السناتور الديمقراطية كمالا هاريس، تقترب من قفزة تاريخية، حيث يمكن خلال هذا الأسبوع أن تُنتخب كأول امرأة سمراء تشغل منصب نائب الرئيس الأمريكي، في حال فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن، لتتوج مسيرتها التي اتسمت بالاختلاف عن غيرها من المرشحات السيدات.
لم تستخدم هاريس قط وعودا نسائية، مثل أن تخبر الفتيات الصغيرات أنهن يمكن أن يكن رئيسات، مثل السناتور إليزابيث وارين الديمقراطية. لم يكن لديها شعار يراعي النوع الاجتماعي مثل شعار هيلاري كلينتون «أنا معها». لم تركز رسالة حملتها على مساواة المرأة مثل السناتور كيرستن جيليبراند الديمقراطية من نيويورك.
لكن بطريقتها الخاصة الأكثر هدوءًا، استطاعت هاريس أن تجد لنفسها مكانا على أعتاب التاريخ، وأصبحت أول امرأة قريبة جدًا من الرئاسة باهتمام أقل مما حظيت به الترشيحات السابقة ويرجع ذلك جزئيًا إلى الأزمات التي تجتاح أمريكا، ويرجع ذلك جزئيًا أيضا إلى الأصول التي تجسدها هاريس كامرأة أمريكية سوداء وآسيوية، ويعود جزء إلى أسلوبها المنخفض نسبيًا في التعامل مع تمييزها وفقا للجنس.
ومع ذلك، لم يتردد الرئيس ترامب في التأكيد على جنس هاريس. لقد حذر الحشود في فلوريدا مؤخرًا من أن هاريس ليست مجرد اشتراكية- وهذا زعم منه- ولكنها اشتراكية «أنثى»، وقد استخدم مصطلحات مشحونة مثل «الوحش» لوصفها.
قبل أربع سنوات، اعتقد العديد من الأمريكيين أنهم على وشك انتخاب أول رئيسة. الآن تضيف صدمة خسارة كلينتون إلى المشاعر والقلق في هذه اللحظة للعديد من النساء.
هاريس هي أول أمريكية هندية، وأول متخرج من جامعة معروفة تاريخيا بأنها لذوي البشرة السمراء، أن تكون مرشحة على تذكرة انتخابية للرئيس. تؤكد هذه المعالم دورها المحتمل كأول امرأة، بعد 244 عامًا، تعمل في أي من أعلى مكتبين فيدراليين في أمريكا.
قالت نيامبي كارتر، أستاذة العلوم السياسية في جامعة هوارد لصحيفة «واشنطن بوست»: «عندما نتحدث عن النساء في مرات عديدة، فنحن نتحدث عن النساء البيض، فيما يذهب ذهننا إلى الرجال عندما نتحدث عن السود».
وتابعت كارتر أن البعض ربما كان يتوقع أن تنتخب امرأة بيضاء بفترة طويلة قبل أن يتم الاتجاه إلى انتخاب سيدة سمراء«.
وأضافت: «وفقا لدراسات فإن الكثيرين اعتقدوا أن هيلاري كلينتون أو شخص ما مثل هيلاري ستكون أول امرأة». وقالت إن المشكلات العرقية الحالية ووباء فيروس كورونا وعوامل أخرى خلقت ظروفا مختلفة.
يعكس صعود هاريس اللحظة الرائعة في تاريخ حقوق المرأة، ففي عهد ترامب، تصدرت النساء مسيرات احتجاجية، وانتُخبت العديد من النساء في الكونجرس. في غضون ذلك، أدى الاحتجاج ضد التحرش والاعتداء الجنسي إلى سقوط رجال أقوياء. ومع ذلك، لم يتوقف الرئيس دونالد ترامب عن تصريحات اعتبرت مهينة ضد المرأة.
هذه هي اللحظة المضطربة التي تدخلت فيها هاريس.
قالت جيليبراند سناتور نيويورك: «ستكون قدوة عظيمة للنساء والفتيات في جميع أنحاء العالم». وأضافت أنه إذا أصبحت هاريس نائب الرئيس، فسيكون لذلك «تأثير زلزالي على مسار التاريخ، وكذلك على تطلعات الملايين من الناس».
وقالت كريستينا وولبرخت، أستاذة العلوم السياسية ومديرة مركز روني لدراسة الديمقراطية الأمريكية بجامعة نوتردام، لـ«المصري اليوم»: «إن إقبال النساء السود على التصويت أصبح مرتفعًا بشكل خاص في انتخابات 2020».
وتابعت: «كان هناك الكثير من التوقعات في عام 2016 بأن النساء سيكونن ناخبات متميزين حقًا. كان لدينا أول مرشح للرئاسة في الولايات المتحدة من قبل حزب سياسي كبير، ومن ناحية أخرى، كان ينافسها مرشح رئاسي وهو يقول عبارات كراهية للنساء وكان معروفًا بهذه الأنواع من المواقف».
وشرحت: إنه تاريخيا «وفي الفترة التي أعقبت منح المرأة حق التصويت، كانت النساء أكثر ميلًا من الرجال إلى تفضيل أحزاب يمين الوسط، لكن من المرجح أن تفضل النساء أحزاب يسار الوسط أكثر من الرجال اليوم».