اتهمت الصين إيطاليا بأنها المصدر الذي انطلق منه وباء كورونا القاتل، حيث تزعم أن دراسة إيطالية، أجراها معهد السرطان الإيطالي تثبت ذلك .
وقالت صحيفة «زا صن» البريطانية في تقرير لها اليوم الخميس إن اتهام الصين لإيطاليا يأتي عقب دراسة إيطالية تدعم التخمينات التي تنوه إلى أن الفيروس كان ينتشر خارج الصين في وقت أسبق مما كان متصورا .
وأشارت التقرير إلى أن أولى الحالات التي جرى تسجيلها في بداية ديسيمبر 2019، كانت في مدينة وهان الصينية، والتي اعتبرها كثير من الخبراء مركزا لتفشي الوباء .
لكن الدراسة التي نشرها معهد السرطان الإيطالي، تشير إلى أن هناك أجساما مضادة «مُحيّدة» للمرض ظهرت في عينات الدم المأخوذ من مرضى أصحاء في إيطاليا أثناء فحص تجربة فحص لسرطان الرئة، وذلك في أكتوبر العام الماضي .
ولفت تقرير الصحيفة إلى أن هذه الدراسة دفعت وسائل الإعلام الصينية الرسمية إلى إصدار سيل متدفق من التقارير التي تبرئ الصين من اللوم على تسببها في تفشي الوباء والذي قتل حتى الآن 1.3 مليون شخص ودمر الاقتصاديات حول العالم .
وقال المتحدث باسم وازرة الخارجية الصينية زاو ليجان إن ذلك يوضح مرة أخرى أن تعقب مصدر المرض هو مسألة علمية معقدة، مضيفا أن مزيدا من تحليل أصل المرض يجب أن يترك للعلماء، منوها إلى أن هذا مصدر الوباء قد يضم دولا عديدة .
واستدرك التقرير بأن أحد الخبراء الإيطاليين، المشارك في الدراسة، قال لصحيفة «التايمز» البريطانية «نحن نعلم أن الصين أجلت الإعلان عن تفشي الوباء وأن الفيروس بدأ في الصين، وهو مالم تنطوى عليه نتائج الدراسة .
وقال جوفاني أبولوني، بالمعهد الوطني للسرطان بميلانو :«ليس هناك تصريحات عن موعد ظهور الفيروس هناك، والصين لديها علاقات تجارية قوية للغاية مع شمال إيطاليا .
وأضاف التقرير أنه إذا ثبت أن بيانات معهد السرطان الإيطالية صحيحة، فإنها سوف تغير تاريخ الوباء وتثير أسئلة حول متى ومن أين انتشر الفيروس .
غير أن عديدا من العلماء حثوا على ضرورة توخي الحذر، قائلين إن هناك حاجة لمزيد من الاختبارات، في حين أن جميع المرضى الذين شملتهم الدراسة لم تكن عندهم أعراض ظاهرة بالمرض رغم أن معظمهم كانوا من المدخنين وتتراوح أعمارهم ما بين 55و 65 عاما .
وذكر تقرير الصحيفة أن أول حالات الإصابة بكوفيد-19 ظهرت في إيطاليا يوم 21 فبراير الماضي في مدينة صغيرة بالقرب من ميلانو، شمال إقليم لومبلادي الشمالي .
غير أن آخر النتائج التي توصل إليها الباحثون الإيطاليون، والتي رحبت بها الصين، توضح أن 11.6% من 959 من المتطوعين الأصحاء في تجربة فحص السرطان في الفترة ما بين سبتمبر 2019 ومارس 2020، كان عندهم علامات على أنهم واجهوا فيروس كورونا بالفعل .
بينما أجرى فحص آخر للأجسام المضادة في جامعة «سيينا» الإيطالية لصالح الدراسة البحثية ذاتها، والتي أوضحت أن أن الأجسام المضادة كانت قادرة على قتل الفيروس في ست حالات مصابة .
لكن بعض الخبراء شككوا في تأثير هذه النتائج، حيث أكد أستاذ علم الإحياء بجامعة تمبل ببنسلفانيا الأمريكية، إنريكو بوتشي، أن الدليل الذي يدعم مثل هذا الزعم «الاستثنائي» ليس دامغا .
وأعرب آخرون، حسب التقرير، عن تشككهم مشيرين إلى أن اختبارات الأجسام المضادة ربما كانت تكشف عن وجود أجسام مضادة لأمراض أخرى.
ولفت التقرير إلى إن بكين ألقت باللوم في وقت سابق على إسبانيا قائلة إنها تسببت في تفشي كوفيد-19 في جميع أنحاء العالم، وذلك كي تتفادى هي تحمل اللوم، بينما تصر على أن الصين ليست متورطة في هذا الفيروس.