبي حل القضايا الرئيسية لليبيا، وهي: تشكيل حكومة موحدة جديدة في البلاد، واختيار المرشحين للمناصب الجديدة، وإنشاء مؤسسات سياسية موحدة، إلى جانب تحديد موعد الانتخابات لمنصب رئيس الدولة. ومع ذلك، وبسبب الخلافات العديدة، لم يتمكن المشاركون في المنتدى من التوصل إلى اتفاق، في غضون أسبوعين من الحوار فقط تم الإتفاق على تحديد موعد الانتخابات، ولم يتم النظر في قضايا الملحة الأخرى. في هذا الصدد، قد تكون اتفاقية وقف إطلاق النار، التي وقعها المشاركون في الصراع الليبي في سبتمبر من هذا العام، في خطر.
وقالت مصادر إن سبب آخر قد يؤجج مواجهة بين حكومة الوفاق الوطني والجيش الوطني الليبي ألا وهو المرتزقة السوريون والأتراك، الذين لم يغادروا الأراضي الليبية بعد.
وتفيد مصادر مختلفة بأن الميليشيات التابعة لحكومة الوفاق الوطني طردت أكثر من 50 عائلة ليبية غربي العاصمة طرابلس، وقامت باحتلال منازلهم ووضع المرتزقة فيها، في حين أنه لا يبدو أنهم سيغادرون البلاد.
يُذكر أنه في ليبيا، لا يزال هناك عدد كبير من المرتزقة الذين جلبتهم تركيا من إدلب. فقد وصل مقاتلون مسلحون إلى طرابلس لمساعدة حكومة الوفاق في الحرب ضد الجيش الوطني الليبي، لكن حتى بعد توقيع اتفاق الهدنة، لم يغادروا البلاد. علاوة على ذلك، ذكر المتحدث الرسمي باسم الجيش الوطني الليبي أحمد المسماري مرارًا وتكرارًا أن الجماعات المسلحة الموالية لحكومة الوفاق الوطني واصلت مهاجمة الجيش الوطني الليبي حتى أثناء وقف إطلاق النار. وتؤكد هذه التقارير أيضًا تصريحات خبراء سياسيين واثقين من أن مواجهة جديدة بين الجيش الوطني الليبي وحكومة الوفاق الوطني أمر لا مفر منه وسيقع قريبا .
بعد الاشتباكات الجديدة، من المتوقع أن تتفاقم الأزمة الاقتصادية في البلاد مرة أخرى، مما سيؤثر على حياة العديد من الليبيين. الخبراء واثقون من أن موجة جديدة من الهجرة ستتبعها. وفي الوقت الحالي يغادر آلاف الليبيين منازلهم ويهربون إلى دول الجوار وأوروبا، ومعهم مرتزقة سوريون لا يريدون البقاء في ليبيا ويقومون بالاتجاه نحو الغرب. وقد يواجه الغرب غير المحصن مرة أخرى موجة جديدة من اللاجئين التي ستطغى عليه في المستقبل القريب.