بعدما أعلنت شركتا فايزر، وبايونتك، عن توصلهما للقاح ضد كورونا، فعال بنسبة 90%، جاءت شركة موديرنا الأمريكية، لتعلن عن توصلها للقاح مؤثر وفعال وآمن لزيادة مناعة جسم الإنسان ضد فيروس كوفيد- 19 بنسبة فاعلية 94.5%.
ويرى الدكتور محمد إبراهيم بسيونى، عميد طب المنيا السابق، وأستاذ المناعة، أن اللقاح الأمريكى الجديد قائم على نفس المبدأ العلمى، الذى قام عليه لقاح فايزر الأول، وذلك باستعمال المادة الوراثية الفيروسية من نتوءات البروتين (بروتين S) المتواجدة على سطح الفيروس ونقلها إلى خلية الإنسان لغرض إنتاج الأجسام المناعية فى الدم، وبالتالى إكساب الشخص المستوى المطلوب من المناعة، مما يقلل من نسبة الإصابة بالمرض بما يقرب من 94%.
وعن مميزات اللقاح الجديد، أوضح «بسيونى» أنه من الملاحظ فى اللقاح الجديد، والذى يعطى على جرعتين، حيث تمت تجربته فى المرحلة الثالثة على 30 ألف متطوع، أنه يمكن حفظه لمدة شهر كامل بدرجة حرارة بين 2 و8 درجة مئوية، وهى درجة يمكن توفرها فى دول العالم، عكس لقاح شركة فايزر والذى يعتبر غير ثابت كيميائيا، وبالتالى لا يمكن حفظه إلا تحت درجة حرارة تقل عن الصفر بـ80 درجة مئوية. ومع هذا تقول الشركة المنتجة لهذا اللقاح الجديد، إنها لا يمكنها تسويقه خارج أمريكا هذا العام، لقلة الإنتاج. كما أنها مازالت تنتظر نتائج السلامة النهائية للقاح مما ستكشف عنه منظمة الغذاء والدواء الأمريكية الرسمية قريبا، ويبلغ سعر اللقاح الجديد بين 38 و45 باوند إنجليزى، فى حين أن لقاح فايزر بـ30 باوند.
وقال أستاذ المناعة إن هناك لقاحات أخرى بأسعار تقل كثيرا عن ذلك، ومازال العالم ينتظر نتائجها بلهفة، منوها بأن كل ذلك من المفيد فى العلم، فقد تكون هناك حاجة لأكثر من لقاح ضد الكورونا ليتم تلقيح أغلب سكان المعمورة به، وإكساب أجسامهم المستوى اللازم من المناعة. فقد يعمل لقاح معين على أجسام الكبار فى السن، فى حين يعمل آخر على أجسام الأطفال وهكذا، مضيفا أن جهود العلم والعلماء الحثيثة لابد أن تثمر، خاصة أن استثمارا دوليا غير مسبوق قد تم فعلا خلال الأشهر الأخيرة الماضية، مما سيترك آثاره الإيجابية على مسيرة العلم لسنوات كثيرة مقبلة.