x

كويكب معدني نادر تبلغ قيمته 10000 كوادريليون دولار

الإثنين 02-11-2020 14:47 | كتب: جبران محمد |
كويكب "Psyche" كويكب "Psyche" تصوير : آخرون

يعد كويكب بسيش «Psyche» الذي يبعد عن الشمس حوالي ثلاث مرات عن كوكبنا، كويكب معدني نادر يمكن أن يخبرنا عن أسرار حول لب الأرض المنصهر، ويريد العلماء معرفة كل شيء عنه.

وألقت دراسة جديدة نُشرت في مجلة The Planetary Science Journal نظرة فاحصة على هذا الكويكب الغامض باستخدام بيانات من تلسكوب هابل. ويقع كويكب «16 Psyche» بين المريخ والمشتري، وهو واحد من أضخم الأجسام في حزام الكويكبات في النظام الشمسي، ويبلغ قطره حوالي 140 ميلًا، وهو تقريبًا نفس طول ولاية ماساتشوستس (إذا استبعدت رأس كاد).

ولا يزال التركيب الدقيق لـ Psyche غير واضح، لكن يعتقد العلماء أنه من المحتمل أن يكون الكويكب يتكون في الغالب من الحديد والنيكل. وتم الافتراض بأن قطعة من الحديد بحجمها يمكن أن تصل قيمتها إلى حوالي 10000 كوادريليون دولار، والكوادريليون هو عدد يساوي مليون مليار أي أكثر من الاقتصاد بأكمله على كوكب الارض.

ويعتقد العلماء أن كويكب بسيش «Psyche» يمكن أن يكون النواة المعدنية لكوكب مبكر فقد غلافه وقشرته بسبب الاصطدامات التي ربما حدثت في وقت مبكر من تكوين النظام الشمسي.

وفي عام 2022، سترسل ناسا مركبة فضائية غير مأهولة إلى كوكب «Psyche» لدراسته عن قرب وتحديد تركيبه بشكل أفضل. في غضون ذلك، نظرت الدراسة الجديدة في مجلة «The Planetary Science Journal» في كويكب «Psyche» من خلال تلسكوب هابل في نقطتين محددتين في دورانه، لالتقاط جانبي الكويكب.

وتتضمن الدراسة أول ملاحظات الأشعة فوق البنفسجية لـ «Psyche»، مما يعزز فهم سطحه وتكوينه المحتمل.

وقالت تريسي بيكر وهي المؤلف الرئيسي للدراسة وعالمة الكواكب في معهد ساوث ويست للأبحاث لـ سي إن إن: «نظرنا في الطريقة التي ينعكس بها الضوء فوق البنفسجي عن سطح الكويكب».

وأوضحت أن «الطريقة التي ينعكس بها الضوء فوق البنفسجي من كويكب»Psyche«كانت مشابهة جدًا للطريقة التي يعكس بها الحديد ضوء الشمس». وأشارت بيكر إلى ان دراسة «Psyche» يمكن أن تساعد على فهم تلك الأوقات المبكرة من تاريخ النظام الشمسي بشكل أفضل، عندما كانت الأجسام «ذات ميول أعلى وغرابة مركزية أكثر جنونًا»، وكانت تتاح لها فرص أكثر للتصادم مع بعضها البعض.

واستطردت بيكر: «إذا كان كويكب»Psyche«هو النواة المعدنية لكوكب لم يكن موجودًا من قبل، فإن دراسته عن كثب يمكن أن تخبرنا كثيرًا عن جوهر كوكبنا».

ووفقًا لبيكر كشفت الدراسة أيضًا عن إشارتين محتملتين للتغيرات في سطح «Psyche» بسبب الرياح الشمسية. وقالت: «الأول هو أننا عندما تعمقنا في الأشعة فوق البنفسجية، بدأنا نرى الكويكب يزداد سطوعًا، وهو أمر نادر جدًا». و«في الماضي، عندما رأينا ذلك على بعض الكواكب، بما في ذلك القمر، يخبرنا ذلك غالبًا أنه بسبب تفاعل الشمس مع المواد الموجودة على السطح، مما يتسبب في هذا السطوع. ونسمي ذلك تجوية الفضاء».

وكانت الإشارة الثانية، وفقًا لبيكر، هي اكتشاف امتصاص أكسيد الحديد فوق البنفسجي. و«قد يعني ذلك أن هناك نوعًا من التفاعل مع الأكسجين والمعدن». ويمكن للجسيمات المشحونة من الشمس أن تتسبب في تفاعل الأكسجين مع المواد، أو أن هذا التفاعل قد حدث منذ وقت طويل. وستكون هناك حاجة إلى مزيد من الدراسة لربط هذه النتائج بمزيد من المعلومات حول وقت تشكل الكويكب لأول مرة.

وتأتي الدراسة في الوقت الذي تتواصل فيه مهمة وكالة ناسا إلى كويكب «Psyche» بقيادة جامعة ولاية أريزونا.

وقالت ليندا إلكينز تانتون، عالمة الكواكب والباحث الرئيسي في المهمة وهي أيضًا مؤلف ثانوي للدراسة الجديدة، لـ سي إن إن: «نحن نبني أجهزة فضائية ونستعد لإطلاقنا في أغسطس من عام 2022».

تم نقل إطلاق المهمة، الذي كان مقررًا في الأصل عام 2023، إلى عام 2022، وسيجري الاطلاق من قاعدة كيب كانافيرال للقوات الجوية، باستخدام صاروخ سبيس إكس «SpaceX Falcon Heavy».

وأوضحت إلكينز تانتون أن المركبة الفضائية غير المأهولة يجب أن تصل إلى كويكب «Psyche» بحلول يناير 2026، وستدور حول الكويكب لمدة 21 شهرًا، وترسم خرائط له وتدرسه من مسافة بعيدة. وعندما تصل إلى الكويكب، تكون المهمة أول من يصور الكويكب على الإطلاق. وأضافت إن العلماء يخططون لجعل هذه الصور متاحة على الفور للجميع على الأرض لرؤيتها ودراستها بشكل أكبر، ربما في غضون 30 دقيقة من التقاطها.

وحول هذا التقدير المذهل بأن «Psyche» قد يكون بقيمة 10000 كوادريليون دولار، تقول إلكينز تانتون إنها تتحمل مسؤولية التوصل إلى هذا الرقم خلال المقابلات عندما تم الإعلان عن مهمة ناسا لأول مرة في عام 2017. وقالت: «لا يمكننا إعادة»Psyche «إلى الأرض. ليس لدينا أي تكنولوجيا للقيام بذلك». و«حتى لو كان من الممكن إعادة المعادن من»Psyche«دون تدمير الأرض، فمن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى انهيار الأسواق.

وأشارت إلى ان «معظم الكويكبات القريبة لا تحتوي على جليد مائي عليها، لكنها تحتوي على معادن تحتوي على مياه مرتبطة في شبكاتها البلورية»، ويمكن الوصول إلى ذلك عن طريق تسخين المعادن. وقالت «يمكن أن تكون مثل محطات التزود بالوقود الصغيرة».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية