x

«الجارديان»: ماكرون أثار غضب المسلمين «باسم الحرية»

الأحد 01-11-2020 17:52 | كتب: محمد عبد الخالق مساهل |
تصوير : آخرون

أثار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون غضب المسلمين الراديكاليين والمعتدلين على السواء عند دفاعه عن الحرية.

وقال الكاتب بصحيفة الجارديان البريطانية سيمون تيسدال في مقاله التحليلي اليوم :«ربما كان على علم بما كان يفعل، وربما لا، ولكنه على كل حال وضع فرنسا وأوروبا على طريق صدام جديد مع العالم الإسلامي، الشهر الماضي».

وأضاف أن الهجمات الإرهابية القاتلة التي شهدها الأسبوع الماضي توحي بأن الرئيس الفرنسي ربما بدأ شيئا ما لا يستطيع إنهاءه .

وتابع أن خطاب ماكرون المفعم بالحماس في 2 أكتوبر الماضي، والذي تعهد فيه أن يحارب الإسلام الراديكالي ويجتث «الانعزالية» ويدعم القيم العلمانية بكل التكاليف، كان نذيرا بوقوع هذه الأزمة الأخيرة، لافتا إلى أن القيادات الأسلامية شعرت بالغضب إزاء وصف ماكرون للإسلام بأنه «دين في أزمة في جميع أنحاء العالم، مما أدى إلى اختطافه على أيدي المتطرفين»

وأردف الكاتب أن ماكرون تشبث بتعهداته، بعد أسبوعين من ذلك، وعقب مقتل مدرس التاريخ صامويل باتي، على يد إسلامي مولود في أرض أجنبية

ولفت الكاتب أن دفاع ماكرون عن إعادة نشر الرسوم سيئة السمعة للنبي محمد، من جانب صحيفة شارلي إبدو، والتي استعرضها المدرس «باتي» أمام التلاميذ، إلى جانب التدابير الأمنية المشددة على المساجد والأئمة والجماعات الأسلامية، كلها أمور سكب من خلالها البنزين على النار .

وأشار إلى عبارة «فرنسا نفسها تحت الهجوم»، التي كررها ماكرون مرارا وعلى نحو درامي، كما تمكن من خلال مناصرة القيم الفرنسية بشكل صارخ، بلا هوادة أن يثير غضب الرأي العام الإٍسلامي وأن يحفز المتشددين .

وذكر الكاتب أن القيادات السياسية الدينية من بغداد إلى بنجلاديش وحتى الأردن والمتظاهرون ضد هذا الخطاب الفرنسي، صبوا جام غضبهم، متهمين إياه بأنه يقوم «بعمل الشيطان»، مستدركا بأن كثيرا مما قاله سواء أسيئ فهمه أو شوه عمديا، إلا أن الحقيقة تبقى أنه أغضب الرأي العام لدي المسلمين العاديين وأدى إلى تنشيط المتشددين .

ولفت إلى أن النتيجة القاسية والمباشرة، والتي سوف توضع على بابه، سواء أكانت عدلا أم ظلما، تمثلت في سلسلة من الاعتداءات في نيس وأفينيون، مشيرا إلى أن فرنسا التي تكافح لاحتواء وباء كوفيد-19 والذي يتفاقم عندها، أصبحت الآن في أعلى درجات التأهب ضد الأرهاب، مع وضع المدارس والكنائس تحت الحراسة المسلحة .

وقال الكاتب البريطاني إنه لا يمكن تخطئة ماكرون لتمسكه بالمثالية الفرنسية عقب عصر التنوير، والتي تتمثل في وجود مجتمع جمهوري علماني عادل ومتكامل، ولكنه يواجه هو وغيره من الزعماء الأوروبيين، رد فعل قويا يتمثل في الإسلاموفوبيا ومعاداة المسلمين، والذي قد يؤدي إلى انتشار مزيد من سفك الدماء .

وأكد أن هذا الانفجار المفاجئ للعنف وتبادل الاتهامات من الممكن أن يؤثر على الجميع، كما أن كل الحكومات الأوروبية قد تتعرض لاستقطاب متزايد مع مضامين واضحة من أجل السلام والأمن والتماسك الاجتماعي .

ونبه إلى أن التأثير المدمر لكوفيد-19 تسبب في إنهاك أمزجة الناس، ووضع الحكومات والمواطنين في كل مكان تحت ضغط، مؤكدا أن ماكرون أول من قفز في هذا الفخ الكبير بقدميه، مما زاد، بدلا من أن يحد، من سوء التفاهم في وقت مفعم بالضغط الشديد .

وأردف بأن السياسية الفرنسية التي تفرض الاندماج في مجتمع علماني على نحو تقادمي، تختلف عن الأسلوب البريطاني الذي يتبنى التعددية الثقافية تحت شعار «دعه يعمل»، قائلا إن هذه السياسة الفرنسية تبدو متشددة للغاية وعلى ماكرون أن يفكر ثانية في كيفية تطبيقها .

وأكد أن العلاقة بين المسلمين وغير المسلمين في أوروبا مازالت «هشة» وأن الخطر «واضح»، متسائلا :«هل تؤدي الضجة الصاخبة بشأن دفاع ماكرون المبرر رغم أنه»أخرق «عن القيم الفرنسية، ومفهوم أن الإسلام تحت الهجوم، وحوادث الإرهاب الناتجة عن ذلك، إلى سلسلة من المواجهات؟ قائلا :» لا نأمل في ذلك «

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية