x

سمير فريد الحوار مع «فيلدرز» وإبلاغه سمير فريد الثلاثاء 05-07-2011 08:00


رأت محكمة أمستردام يوم الخميس 23 يونيو 2011 أن بعض تصريحات جيرت فيلدرز، زعيم اليمين المتطرف فى هولندا، الملاحَق بتهم التحريض على الكراهية والتمييز العنصرى ضد المسلمين كانت مهينة وصادمة إلا أنها تندرج فى إطار نقاش سياسى واجتماعى فى مجتمع متعدد الثقافات، وبذلك تمت تبرئة «فيلدرز» من كل التهم المنسوبة إليه، تجاوباً مع طلب النيابة العامة إخلاء سبيله.

صرح «فيلدرز» للصحفيين عقب صدور الحكم بأن النتيجة التى توصلت إليها المحكمة «ليست انتصاراً لى فقط، وإنما لحرية الرأى والتعبير». وأضاف: «أصبح من الممكن الآن انتقاد الإسلام دون الخوف من تكميم فمى». وكانت جماعات حقوقية ومناهضة للعنصرية قد رفعت دعاوى ضد «فيلدرز» فى أكتوبر 2010 بعد دعوته لوقف هجرة المسلمين إلى هولندا وحظر القرآن الكريم، كما اتهمه المسلمون فى هولندا بدعوتهم إلى الرضوخ لما سماه «الثقافة المهيمنة»، أو الرحيل عن هولندا، وذلك فى فيلمه «فتنة» الذى بثه على الإنترنت.

ورأت المحكمة أن «فيلدرز» وجّه انتقاده للإسلام كديانة وليس للمسلمين أنفسهم، وأن انتقاد الدين ليس إهانة. وكان السياسى الهولندى قد شبّه الإسلام بـ«النازية». (النص السابق من تقرير عبدالله مصطفى من بروكسل، الذى نشرته جريدة «الشرق الأوسط» العربية التى تصدر فى لندن عن مؤسسة سعودية يوم 24 يونيو).

من المعروف أنه لا حدود لحرية التعبير فى أوروبا عموماً، وفى هولندا خصوصاً. إنهم يعرضون أفلاماً عن المسيح عليه السلام تصل إلى حد تصويره من المثليين جنسياً (الشواذ)، وهو ما لا يمكن أن يقبله المسلمون وليس فقط المسيحيين، ولذلك لم أندهش من حكم محكمة أمستردام بتبرئة «فيلدرز». وقد شاهدت فيلمه «فتنة» على الإنترنت ورأيته سطحياً إلى درجة السذاجة ولا يؤثر فى مشاهديه ولا يقنعهم، ليس فقط لأنه لا يستطيع التعبير بلغة السينما، وإنما أساساً لأنه لا يعرف حقيقة الإسلام، أو بالأحرى يتصور أن «قاعدة» أسامة بن لادن وما شابهه من منظمات تعبر عن الإسلام.

وفى رأيى أنه لا لوم عليه ولا على أمثاله. لقد قال لى مثقف إيطالى كبير إن جدته كانت تعلمه وهو طفل أن «محمد هو رمز الشيطان»، وقد سألت «سكورسيزى» فى مهرجان فينسيا بعد عرض فيلمه «الإغواء الأخير للمسيح» هل قرأ «القرآن»؟ وكان رده: وهل جاء ذكر المسيح فى القرآن؟ وذلك رغم أنه ربما من كبار السينمائيين المثقفين فى العالم. اللوم على المسلمين الذين لا يطبقون أمر الله سبحانه وتعالى لنبى الإسلام عليه الصلاة والسلام «إن عليك إلا البلاغ». أطالب شيخ الأزهر، أو من يختاره، بالحوار مع «فيلدرز» على الهواء مباشرة فى تليفزيون هولندا ليناقشه فى كل ما يدّعيه، ويبلغه حقيقة الإسلام.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية