بين عشية وضحاها وبعد هدنتين روسيتين وفي انشغال الداخل الأمريكي بالانتخابات الرئاسية، التي دخلت في مرحلة طعون غلبت عليها الشد والجذب والترقب لنتائج محسومة لصالح المرشح جو بايدن، رغم المناوشات «التويتية» من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، كان للكرملين موقفا حاسما في معركة تكسير العظام بين أذربيجان وأرمينيا، التي استغرقت 45 يوما لحسم معارك المفاوضات، التي استمرت لنحو 30 عاما.
ولعل القرار الروسي بفرض قوات حفظ سلام قوامها 1960 جنديا مسلحا بالأسلحة النارية و90 مدرعة و380 سيارة وآلية خاصة على طول خط التماس في قرة باغ الجبلية وممر لاتشين، جاء بعد إسقاط أذربيجان طائرة هليكوبتر مما تسبب في مقتل اثنين من الطاقم وإصابة ثالث.
وهذا يبرهن أن موسكو تركت الطرفين الأذربيجاني والأرميني للقتال لفترة ومن ثم منحتهم فرصة عبارة عن هدنتين إنسانيتين لتسليم الأسرى وجثث القتلى، لكن في لحظة تورط أذربيجان في ضرب طائرة عسكرية روسية، كان تحرك الكرملين بطرح نصوص الاتفاق الثلاثي الروسي الأذربيجاني الأرميني، لكنه يعتبر انتصار للعاصمة الأذربيجانية باكو وهزيمة مطعمة بانتصار لوقف الخسائر الأرمينية، التي تجاوزت في العتاد العسكري.
وعلى الرغم من أن العاصمة الأرمينية يريفان قد أكدت أنها مستمرة في القتال حتى التفاوض، وأعلنت أن دمينة شوشا الاستيراتيجية تحت سيطرتها رغم تأكيد باكو أنها سيطرت عليها، ما يفتح السؤال ستجيب عليه الأيام المقبلة، كيف سيطرت باكو على شوشا وهي المدينة الكائنة في قمة جبل رغم تمركز قوات الكوماندوز الأرمينيين؟
لكن المؤكد أن أرمينيا ستشهد حالة من التغييرات السياسية في الداخل بسبب تلك الحرب، التي دفعت سكان المناطق، اليت استردتها أذربيجان لحرق مساكنهم دون تسليمها كما هي، في رسالة لماذا كانت الحرب وخسائرها، إذا كان هناك يوما سيأتي لتسليمها؟