احتفى مجلس إدارة نادي الإسماعيلي بذكرى رحيل محمد حازم، نجم وهداف الدراويش ومنتخب مصر، الذي توفى يوم 11 نوفمبر عام 86 إثر حادث أليم على طريق مصر الإسماعيلية الصحراوى.
ونشر الموقع الرسمي للنادي، تقريرًا مطولًا عن حياة النجم الراحل، كتب خلاله، اليوم تحل علينا ذكرى لاعب رحل مبكرًا عن عالمنا، ورغم ذلك استطاع حفر اسمه بحروف من نور، وأن يكون ضمن أفضل لاعبى جيله سواء مع فريقه أو منتخب بلاده.. هو الساحر محمد حازم.
محمد حازم محمد سعيد من مواليد محافظة الجيزة في 7 يونيو سنة 1960، طالب بكلية الآداب جامعة عين شمس قسم علم اجتماع بالسنة النهائية من أسرة متوسطة الحال تسكن في المنزل رقم 11 من شارع حسن بهجت من حى شبرا وله ثلاثة أشقاء طارق وخالد ونهاد.
أنضم للإسماعيلى في فريق تحت 11سنة عام 1972 في سنوات الهجرة حيث كان النادى يخوض تدريباته في مركز شباب الجزيرة بالقاهرة، وكان أول من اكتشفه هو محمد عثمان مدرب مركز شباب الجزيرة وكان صاحب الفضل عليه بعد الله عز وجل فيما وصل إليه من المستوى الفنى بينما الانجليزى طومسون نجح في رفع لياقته البدنية.
كانت أول مباراة له مع الفريق الأول كانت ضد السكة الحديد بمناسبة افتتاح ملعب الأخير وكان يلعب بجوار على أبوجريشة فاكهة الكرة المصرية.
لعب 15 مباراة دولية ومثل مصر في بطولة البحر الأبيض المتوسط عام 83 وحاصل على كأس الأمم الإفريقية عام 86 بالقاهرة.
آخر مباراة لعبها هي مباراة الإسماعيلى وغزل المحلة قبل ساعات قليلة من الحادث الأليم، بينما آخر هدف أحرزه كان في مرمى إكرامى في لقاء الإياب ضمن منافسات نصف نهائى بطولة أندية إفريقيا لأبطال الكؤوس.
نجح في الحصول على لقب هداف الدورى العام في موسمين متتاليين أعوام 84 و85 برصيد 11 هدف في كل موسم، وتوفى يوم 11 نوفمبر عام 86 إثر حادث أليم على طريق مصر الإسماعيلية الصحراوى.
كان والده ضابطاً بالدفاع الشعبى واعترض كثيراً على أن يتفرغ نجله لكرة القدم، لأن الأهم هو الدراسة ولكن ساعده شقيقه الأكبر الدكتور طارق في ممارسة اللعبة لأنه كان مؤمن بإمكانيات محمد حازم كلاعب كرة القدم.
وبدأ حياته الكروية وهو في سن الـ 11 عاما حيث توجه برفقة أصدقائه بالمدرسة إلى اختبارات النادى الأهلى ولكن فشل في الانضمام بسبب رأى المدربين أنه ضعيف الجسم وقاموا باستبعاده من الاختبارات الأولية ولكنه لم ييأس حيث اتجه إلى مركز شباب الجزيرة الذي كان يتدرب عليه الإسماعيلى في ذات التوقيت بسبب ظروف التهجير، وفى ذات التوقيت الإسماعيلى كان أكثر الفرق لعباً لأنه يشارك بصفة مستمرة في البطولات الإفريقية بالإضافة إلى مساعدة المجهود الحربى بخوض لقاءات عديدة على مستوى الوطن العربى.
وقام محمد عثمان بضمه إلى إشبال النادى الإسماعيلى بعد اجتيازه الاختبارات ليكون على رأس 7 لاعبين تم اختيارهم في نفس اليوم وهم عماد سليمان وأشرف صابر وهانى فؤاد وجمال عبدالخالق وأشرف عبدالقادر وخميس درويش، وبدأ حازم نجوميته تلمع خاصة بعد أن كان يشاهد جيل على أبوجريشة ويحاول التعلم من قدراتهم الفنية والبدنية.
وبعد انتهاء الحرب عاد الإسماعيلى إلى أرضه عام 1975، ليبتعد محمد حازم عن ممارسة اللعبة لصعوبة السفر يومياً إلى محافظة الإسماعيلية، وكان يحضر تدريبات الأهلى برفقه صديقه خالد العنتبلى الذي طلب منه أكثر من مرة الانضمام للقلعة الحمراء إلا أنه كان يرفض لعشقه للدراويش.
وافقت والدته على السفر للإسماعيلية لاستكمال حياته الكروية عقب وفاة والده وكان شقيقه يذهب دائما معه إلى الإسماعيلية لمشاهدته في التدريبات ومؤازرته وتحفيزه باستمرار حتى يصبح نجماً مشهوراً.
استطاع محمد حازم أن يواظب على التدريبات بالإسماعيلية وكان حريصاً على الاستفادة جيداً حتى شاهده الإنجيلزى طومسون المدير الفنى للإسماعيلى في ذات التوقيت خلال أحد تدريبات فرق الناشئين وشعر أنه يمتلك موهبة ولكنه يحتاج للقوة البدنية التي تؤهله ليكون من ألمع نجوم مصر وصعد للتدريب تحت قيادة طومسون ومساعده شحته.
أول مباراة رسمية يلعبها مع الإسماعيلى في مسابقة الدورى العام ضد السويس عام 1977 على ملعب الأخير وبعدها بأسبوع نجح في تسجيل أولى أهدافه في مرمى الترسانة.
وفى موسم 77 / 78 لعب حازم معظم المباريات ولم يسجل سوى هدف وحيد، وأحرز موسم 79 / 80 هدفين بعد أن شارك في 25 لقاء.
وحصل محمد حازم على شارة قيادة الإسماعيلى موسم 80 / 81 ليصبح أصغر لاعب يقود فريقه في التاريخ لتبدأ مرحلة نجوميته بعد أن شعر بالمسئولية الكبيرة رغم صغر سنه، وفى موسمى 81 / 82 و82 / 83 أحرز 8 أهداف.
وفى موسمى 84 / 85 و85 / 86 استطاع أن يحصد لقب هداف الدورى العام برصيد 11 هدفاً، ومن أفضل الهتافات التي كان يعشقها من جماهير الدراويش «يلا يا حازم صحى النايم وحط الكورة جوه الجون»، وكانت آخر أهدافه في هذه المسابقة خلال مباراة فريقه أمام السويس والذى يعد من أجمل أهدافه بعد أن راوغ جميع المدافعين قبل تسديدها في سقف الشبكة.
وبالرغم من حياته الكروية استمر في الدراسة والتحق بالثانوية العامة وحصل عليها لينضم إلى كلية الشرطة ولكنه لم يستمر فيها وتركها بعد 4 أشهر بسبب النادى حتى التحق بكلية الآداب ولكنه كان يرسب باستمرار وفى عام الحادث أليم كان مصمم على التخرج من الكلية ولكن لم ينجح بسبب القدر.
كان حازم يحب الكتابة والشعر ويوجد في مكتبه الخاص بعض الكتب منها تفسير الجلالين للقرآن الكريم وإحياء علوم الدين للإمام الغزالى وكتاب الزهد بجميع أجزائه لأحمد بن حنبل والإنسان روح لا جسد للدكتور رؤوف عبيد وجميع كتب عباس محمود العقاد ومحمد حسين هيكل وأنيس منصور ويوسف السباعى ومحمد عبدالحليم ويوسف ادريس بالإضافة إلى كتب آخرى في السياسة وعلم النفس الاجتماعى.
مشوار حازم الدولى: انضم محمد حازم وعمره 20 عام فقط لصفوف المنتخب الوطنى عام 1980 وذلك بناء على طلب الألمانى هيدرجوت، حيث شارك مع المنتخب في العديد من البطولات، في مقدمتها بطولتى كأس الأمم الأفريقية عامى 84 و86.
كما خاض ضمن صفوف منتخب الفراعنة ما يربو عن 15 مباراة دولية.
ارتبط محمد حازم برقم 11 طوال حياته الشخصية والكروية حيث كان يسكن في المنزل رقم 11 من شارع حسن بهجت بحى شبرا، وكان أعز أصدقائه بالإسماعيلى عماد سليمان الذي يرتدى رقم 11 وأنضم إلى الإسماعيلى وهو يبلغ من العمر 11 عاما وحصل على لقب هداف الدورى العام مرتين برصيد 11 هدفاً حتى توفى يوم 11 من شهر نوفمبر «11» عام 1986.