اعتذرت وزارة الكهرباء عن انقطاع التيار المتكرر قائلة إنها «مضطرة لذلك لتخفيف الأحمال، مناشدة المواطنين ترشيد الاستهلاك والحد من استخدام السخانات الكهربائية وأجهزة التكييف»، كما سبق أن أعلنت الوزارة أن عجز الشبكة القومية للكهرباء بلغ 5 آلاف ميجاوات نتيجة نقص الغاز المورد للمحطات.
وتبقى أزمة انقطاع التيار الكهربائي عالقة منذ عام 2009، دون حلول جذرية للمشكلة، أو علاج لمعضلاتها الرئيسية المتمثلة في نقص وقود تشغيل المحطات، وضعف كفاءة بعض المحطات إلى جانب الحاجة لبناء محطات إضافية لتلبية الاحتياجات المتنامية نتيجة الزيادة السكانية والاستثمارات الجديدة، والتي توقعت إحدى الدراسات المعدة بواسطة جهاز تنظيم مرفق الكهرباء وحماية المستهلك أن تصل إلى 54.2 ألف ميجاوات عام 2026/2027.
وحول ما يتعلق بنصيب القطاعات من الطاقة الكهربية المستهكلة سنويًا، فيعد القطاع المنزلي أكبر المستهلكين بنسبة 43.3% من إجمالي الطاقة المباعة من الكهرباء خلال 2011/2012، يليه القطاع الصناعي بنحو 31.4%، ثم المحلات 8%، ثم الإنارة العامة وجهات الحكومية والمرافق والزراعة بنسبة (4.9 %) و(4.8%) و(4.5%) و(4.1%) على التوالي.
تطور استهلاك المنازل للكهرباء (بالمليار كيلو وات للساعة)
وبلغ إجمالي الحمل الأقصى للطاقة الكهربائية في مصر نحو 25.7 ألف ميجاوات عام 2011/201، وهو الرقم الذي يزيد بحوالي 39% عن عام 2006/2007، والذي سجل فيه إجمالي الحمل 18.5 ألف ميجاوات.
وتحققت زيادة كبيرة في إجمالي الطاقة المستهلكة في مصر خلال السنوات الأخيرة لتسجل 135.8 ملياركيلووات في الساعة خلال عام 2011/2012 مقارنة بـ98.8 ملياركيلووات في الساعة خلال العام المالي 2006/2007، وتوازت هذه الزيادة مع ارتفاع عدد المشتركين من 22.5 مليون مشترك عام 2006/2007 إلى 28.1 مليون مشترك عام 2011/2012.
تطور الحمل الأقصى سنويا (بالألف ميجاوات)
وعلى جانب آخر تعتمد مصر بصورة أساسية في إنتاج الكهرباء على الطاقة المولدة من المحطات الحرارية وتساهم بنسبة 82.1% من إجمالي الطاقة المولدة خلال عام 2011/2012، بينما الطاقة المتجددة لا يتجاوز مساهمتها 1.2%، وباقي الطاقة مولدة من السد العالي ومحطات القطاع الخاص، وفائض الشركات الصناعية والمحطات غير المرتبطة بالشبكة القومية للكهرباء.
وتستخدم محطات الكهرباء أنواع مختلفة من الوقود لتشغيلها كالغاز الطبيعي والسولار العادي والسولار المخصوص والمازوت، وبلغ إجمالي الوقود المستخدم نحو 29.728 مليون طن مازوت معادل خلال 2011/2012، مقارنة بنحو 22.286 مليون طن مازوت معادل 2006/2007.
وخلال العام المالي الماضي 2011/2012 استخدمت مصر الغاز الطبيعي بصورة مكثفة في تشغيل المحطات بنسة وصلت 84.3% من إجمالي الوقود المستخدم، وجدير بالذكر أن قطاع الكهرباء في مصر استحوذ على 17% من إجمالي استهلاك المنتجات البترولية عام 2008/2009.
تطور استهلاك الوقود سنويا في محطات الكهرباء (مليون طن مازوت معادل)
من جهة أخرى تعتبر مصر الأقل عالميا من حيث نصيب الفرد في الكهرباء، حيث بلغ متوسط نصيب الكهرباء للفرد نحو 1910 كيلووات في الساعة عام 2011/2012، بينما قدر المتوسط العالمي لاستهلاك الكهرباء نحو 2730 كيلو وات الساعة عام 2009، أي إن نصيب الفرد المصري يقل عن متوسط الاستهلاك العالمي بنحو 30%.
متوسط نصيب الفرد السنوي من الكهرباء في مصر والعالم (كيلو وات في الساعة)
وينقسم مستهلكو الكهرباء من المنازل إلى 6 شرائح، أولهاشريحة استهلاك حتى 50 كيلووات/ ساعة، وآخرها شريحة استهلاك أكثرمن 1000 كيلووات/ ساعة، وظل سعر الشريحة الأول دون تغيير منذعام 1993 حتى الآن، علمًا بأن تلك الشريحة الأولى تمثل نحو 23% من إجمالي عددالمشتركين، فيما تحركت أسعارالشرائح المختلفة من العام المالي 1992/1993 حتى عام 2010/2011، لتشهد زيادتين متواليتين في نوفمبر 2012، ثم يناير 2013 بكل شرائح الاستهلاك باستثناء الشريحة الأقل.